الاثنين، 10 أكتوبر 2022

مكارم الأخلاق وبيان مسببات الاتفاق ولافتراق

 مكارم الأخلاق وبيان مسببات الاتفاق ولافتراق 

اكرام المنعم بشرح حديث المسلم اخو المسلم 

وبيان مافيه من مكارم الأخلاق 

وموجبات الاتفاق والافتراق 

لفتح الملف اضغط على الصورة 



المعوقات عن بلوغ تعبير المنامات


المعوقات عن بلوغ تعبير المنامات


للاخ الحبيب انور بن محمود الرفاعي وفقه الله 

13 معوق لحرمان الطالب والمتدرب من التمكن والقدرة على تعبير المنامات فمن تجنبها فقد ساعد نفسه على التفوق في هذا العلم الجليل

لفتح الملف اضغط على الصورة 


السبت، 17 سبتمبر 2022

هل الحجامة تعالج السحر والمس والحسد أم لا ؟

 هل الحجامة تعالج السحر والمس والحسد أم لا ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت على رسالة نص كاتبها أن الحجامة لاتعالج السحر والمس والحسد ولكنها قد تعالج الأعراض الناتجة عن هذه الأمراض ، وهذا الكاتب قد استدل على مذهبه بقضية سحر النبي صلى الله عليه وسلم ونقل عن الإمام الكبير ابن القيم رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم احتجم ولكنه لم يستفد من الحجامة وأنه عندما عرف أنه مسحور عدل إلى العلاج الحقيقي وهو استخراج السحر وإبطاله !! والحقيقة مع احترامنا لهذا الرأي إلا أننا نحترمه دون أن نلتزمه وهو مردود في حدود علمنا من ستة أوجه :

الوجه الأول : 
أن النصوص النبوية بينت أن الحجامة دواء بل ورد في الحديث أنها من أمثل الدواء حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري )  فقال : إن الحجامة دواء ولم يستثن السحر فما هو دليل الكاتب أن السحر والمس والحسد يخرجان من هذه المثلية في التداوي ؟

الوجه الثاني : 
أن المذهب القائل أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ولم يستفد قد يجيب عليهم من يوافقهم على كونه فعل ذلك أن السبب لأنه لم يكن يعلم أنه مسحور ، وأنه لو كان يعلم أنه مسحور عندما احتجم ربما غير مواضع المحاجم فقط ؛ لأنه باعتراف الكاتب أنه لم يكن يعلم وبناء على اعترافه يأتي السؤال الذي نصه : هل مواضع الحجامة لعلاج التخيل الناتج عن السحر والناتج عن غير السحر كـ غلبة الرطوبة أو صعود الأبخرة واحدة ؟ مع العلم أن النص الوارد في ذلك حدد موضع الرأس بشكل عام دون تحديد مواضع الرأس بشكل خاص
سيكون الجواب لو كان من أهل الاختصاص والتفنن بالحجامة أنها تتفق في بعض وتفترق في بعض مع إمكانية الانتقال للبديل أيضاً باعتبار الشكوى عرض في سبب ومرض في سبب آخر 

الوجه الثالث : 
أنه يحق للكاتب الاعتراض على الوجه الثاني كونه صلى الله عليه وسلم عندما علم أنه مسحور لم يعد الحجامة ولم يقم بتعديل مواضع المحاجم !! وبهذا الاعتراض يبطل ماقررناه هناك !! ولكننا نبين له أن الاعتراض غير وارد ، وأن الوجه الثاني ملزم له وبيان ذلك أن نبينا الكريم عليه أتم الصلاة وأزكى التسليم خفي عليه أمران : أحدهما أنه مسحور والثاني متفرع عن الأول وهو مكان السحر ، وعندما عرف أنه مسحور لم يحتجم ؛ لأنه عرف مكان السحر وليس لأن الحجامة لاتعالج السحر ، فهل يستطيع الكاتب أن يجزم في أمر غيبي أنه لو كان علم أنه مسحور ولكنه لم يعلم بمكان السحر أنه ما كان سيحتجم ؟ ففرق بين الحالتين : بين معرفته لنوع الإصابة وهي السحر مع معرفة مكان السحر وبين معرفة نوع الإصابة دون معرفة مكان السحر !! ففي الأولى لا شك أن العلاج الحقيقي هو الوصول لسبب الإصابة واتلافه والتخلص منه بخلاف الثانية فإن العمل ببقية الأسباب وارد شرعاً وعقلاً وليس في القصة الدليل على نفي عمل الحجامة لورود ما يدل على الحالة الأولى وعدم ورود ما يدل على الحالة الثانية ، وهذا كله كما سبق إنما نسوقه على لسان من يوافقهم على أساس المسألة وأما نحن فلا نقرها أساساً كما سيأتي في الوجه الأخير 

الوجه الرابع : 
قول الكاتب أن الحجامة ممكن أن تعالج الأعراض التي سببها السحر ولكنها لا تعالج السحر !! أليس هذا القول منه يناقض نقله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتفع بالحجامة !! فلو كان فعلاً أنه احتجم ولم ينتفع منها لكان التقرير أنه لا المرض ذهب ولا الأعراض ذهبت أيضاً !!
وبتعبير أوضح نوجه هذا السؤال للكاتب الكريم ونصه : هل عندما احتجم النبي صلى الله عليه وسلم تعالجت الأعراض التي سببها السحر ولكن السحر بقي ولم يشف ؟ 
بمجرد النظر للسؤال بإمعان وللحقيقة المتوهمة بإتقان سيتضح أنه يلزم أصحاب هذا المذهب أن الحجامة لاتعالج لا السحر ولا تعالج أيضاً الأعراض التي سببها السحر !! وبهذا تتعطل وظيفة الحجامة في علاج هذا النوع من الأمراض تماماً بناء على حقيقة متوهمة وبيان ذلك في الوجه السادس والأخير

الوجه الخامس : 
أن العلامة ابن القيم رحمه الله وهو العمدة الذي اعتمد عليه صاحب المقال وتمسك به كمرجعية لصحة مقاله لم يقل أبداً بوجه من الوجوه أن الحجامة لا تعالج السحر !! ولو فرضنا أن سكت عن هذه النقطة لم يكن لأحد أن ينسب له قولاً لم يقله !! فكيف وهو قد صرح بخلاف ما نسبه له الكاتب وقرر أن الحجامة تعالج السحر فقال ما نصه : ( وقد يكون من انفعال الطبيعة وهو أشد السحر، واستعمال الحجم لهذا الثاني نافع ، لأنه إذا هيّج الأخلاط وظهر أثره في عضو كان استفراغ المادة الخبيثة نافعًا في ذلك ) فهذا واضح أن جعل الاحتمال الثاني ليس من السحر فقط بل من أشد السحر ومع ذلك قرر أن الحجامة نافعة لهذا السحر الخبيث !! بل وقرر أن نفعها متعلق باستفراغ مادة السحر الخبيثة دل أنه يعني نفس المرض وليس مجرد الأعراض 
بل إن العلامة ابن القيم رحمه الله تولى الرد على من ينكر علاج السحر بالحجامة وكاتبنا الفاضل غفر الله له يستدل به على انكار ذلك !! وهذا نص كلام ابن القيم رحمه الله حيث قال : ( وقد أشكَل هذا على مَن قَلَّ علمُه ، وقال : ما للحجامة والسِّحرِ ؟ وما الرابطةُ بين هذا الداء وهذا الدواء ؟ ولو وَجد هذا القائلُ "أبقراطَ"، أو "ابنَ سينا" أو غيرَهما قد نَصَّ على هذا العلاجِ، لَتَلقَّاه بالقبولِ والتسليم، وقال: قد نَصَّ عليه مَن لا يُشَكُّ في معرفته وفضله اهـ )

الوجه السادس :
أسلفنا في بعض أسطرنا السابقة أننا نناقش ببعضها الكاتب بلسان من يوافقه على أساس المسألة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ولم ينتفع !! وأما عن النقاش بلساننا فخلاصته في هذا الوجه الأخير أن الذي نعرفه أن حديث احتجام النبي صلى الله عليه وسلم عندما سحر غير ثابت رواه أبو عبيد في غريب الحديث عن عبدالرحمن بن أبي ليلى مرسلاً والمرسل من أقسام الضعيف 
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( 10 / 228 ) : وأخرج أبو عبيد من مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : ( احتجم النبي صلى الله عليه و سلم على رأسه بقرن حين طب ) اهـ  

وأخيراً : كان قصدنا من هذه الأسطر هو بيان الحق في هذه المسألة وليس التعرض للكاتب الفاضل فكلنا يصيب ويخطئ والله الموفق 

كتبه أخوكم 
أبو العباس أنور الرفاعي 
اليمن السعيد 
29 / 2 / 1440 هـ

الأربعاء، 11 مايو 2022

السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموموتحصيل الأسباب الجالبة للسرور

[السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم
وتحصيل الأسباب الجالبة للسرور]

ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور؛ وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها، وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته. فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها، ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه، واطمأن إليه في ذلك، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله، وزال عنه همه وقلقه.

استعمال الدعاء

ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي ﷺ يدعو به: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر»(1).

وكذلك قوله: «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»(1).

فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر، ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحًا وسرورًا.

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة 
للعلامة السعدي رحمه الله

الخميس، 6 يناير 2022

رثاء الإمام الشيخ صالح اللحيدان رحمه الله تعالى

( أبيات في رثاء الإمام اللحيدان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) 


مات الإمام العالم المتبحر،،،،،من كان في نشر الهدى لا يفتر

مات الذي لله أفنى عمره،،،،آثاره في كل قُطر تُنشر

مات اللحيدان المحدث صالحٌ،،،،مفتي النوازل والإمام الأكبر

إني أعزي أمة الإسلام في،،،،موت الفقيد فكسرها لا يُجبر

فالموت حقٌ والعباد جميعهم،،،،يُسقونه يوماً فنعم المنذر

فارحمه يا ربي وفسِّح قبره،،،،واغفر له ومع الإئمة يُحشر

واختم لنا بالحُسن واجعل موتنا،،،،موت الكرام وفي نعيمٍ نُقبر

أبو عمران عاصم البيطار 
الثاني من جماد الآخر 1443هـ

نصيحة ثمينة

 

الصدمات التي تأتيك في حياتك هي نفسها تعلمك كيف تستعد لباقي المشوار وتواجه صعوبات الحياة مستقبلا، مثلها مثل عملية ترقيع جراحك ببعض جلدك، اقطع من هنا وأوصله هنا؛ فلا تخاف من الدنيا كل الناس خاصة الناجحين واجهوا مواقف يمكن أحدهم ظن أنه لن يصبح اليوم التالي من شدة الهم وقسوة الظروف، واجه فما عندك إلا المواجهة بعد الاستعانة بالله أما إذا خفتَ وأرعبتَ نفسك فستصبح مشكلتك مشكلتين: ما أنت فيه وخوفك مما أنت فيه وقادم عليه، الخلاصة لا تخف لستَ وحدك بل ما أنت فيه هو طريق مشى فيه من كان قبلك وكما أعانهم الله وكملوا حياتهم سيعينك المهم أن نحقق أحلامنا في نهاية المطاف بدخول الجنة والراحة من الدنيا فنموت على طاعة واستقامة، أحسن الله خاتمتنا جميعا.
#ابن_الشابرة 

من أبرز أسباب الإنحراف



من أسوأ ما يقع فيه الداعي إلى الله أن يظن أنه وصل إلى مرحلة من العلم وأهلية الاجتهاد بحيث لا يحق لأحد انتقاده أو نصحه فيغيضه ويغضبه الانتقاد وينقلب عدوا لك لمجرد انك انتقدته ولا يقبل النُصح وكأنك تكلم جمادا لا روح فيه ولا عقل عنده؛نعوذ بالله من هذا الحال.


وهذا سببٌ خفيٌ في انحراف كثير ممن انحرفوا عن السنة وعادوا أهلها؛ لأن أهل السنة نَصَحة لا يقبلون بالأخطاء في أوساط الدعوة بدون إنكارها، ومن هذا حاله لا يقبل بهم ولا يقبل بنصحهم بل ويعتبرهم مشاغبين عنده لأنه كما تقدم يرى نفسه وكأنه معصوم، وإلا فمن هضم نفسه وعرف قدرها وأحب الحق وأهله والله لا أسعد عنده من نصيحة يسمعها وتقويم يُقوِّم به خطأه؛ فهذا الصنف من المنتسبين إلى العلم غير أمناء على دين الله وعلى أبناء المسلمين وغير صادقين مع الله ثم مع خلقه، خبرناهم ووالله أنهم غشاشين.


*فهذا من أبرز أسباب انحراف كثير من المنحرفين عن الجادة السلفية، وإلا لو قبل النُصح وتواضع للحق وأهله لما حصل شيء من التفرقات والتشرذمات والإنشقاقات التي ترونها، الأمر كله تكبُر عن الحق وعدم قبول نصح الناصحين بل وقلب النُصح عداوة فيتحول مع أعدائك وينقلب ضدك ويصير من ألد أعداء أهل السنة، فبمثل هذه التصرفات والغرور تكثر الفتن ويزيد الخرق اتساعا، والسنة بفضل الله تعالى سائرة ما يضر هؤلاء إلا أنفسهم تجدهم بعد الإنحراف عن الحق وأهله يضيعون وكأن لم يكونوا.

#ابن_الشابرة

قناة الأخ الحبيب قايد الشابرة اضغط هنا


الجمعة، 23 أبريل 2021

كثرة شرب الماء في الشتاء

 كثرة شرب الماء في الشتاء

منذ سنوات وأنا أقف على منشورات تتكلم عن أهمية شرب الماء في فصل الشتاء ولو دون عطش !! ويعللون على ذلك أنه في الشتاء يقل العطش وبالتالي يقل شرب الماء وبالتالي تكثر حالات الفشل الكلوي 

فأقول :

الظاهر أن هذه المعلومة غير صحيحة إلا في حالات خاصة ؛ وذلك لأن الشتاء بارد رطب فهو طقس يولد الرطوبة في الجسم فيستغني الجسم عن كمية الماء التي كان يحتاجها في الصيف ولايحتاج إلا لكمية أقل ، ولايمكن أن تكون حاجة الجسم للماء في الشتاء بنفس مقدار الحاجة له في الصيف ؛ فكما أن الصيف يسبب الجفاف الداعي للحاجة لكثرة شرب الماء فإن الشتاء يسبب العكس وهو الرطوبة الداعية للاكتفاء لمدة أطول والعطش بكمية أقل ..

ومع ذلك فهذه المعلومة لاتعني اهمال شرب الماء ، كما أنها لاتعني بطلانها مطلقاً ؛ وقد بينت في المقدمة أنها تحتمل الصحة في حالات خاصة ومن ذلك أصحاب امراض الكلى التي يحتاج أصحابها لشرب الماء بكمية أكثر من غيرهم فهذا الصنف من الناس يحتاج لمخالفة العادة والاكثار من شرب الماء ولكن ليس ذلك بسبب فصل الشتاء نفسه وإنما بسبب الشخص المحتاج وحالته الاستثنائية 

ومع ذلك فمن وجهة نظري أن هؤلاء الأشخاص أشد عرضة للضرر في في فصل الصيف منهم في فصل الشتاء ؛ وذلك أن الانسان بطبيعة الحال يشرب عند العطش وأننا لو افترضنا أن فلاناً من الناس مهمل لذلك في الفصلين الحار والبارد فإن الاهمال الصادر منه في الصيف أكثر خطراً عليه من نفس الاهمال في الشتاء ؛ وذلك يعود لجفاف الصيف ورطوبة الشتاء ؛ فإن الاهمال مع الجفاف أخطر من الاهمال مع الرطوبة بلاشك 


كتبه أخوكم 

أنور بن محمود الرفاعي 

1442


@alhakim_com

حقيقة تصفيد الشياطين

 حقيقة تصفيد الشياطين

---------

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد: 

اختلف العلماء في حقيقة التصفيد الشيطاني على قولين: 

الأول:  أنه تصفيد 

الثاني:  أنه تصفيد معنوي 

وفي هذه السطور مناقشة مختصرة لهذه المسألة فأقول: 

على قول من يقول:  إن التصفيد معنوي وجعل التصفيد متعلق بالطاعات فمن كثرت طاعاته وتطهر قلبه فصلح ظاهره وباطنه تقيدت الشياطين عنه؛ وذلك أن السيف بحسب ساعد السياف فمن كان ساعده مفتولاً وقوياً كانت ضربته بالسيف قوية وعلى العكس من ذلك فإن قليل الطاعات والمتورط بالسيئات فإن الشياطين تتسلط عليه ولايكون عنده من القوة ما تكفيه لمواجهتها. 

وعلى هذا المذهب يكون المعنى أن الشيطان الواحد مقيد عن فلان وفي نفس الوقت غير مقيد عن فلان الآخر؛ لفارق القوة الايمانية والتحصينية

وهذا القول رغم ظاهر قوته إلا أنه ضعيف بل ضعيف جداً؛ لأن العلة التي ذكروها تصلح في رمضان وفي غير رمضان؛ 

وهكذا من كانت طاعاته كثيرة كانت الشياطين أمامه ضعيفه في رمضان وفي غيره؛ وذلك أنه على قدر قربك من الله تبتعد عنك الشياطين وهذا متأتٍ في رمضان وفي غير رمضان ونحن نريد تفسيراً يجعل التصفيد من خصوصيات رمضان كما هو ظاهر النصوص

ومن هذا المنطلق يتضح أن هذا المذهب فيه ضعف؛ لأن التصفيد الذي ورد في السنة من خصوصيات رمضان فدل أنه صورة خاصة غير متواجدة في غير رمضان أنتج أن أي شرح يعممه لرمضان وغيره فإنه شرح غير صحيح 

ومن نظر للنصوص وجد أن التصفيد جاء مشروطاً مضبوطاً بالتالي: 

1ـ أنه خاص برمضان لقوله: ( إذا جاء رمضان ) دل أنه صورة غير متواجدة في بقية الشهور

2ـ أنه خاص بالشياطين فخرج بذلك الجن الذين ليسوا بشياطين 

3ـ أنه جاء في لفظ تقييدة بمردة الشياطين فدل أنه ليس كل الشياطين تصفد بل مردتها 

4ـ أنه جاء في لفظ تقييده بمردة الجن فيفسر الجن هنا بالشياطين لأن كل شيطان جني وليس كل جني شيطان 


وبهذه الخصوصيات والتقييدات يتضح لنا الضابط للتصفيد وهو :

1ـ أنه لا يشمل عموم الجن والشياطين فخرج بذلك أن بعض الشياطين لا تصفد

2ـ أو أنه على أقل تقدير لايشمل عموم الجن فدخل عموم الشياطين أنها تصفد وخرج بعض الجن أنها لا تصفد حتى وإن كانوا عصاة ومؤذين المهم أنهم لم يبلغوا درجة الشيطنة والتمرد 

 وكاتب هذه السطور يميل للاختيار الأول لرؤيته أنه أقرب للنصوص

وعليه نخلص لنقاط: 

الأولى:  أن التصفيد من خصوصيات رمضان 

الثانية:  أن التصفيد حسي وليس معنوي ولا يمنع أن يكون معنوي بشرط أن يكون حسي أساساً

الثالثة:  أن الطاعات والقرب من الله تجعل الشياطين ضعيفة أمام أصحابها في رمضان وفي غيره ولامانع من وصف ضعفهم بأنهم مقيدون ولكن ليس هو هذا التصفيد المخصوص برمضان

الرابعة:  أنهم تصفيدهم في رمضان ليس بسبب طاعات العباد لأنهم يصفدون بدخول رمضان قبل ممارسة العباد للطاعات الرمضانية أساساً 

الخامسة:  أن الأقرب أنهم يصفدون كمنة من الله تعالى لكي يمارس العباد طاعاتهم ويجددون علاقتهم بربهم لا أنهم يصفدون بسبب طاعاتهم التي لم يمارسونها بعد 

السادسة:  أن التصفيد خاص ببعض الجن وليس بكلهم وظاهر النصوص أنه خاص بالمردة والمردة لا تكون إلا شيطانية فخرج بذلك الجن الذين ليسوا مردة ولا شياطين 

السابعة:  أنه لا مانع من وجود جن في رمضان تؤذي الناس عن طريق المس وخدمة السحرة وربما كانوا في وظيفتهم من قبل رمضان ومستمرون عليها في أثنائه وتكون قوتهم وضعفهم بحسب قوة وضعف المحل المستهدف ورمضان فرصة عظيمة للتخلص منهم بإذن الله لأنه شهر القرآن والقرآن هو أعظم سلاح للتخلص من هذا العدو 

الثامنة:  أن الشياطين والمردة المتلبسة بالانس من قبل رمضان تصفد في رمضان وهي في أماكنها فالذي داخل الجسد يصفد في الداخل والذي خارج الجسد يصفد في الخارج

التاسعة:  أن أسهل وسيلة للقضاء على العدو وهو مصفد فمن لم يقض على عدوه ويتخلص منه وهو مصفد فأنا يتسنى له ذلك بعد حل وثاقه واستعادته لقوته وطاقته، فمن لم يستغل رمضان لتحقيق ذلك فهو خسران


كتبه أخوكم 

أنور بن محمود الرفاعي

5 ـ رمضان ـ 1442

https://t.me/anwar2015

الأربعاء، 22 يناير 2020

كتاب إمعان الرؤية على حديث ما أدارك أنها رقية

ـ اسم الكتاب :
إمعان الرؤية على حديث : ما أدراك أنها رقية

ـ اسم المؤلف :
أبو العباس أنور بن محمود الرفاعي وفقه الله

ـ عدد الصفحات :
يبلغ 131 صفحة مع المقدمة والفهرس

ـ محتوى الكتاب :
تضمن الكتاب على أكثر من ( 16 ) استنتاج ، و ( 30 ) مسألة ، والعديد من الفوائد

لتحميل الكتاب أو القراءة اضغط على الصورة






السبت، 21 ديسمبر 2019

ما أجمل اللغة العربية

.........ماأجمل اللغة العربيه. ..

بقلم: نصر محمد مراد
بتصرف
- شكر للذين يكتبونَ (أنتَ - أنتِ) بدلاً من (انته - انتي)

- شكر وتقدير لكل الأشخاص الذين يكتبون (عليكِ) بدلاً من (عليكي)

- شكر للذين يكتبون (إن شاء الله) بدلًا من (إنشاء الله)

- شكر للذين يكتبون (مبارك) بدلًا من (مبروك)

- شكر  للذين يراعون النحو واللغة العربية في كتابة منشوراتهم.

- شكر للذين يعلمون أن التاء المربوطة ليست هاءً، وأنّ الهاء ليست تاءً مربوطة.

شكر لك وحب وكرامة وفخامة ووقار وعلو مكانة في الدنيا والآخرة لمن يكتبون لفظ الجلالة (الله) وتقشعر جلودهم ممن يكتبون (اللة) أعاذنا الله وإياكم.

- شكر لأولئك الأشخاص مهما كانت (الظروف) وليست (الضروف).

- شكر لهؤلاء الأشخاص (قولاً وفعلاً) وليس (قولن وفعلن).

- شكر وسلام لمن يكتبون (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا يكتبونها (إن لله وإن إليه راجعون)

- تحية رقراقة لمن يكتبون (واللهِ) ولا يكتبونها (واللهي)

- تحية للذين يكتبون (اللهم صلِّ) وليس (اللهم صلي).

- وتحية للذين يكتبون (شكراً) وليس (شكرن).

- تحية للذين يكتبون (الحمدلله) وليس (الحمد الله).

- وأخيراً تحية لمن يكتب (لكن) وليس (لاكن).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أهل لغة القرآن اللغة العربية.
فحافظوا عليها، وعلموها أجيالكم.
أصلح الله حالنا وحالكم.

📚منقول.

السبت، 30 نوفمبر 2019

صفات من لم ينتفع بعلمه

صفات من لم ينتفع بعلمه... أتمنى أن يقرأها طالب العلم والداعي إلى الله خاصة وكل مسلم عامة فإنها جدا نافعة

الإمام الآجري رحمه الله في كتابه "أخلاق العلماء"، ذكر صفات من لم ينتفع بعلمه، وهي فوائد تشد لها الرحال، أوصي كل مسلم وخاصة طلاب العلم والدعاة إلى الله باقتطاع وقتٍ لقراءتها؛ فإنها مهمة ونفيسة، فقد نقلتها من المصدر المذكور بتصرف وزيادة ونقصان فيها حتى يسهل فهمها على كل أحد إن شاء الله؛ فمن صفات من لم ينتفع بعلمه ما يلي:

١) أن يكون همه معاشه مخافة الفقر أن ينزل به، لا يقنع بما عنده، مستبطئا لرزقه المكتوب.

٢) أن يكون شغل الدنيا دائم في قلبه، ولا يذكر الآخرة إلا خطرات.

٣) يطلب الدنيا بالحرص والتعب، ويطلب الآخرة بالتسويف والأماني.

٤) يذكر الرجاء عند الذنوب حتى لا يقلع عنها، ويذكر العجز عند الطاعة حتى لا يقوم بها، ويظن بهذا أنه يثق بالله في العفو ويحسن ظنه به تعالى وهو سبحانه لم يظمن له ذلك، بينما ظمن اللهُ له الرزق وأمره اللهُ أن يطمئن بذلك وهو لازال مضطرب القلب مشتغل بطلب رزقه المضمون أصلا.

٥) يطمئن ويسكن عند ذكر الموت وقد أُمِرَ أن يخافه، بينما لا يسكن ولا يطمئن من أجل رزقه بل يحذر ويخاف على رزقه وقد ضُمِنَ له وأمَّنَه اللهُ من أن يفوته ما قُدِّرَ له، فما أمنه اللهُ منه يخافه، وما خوفه اللهُ منه يطمئن به.

٦) يفرح بما آتاه اللهُ من الدنيا حتى ينسى بفرحه شكر ربه، ويغتم بالمصائب والإبتلاءات حتى تشغله عن الرضا بربه وبأقداره تعالى، فإن أصابه بلاء فزع إلى الخلق والإستعانة بهم دون الخالق جل في علاه.

٧) لا يطلب من الله الفرج إلا إذا أيس من الفرج من الخلق، فإن فرَّجَ همه مخلوقٌ نسي مولاه وخالقه، ومن صنع إليه معروفا غلب على قلبه حبه وشغل قلبه بذكره وشكره ناسٍ في جميع ذلك مولاه وخالقه جل جلاله الذي رزقه ورزق من أعطاه وسخره له.

٨) يبذل لمن يرجو منه نفعا ونوالا، ويبخل على من لا يستطيع مكافئه ورد جميله.

٩) يمدح من أحبه بالباطل، ويذم من يبغضه ولو بالباطل، فهو لا يثني لله ولا يذم لله بل لهوى نفسه.

١٠) يقطع بالظنون ويبني عليها أحكاما، ويحقق بالتهم.

١١) يكره أن يظلم من يستطيع الانتصار لنفسه أو من له من ينتصر له، ويسهل عليه أن يظلم من لا ناصر له إلا الله جل في علاه.

١٢) يثقل عليه ذكر الله، ويخف عليه فضول القول، وكثرة الكلام.

١٣) إن كان في رخاء وسعة من عيش فرح ولهى وطغى وبغى، وإن زال عنه رغد العيش والرخاء شغل قلبه بقلة ذات اليد عن الواجبات فيظل مهموما بسبب عسر حاله كما يشغله عن الواجبات والطاعات، وظن انه لن يفرح إبدا.

١٤) إن مرض سارع بالتوبة وأظهر الندامة وعاهد الله أن لا يعود، وإن وجد الراحة نقض التوبة ورجع إلى المعصية سريعا.

١٥) إن خاف الخلق أو رجا دنياهم أرضاهم بما يكره ربه تعالى، وإن خاف الله كما يزعم لم يرضه بما يكره الخلق.

١٦) يستعيذ بالله من شر من فوقه من العباد، ولا يعيذ من هو دونه من الخلق من شر نفسه.

١٧) لا يشتفي إلا بإمضاء غيظه ولو كان مما يسخط ربه.

١٨) ينظر إلى من فُضِّلَ عليه في الرزق فيستقل نعم ربه عليه فلا يشكره، ولا ينظر إلى من هو دونه في الرزق فيشكر النعمة.

١٩) يتشاغل بالفضول عن الصلوات إلى آخر وقتها، فإن صلى صلى لاهيا عن صلاته غير معظم لمولاه إذا قام بين يديه.

٢٠) إذا طال إمامه الصلاة مله وذمه وإن خففها اغتنم خفته وحمده.

٢١) قليل الدعاء إلا إذا نزلت به الشدائد والإبتلاءات، فإن دعا فبقلب مشغول بالدنيا.

قال الإمام الآجري رحمه الله تعالى: هذه الأخلاق وما يشبهها تغلب على قلب من لم ينتفع بالعلم.
قلتُ: وخلاصة ما تقدم أنه ينبغي على المسلم أن تسكن نفسه إلى خالقه ومولاه جل في علاه وأن لا يلتفت إلى الدنيا البتة فإنه آتيه ما كُتِبَ له منها لا محالة، وأن يبذل كل جهده في مراضي ربه تعالى وفي طاعته سبحانه وفي عبادته تبارك وتعالى فقط ولا يخاف من رزقه مهما أصابه من فقر وحاجة وقلة ذات اليد فإنه إن شغل قلبه بالله كفاه اللهُ المؤنة وإن شغل قلبه وباله بالرزق وبالدنيا شغله ذلك عن طاعة الله كما ينبغي وبدون فائدة تذكر؛ لأنه لن يحصل قطعا إلا على ما قدَّره اللهُ له، فلماذا الهم والغم والحسرة وقتل الأوقات على دنيا سيأتيك منها ما كُتِبَ لك ولن تموت قطعا إلا وقد أخذتَ كل رزقك حتى ولو حبة شعير أو شربة ماء، فاهدئ وسكِّنْ قلبك واشغله بربك وبما يرضيه تعش سعيدا مطمئنا هادئ البال دائما وابدا، واعمل بما تعلم وإلا رجع علمك حجة ووبالا عليك، هذا وليس بالضرورة أن تتوفر في المسلم هذه الأخلاق الشنيعة السيئة كلها بل إذا توفرت فيه بعضها أو واحدا منها فليعلم انه لم ينتفع بالعلم في ذلك الباب من العلم بعينه، وهكذا، وأما من توفرت فيه هذه الصفات السيئة المذكورة كلها فلا شك في نفاقه وسوء خلقه وفساد علمه ونيته، فليبادر إلى إصلاح نفسه والتوبة النصوح من هذه الأخلاق السيئة الرديئة، نسأل الله العظيم الكريم الحي القيوم الذي لا إله إلا هو أن يعافينا ويسلمنا من هذه الآفات جميعها، وأن يجعلنا من المفلحين، وأن يجعلنا صادقين مُصدَّقين صديقيين. 
🖋 قايد بن غانم الشابرة
(٣ ربيع الآخر ١٤٤١)

الخميس، 6 يونيو 2019

توضيح البيان على مشروعية تقديم الست من شوال على قضاء رمضان

توضيح البيان على مشروعية تقديم الست من شوال على قضاء رمضان
-------------
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمدلله وبعد : فقد رأيت رد الشيخ الحبيب عبدالرقيب بن أمين على رسالتي في جواز تقديم الست من شوال على قضاء مافات من رمضان وسألته عن سبب رده علي مع أني أقول بقول الجمهور فبين لي أنه سئل عن رسالتي وأنه لايصح له كتم العلم عمن سأله ففرحت بذلك كثيرا وحمدت الله تعالى أن جعل لي اخوانا بالحق يقولون ومع الخلق لايداهنون 
ثم عزمت على مناقشة رسالته من باب زيادة العلم ومدارسة أهله فكتبت هذه الرسالة وسميتها [ توضيح البيان على مشروعية تقديم الست على قضاء رمضان ] وقد جعلتها على ثلاثة فصول مقدمة ونقاش وخاتمة قلت فيها :

أولاً : المقدمة :
قبل اختلاف العلماء في مسألة تقديم الست على القضاء أو القضاء على الست فقد اختلفوا في أساس مشروعية صيام الست فمنهم من أجازها ومنهم من يرى أنها بدعة أو أنها مكروهة ومنهم من يستدل على ذلك بضعف حديث أبي أيوب الأنصاري الذي في صحيح مسلم بسبب سعد بن سعيد ؛ لأنه سيء الحفظ ؛ ومنهم من يستدل بكونه لم يؤثر عن أحد من السلف أنه صامها ، وأما ما ينسب للامام مالك فالصحيح أنه كرهها خشية أن يظن الناس وجوبها ومنهم من قال إنما كره صيامها بعد رمضان مباشرة خشية أن يظنها الجهال من رمضان ومن المالكية من نقل أنه كان يصومها 
والعجب ممن ضعف الحديث بحجة سوء حفظ سعد بن سعيد فالحديث قد جاء عن غيره ، جاء عن أخيه يحيى بن سعيد عند النسائي (  163 ) ، وصفوان بن سليم عند أبي داود ( 2433 ) وإنما روى له مسلم لعلمه أنه لم يخطئ في هذا الحديث كما بين ذلك ابن القيم في شرحه لسنن أبي داود 
قال ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن ( 1 / 477 ) :
وقد أعل حديث أبي أيوب من جهة طرقه كلها . أما رواية مسلم فعن سعد بن سعيد ، وأما رواية أخيه عبد ربه فقال النسائي : فيه عتبة ليس بالقوي ، يعني راويه عن عبد الملك بن أبي بكر عن يحيى . وأما حديث عبد ربه فإنما رواه موقوفا . وهذه العلل - وإن منعته أن يكون في أعلى درجات الصحيح - فإنها لا توجب وهنه ، وقد تابع سعدا ويحيى وعبد ربه عن عمر بن ثابت : عثمان بن عمرو الخزاعي عن عمر ، لكن قال عن عمر عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب . ورواه أيضا صفوان بن سليم عن عمر بن ثابت ذكره ابن حبان في صحيحه وأبو داود والنسائي ، فهؤلاء خمسة : يحيى وسعيد وعبد ربه بنو سعيد وصفوان بن سليم وعثمان بن عمرو الخزاعي ، كلهم رووه عن عمرو فالحديث صحيح اهـ
وقال الامام الطحاوي : ( هذا الحديث لم يكن بالقوي في قلوبنا من سعد بن سعيد ورغبة أهل الحديث عنه حتى وجدناه قد أخذه عنه من ذكرنا من أهل الجلالة في الرواية والتثبت ووجدناه قد حدث به عن عمرو بن ثابت صفوان بن سليم وزيد بن أسلم ويحيى بن سعيد الانصاري وعبد ربه بن سعيد الانصاري ) عقب الامام الألباني بقوله : ثم ساق أسانيده إليهم بذلك فصح الحديث والحمد لله وزالت شبهة سؤ حفظ سعد بن سعيد . وحديث صفوان بن سليم أخرجه أبو داود أيضا والدارمى مقرونا برواية سعد بن سعيد اهـ
قال الحافظ ابن القيم في تهذيب السنن ( 1 / 483 ) :
لكن مسلم إنما احتج بحديثه لأنه ظهر له أنه لم يخطئ فيه بقرائن ومتابعات ولشواهد دلته على ذلك وإن كان قد عرف خطؤه في غيره فكون الرجل يخطئ في شيء لا يمنع الاحتجاج به فيما ظهر أنه لم يخطئ فيه وهكذا حكم كثير من الأحاديث التي خرجاها وفي إسنادها من تكلم فيه من جهة حفظه فإنهما لم يخرجاها إلا وقد وجدا لها متابعا . وههنا دقيقة ينبغي التفطن لها وهي أن الحديث الذي روياه أو أحدهما واحتجا برجاله أقوى من حديث احتجا برجاله ولم يخرجاه ؛ فتصحيح الحديث أقوى من تصحيح السند اهـ 
قلت : كما أن الحديث لم يروه أبو أيوب فقط فقد جاء أيضاً عن جابر الأنصاري وعن ثوبان مولى رسول الله رضي الله تعالى عنهم جميعاً 
وقد رأيت من ينكر صيام الست معللاً أنه لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صامها ورددت عليه أنه إذا ثبت صحة الحديث لايلزمنا ورود التطبيق الفعلي له فكم من أحاديث وردتنا عنه صلى الله عليه وسلم ولم يردنا فعله أو عدم فعله بمضمونها والأصل هو أن الرعيل الأول من المبادرين لذلك ومع ذلك فلاتكن قضية جهلنا بفعله مانعة لنا عن العمل بقوله 

ثانياً : النقاش 
لاشك أني استفدت من رسالة شيخنا حفظه الله وإنما أحببت مناقشة بعض ما أخذه على رسالتي من باب التوضيح للدليل والتشريح للتعليل والترجيح للسبيل 
1- المأخذ الأول : قال حفظه الله : أن الراجح هو تقديم القضاء على الست ؛ لأن القضاء فرض واجب ولأن دلالة الحديث تدل على صيام رمضان بالتمام 
الجواب : كما أنه لايوجد دليل صحيح صريح في ترجيحنا كذلك لايوجد دليل صحيح صريح في كون من قدم النفل على الواجب لم يقبل منه ، وعليه فالفريقين اجتهدا وراجح كل فريق مرجوح عند غيره والمتقرر هو العمل بالأيسر ، كما أن الشيخ حفظه استدل ببعض الفتاوى وأحالنا لفتوى العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع ( ٦ / ٤٦٨ ) وأقول صحيح أن الشيخ يشترط القضاء قبل الست ولكنه من حيث مسألة تقديم النفل على الفرض يجيز ذلك في نفس الكتاب حيث قال بعد كلام له ( 6 / 146 ) : والجواب عن التعليل الذي ذكره الأصحاب أن نقول : الفريضة وقتها في هذه الحال موسع فلم يفرض عليَّ أن أفعلها الآن حتى أقول إنني تركت الفرض ، بل هذا فرض في الذمة وسع الله تعالى فيه فإذا صمت النفل فلا حرج اهـ 
ويجاب عن قوله : ( ثم أتبعه ستا من شوال ) أن هذا خرج مخرج الغالب فيتبع ماصامه أداء بالست لضيق وقتها ويؤجل مافاته إلى ميسرة وإن قدر على تقديم القضاء فلاشك أنه أفضل وحديثنا عن الجواز والمنع وليس عن الأفضلية وإلا فلاشك أن تقديم الفرض أفضل من النفل في حق من قدر عليه دون مشقة .
وأما من تمسك بظاهر اللفظ وأخذ منه شرطية عدم البدء بالست إلا بعد صيام رمضان تاماً فيلزمه أن ظاهر الحديث يختص بمن صام رمضان كاملا في رمضان وجاء شوال وليس عليه قضاء من رمضان أصلا ؛ لأنه قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال ) أي أتبعه بالست من شوال بعد صيام الشهر كاملا في رمضان وليس فيه ما يدل على دخول القضاء في اللفظ ؛ لأن القضاء قطعاً لايكون في رمضان !! فهذا يلزمهم بناء على مذهبهم .. ولاشك أنهم لايرون الالتزام بهذا دل على أنهم يرون القول بالتقديرية أن القضاء يدخل بناء على مفهومهم كونه مقدما على الست ولكنهم لايسمحمون لمخالفيهم القول بالتقديرية أن القضاء يدخل بناء على مفهوم آخر وهو أن الست تتبع ماصامه من رمضان أداء ويبقى في ذمته مالم يصمه قضاء فجاز له تقديمه أو تأخيره  
2- المأخذ الثاني : قوله : إن الحديث ليس من حديث عائشة وأنه لايعلم أن عائشة كانت تقدم صيام الست على القضاء وأننا لانقدر اثبات ذلك إلا بنص صحيح صريح 
الجواب : نعم وهمت حفظني الله في نسبة الحديث لعائشة وأنما جاء عن أبي أيوب الانصاري وعن جابر بن عبدالله وعن ثوبان رضي الله تعالى عنهم جميعا وأما عن كونه لايعلم أنها كانت تقدم صيام الست على صيام القضاء ، فهذا صحيح فنحن لانملك دليلا صريحا في ذلك وإنما دليلنا من قولها : إنها كانت لاتقضي رمضان إلا في شعبان لمكان النبي صلى الله عليه وسلم منها وعليه فنحن بين أمرين : 
الأول : أن عائشة كانت لاتصوم النوافل أبدا لا الاثنين والخميس ولا الثلاثة من كل شهر بل ولا حتى عاشورا وعرفة ؛ وهذا يلزم من قال بلزومية تقديم قضاء الفريضة على التنفل وبعضهم التزم به وعلل أن خدمة زوجها أهم من النوافل 
الثاني : أنها كانت تتنفل النوافل التي يخشى فواتها كالست من شوال وعاشورا وعرفة لأن وقتها ضيق بينما وقت القضاء واسع وهذا من ضمن الذي بنينا عليه ترجيحنا ومما يدل عليه أيضا أنه ثبت عنها كما في الموطأ ( 836 ) أنها كانت تصوم عرفة !! والسؤال الموجه لمن ينكر أنها صامت الست لأنه لايمكن أن تقدم الست وهي نفل وهي لا تقضي رمضان إلا في شعبان وهو فرض ، نقول لهم : كيف صامت عرفة وهو نفل مع أنها قالت إنها لاتصوم قضاء رمضان إلا في شعبان وهو فرض ؟ أليس هذا دليل قاطع وبرهان ساطع أنها ترى تقديم النفل على الفرض من هذا النوع ؟
فإن كان الجواب نعم وهو كذلك قسنا عليه الست أيضا من باب ظننا الحسن بجنابها الكريم أنها امرأة مبادرة لفعل الخير سباقة إليه قبل فواته وإنما قدمت النافلة لأن وقتها قد يفوت وأخرت قضاء رمضان ؛ لأن وقته واسع .. والله أعلم 
3- المأخذ الثالث : ذكر شيخنا حفظه الله قولي : بأن الزامها بالقضاء في شوال فيه تضييع لرخصة الله تعالى لها الممتدة الى ماقبل رمضان الآخر وفيه مشقة عليها ، وعلق عليه بقوله : هذا القول غير صحيح لأن العبادة كلها منوطة بالإستطاعة والمشقة تجلب التيسير فمن كان قادرا على القضاء وصيام الست فذاك وإلا " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وهذه الألفاظ من بنيات الكاتب واستنباطاته وليس من كلام السلف رحمهم الله اهـ 
الجواب : لا أحد ينكر أن الله تعالى جعل مهلة القضاء واسعة في قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } ولاشك أن هذه المهلة ممتدة إلى شعبان قبل رمضان القادم أي سنة كاملة فلايصح أن نقول لمن أراد صيام أي يوم مشروع في الدين أن فعله غير صحيح حتى يقضي الواجب ؛ لأن هذا القول يجعلنا لانستشعر رخصة الآية العظيمة فالله سبحانه وتعالى شرع لنا صيام عاشورا وعرفة وشرع لنا مهلة قضاء رمضان إلى ماقبل رمضان الذي بعده ولاشك أن عاشورا وعرفة وقته قصير يفوت والقضاء وقته طويل لايفوت فهل نضيع الذي يفوت بحجة أننا لم نقض الذي لايفوت مادمنا في وقته المشروع ؟ ولايظن ظان أن هذا استدلال عقلاني بل هو مؤيد بالآية السابقة وهو مأخوذ منها 
وأما قول الشيخ حفظه الله : هذا القول غير صحيح لأن العبادة كلها منوطة بالإستطاعة والمشقة تجلب التيسير فمن كان قادرا على القضاء وصيام الست فذاك وإلا { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }
فالجواب عليه من وجوه :
الأول : دام أن العبادة منوطة بالاستطاعة فنحن نستطيع تقديم الست على القضاء ومشقة تقديم القضاء على الست هي من ترجيح المانعين وليست من الشرع فالشرع ليس فيه مشقة ولايوجد دليل صريح الدلالة على منع تقديم الست وغاية مافي الأمر أننا نقول لايحصل على أجر الدهر الا بعد قيامه بالقضاء وإن قدم الست عليه فالمهم هو اكتمال صيام [ 36 ] يوما قدم القضاء أو قدم الست كما سأبين ذلك في الخاتمة بإذن الله 
الثاني : أن تنزيل الآية { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } في مسألتنا لاشك أن الأولى والأحرى في تنزيلها هو تقديم الست على القضاء ؛ لأن وسع الناس تقديم الأسهل والأيسر ولاشك أن صيام ست أيسر من صيام ست ومثلها معها في وقت ضيق ومع ذلك فالأمرين من الاجتهاد والراجح عند كل مجتهد هو من وسعه الذي وصل إليه 

الخاتمة : لماذا كان كصيام الدهر 
قال ابن خزيمة رحمه الله ( 3 / 298 ) : باب : ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أعلم أن صيام رمضان و ستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر إذ الله عز و جل جعل الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إن شاء الله جل وعز ، ثم ساق بسنده عن ثوبان : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ صيام رمضان بعشرة أشهر و صيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة يعني رمضان و ستة أيام بعده ] 
قال الامام النووي رحمه الله ( 8 / 56 ) : قال العلماء وانما كان ذلك كصيام الدهر لان الحسنة بعشر امثالها فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي اهـ 
قال الامام الألباني رحمه الله في الارواء ( 4 / 107 ) : 
ويزداد الحديث قوة بشواهده وهي كثيرة : فمنها عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا به نحوه وزاد : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . أخرجه ابن ماجه ( 1715 ) والدارمى والطحاوي ( 3 / 119 ، 120 ) وابن حبان ( 928 ) والبيهقي ( 4 / 293 ) وأحمد ( 5 / 280 ) والخطيب في ( تاريخ بغداد ) ( 2 / 362 ) من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبى أسماء الرحبي عنه . ولفظ الطحاوي : ( جعل الله الحسنة بعشرة فشهر بعشرة أشهر وستة أيام بعد الفطر تمام السنة ) . وهكذا أخرجه ابن خزيمة في ( صحيحه ) كما في ( الترغيب ) ( 2 / 75 ) وإسنادهم جميعا صحيح اهـ 
قلت : إذا فالسر في ذلك أن الحسنة بعشرة أمثالها وعليه فلاشك أن أجر الدهر لايكون إلا باكتمال [ 36 يوما ] له أن يبدأ بالقضاء أو بالست بل من نظر في الحديث بعين الفقه المدركة علم أن صيام أي [ 36 يوما ] من السنة كان كصيام الدهر ؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها ومن قال بخلاف ذلك فقد خالف الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن انما نقول بالقيام بها في شوال عملا بقوله : ( ثم أتبعه ستا من شوال ) وإلا فالذي نعتقده أنه حتى من صام ستا من ذي القعدة أو ذي الحجة أو من أي يوم مشروع غير منهي عنه فقد دخل في الحديث وجاء ذكر شوال إما لحكمة جهلناها أو من باب المبادرة للفعل والأظهر هو كون ست مع رمضان تكون كصيام الدهر بأجر فرض وليس نافلة بينما من صام [ 36 يوما ] من غير رمضان كانت كصيام الدهر بأجر نافلة ، وهذه هي الفضيلة العظيمة في هذا الحديث 
وعلى قولنا أن كل [ 36 يوم ] هي كصيام الدهر والتفريق بين الست مع رمضان أو مع غيره هو ما سبق ، ومما يدل على ذلك أيضاً حديث : ( من صام ثلاثة أيام من كل شهر كان كصيام الدهر ) وثلاثة أيام من كل شهر مجموعها [ 36 × 10 = 360 ] أي سنة كاملة ، وهكذا رمضان وبعده ست من شوال مجموعها أيضاً [ 36 يوم ] إذا فأي [ 36 ] يوم من أيام السنة هي كصيام الدهر ؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها ومن أدلة ذلك رواية ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثوبان : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : صيام رمضان بعشرة أشهر و صيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة قال ابن خزيمة أو الراوي : يعني رمضان و ستة أيام بعده ، قلت : فقال الستة أيام ولم يخصها بشوال فدل على صلاحية أي ست !!  وصحح العلامة الألباني في صحيح الجامع ( 2135 ) الحديث بلفظ : ( من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ) { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } فقال بعد الفطر ولم يحدد شوال دل على صلاحيتها في أي شهر أو موزعة بين الشهور ويدل على صلاحية هذا الآية المذكورة .. وبالله التوفيق
قال الامام ابن مفلح رحمه الله في الفروع ( 5 / 86 ) : ويتوجه احتمال تحصل الفضيلة بصومها في غير شوال وفاقا لبعض العلماء ،  ذكره القرطبي ؛ لأن فضيلتها كون الحسنة بعشر أمثالها كما في خبر ثوبان ويكون تقييده بشوال لسهولة الصوم لاعتياده رخصة والرخصة أولى . ويتوجه تحصيل فضيلتها لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطره لعذر ولعله مراد الأصحاب وما ظاهره خلافه خرج على الغالب المعتاد والله أعلم اهـ 
قلت : وخلاصة كلام ابن مفلح في نقطتين 
الأولى : أن فضيلة صيام الدهر قد تحصل بصيام الست من شوال أو من غير شوال وفقا لكون الحسنة بعشرة أمثالها 
الثانية : أن من قدم الست على القضاء قد تحصل له الفضيلة بعد القضاء في غير شوال في حال كان فطره بعذر 
وقال العلامة سليمان البجيرمي الشافعي في حاشيته على الخطيب ( 3 / 155 ) : 
قوله : ( كصيام الدهر ) أي فرضاً ، أي ثوابه كثواب الفرض وإِلا لم يكن لخصوصية رمضان وستة من شوال معنى ، إذ من صام شهراً غير رمضان مع ستة من غيره يحصل له ثواب الدهر أي السنة ، لأن الشهر بعشرة أشهر والستة أيام بشهرين ؛ لأن كل يوم بعشرة ؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها . وحاصله أن من صامها مع رمضان كل سنة يكون كصيام الدهر فرضاً بلا مضاعفة ، ومن صام شهراً وستة غيرها كذلك يكون كصيامه نفلاً بلا مضاعفة اهـ 
قلت : ولهذا يخطئ الكثير من الناس حين يصومون خمسا من شوال وينتهي الشهر في التاسع والعشرين قبل أن يكملوا اليوم السادس فيظنون أنهم قد حرموا أجر الدهر والصواب في هذه الحالة أنهم كمن صام الدهر إلا عشرة أيام .. والله أعلم 
وبهذا القدر أكتفي وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت للصواب في الترجيح والصواب في التوضيح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله 

كتبه أخوكم 
أبو العباس أنور الرفاعي 
اليمن السعيد 
3 / شوال / 1439 هـ