يقول الشيخ مقبل رحمه الله في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم"
أما إذا بلغته سنةُ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يجوز أن تعارَض بقول أي أحد، إذا بلغت الشخصَ سنةُ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يجوز أن يقال إن هذا العالم قد علمنا كذا وكذا، لأن هذا العالم هو ممن يشمله قول الله عز وجل:{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} لا تتبع ما ليس لك به علم.
أنا الآن قلت لك: تصلي وتضع يديك هكذا، وإذا ركعت ترفع هكذا، إذا سجدت تفعل هكذا، ولم أقل لك قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . هذا ليس بعلم، العلم ماذا؟ هو قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، حتى إن ابن عبد البر المالكي يقول: أجمع العلماء على أن المقلد لا يُعد من أهل العلم.
وغالب أولئك تجدونهم مقلدين، المذهبُ والمذهبُ، سواء أكانوا شافعية أو حنابلة أم مالكية أم زيدية، إلى آخره، غالبهم تجدهم مقلدين.
فسلوا عن الدليل إذا أحببتم أن تكونوا طلبة علم، سلوا عن الدليل، يأتي الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقول: <يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك>.
وهكذا إذا جلست عند العالم تسأله عن الدليل، فإن كان يجد الدليل وإلا لو رحلت إلى بلدة أخرى، لو رحلت، إياك إِيَّاكَ أن تأخذ دينك من الشارع، أو أنك تظن أن فُلَانًا عالم وليس بعالم، الشهرة لا تكفي، الشهرة لا تكفي في هذا.
روى «البخاري ومسلم» في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم <أن رجلا قتل تسعا وتسعين رجلا فسأل عن أعلم أهل الأرض ،فدل على راهب، أي على شخص يا إخواننا، متعبد وهو جاهل، فدل على راهب، فسأله - وهو في نظر الناس أنه أعلم أهل الأرض، خدعهم بعبادته، ثم بعد ذلكم ماذا؟- فسأله فقال له هل لي من توبة، قال: لا، ثم قتله، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على عالم، فسأله فقال له: ومن يستطيع أن يحول بينك وبين التوبة ولكن أرضك أرض سوء فهاجر عن أرضك، فخرج مهاجرا إلى الله فأدركه الموت وهو في الطريق. فنزلت ملائكة الرحمة تأخذه، ونزلت ملائكة العذاب تأخذه، ملائكة الرحمة يقولون: أتى تائبا، وملائكة العذاب يقولون: ما عمل خيرا قط، فأرسل الله ملكا ليحكم بينهم أن قيسوا ما بين الأرضين فوجدوه إلى الأرض الطيبة أقرب بشبر>، وفي بعضها فنأى بصدره- عند موته يقدم صدره->.
هذا دليل على ماذا؟ على أننا ما نغتر بالشهرة.
الإمام مالك ملتزم ألا يروي إلا عن ثقة. لكنه في ذات مرة روى عن ضعيف ، فقيل له: ما لَك رويت عن عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف يامالك؟ قال: غرني بكثرة صلاته .
هكذا العبادة محمودة لكن لا تدل على أن الشخص عالم، الزهد في الدنيا محمود ولكن لا يدل على أن الشخص عالم، الخطابة والوعظ محمود، لكن لا يدل على أن الشخص عالم، من الذي يعرف العالم؟ هم العلماء، العلماء هم الذين يعرفون أن ذاك عالم أو ذاك جاهل، أما أن يكون في أرض الحرمين ويلبس له بشت ويسوي له ويدعي أنه كذا وكذا.
وأما عندنا هاهنا وتراه بعمامته، وتراه بالجبة إلى غير ذلك، هذا كله لا يدل، ولسنا ندعو إلى ازدراء العلماء، لسنا والله ندعو إلى ازدراء العلماء، ولا إلى احتقارهم فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: <من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب> .
لكن ندعو إخواننا إلى التثبت في العلم
قناة #بلغوا_عني_ولو_أية في برنامج التيليجرام
Telegram.me/asimseed