📝 أولاً : ذكر القصة :
تفاجئت بخطيب الجمعة السابقة في أحد مساجد الرياض وهو يسرد قصة موسى عندما ذهب يسأل ربه المطر فقال له ربه : إن فيكم رجل يعصيني منعتم القطر بسببه فاذهب ومره أن يخرج !!
فعاد موسى لقومه وقال لهم : إن فيكم رجل عصى الله منعتم القطر بسببه فليخرج من بيننا فسمع الرجل وعرف نفسه وتاب إلى الله فنزل المطر !! فقال موسى لربه : نزل المطر دون أن يخرج الرجل ؟ فقال له ربه : سقيتم بتوبة الذي منعتم القطر بسببه !!
فقال موسى عليه السلام : أخبرني من هو يارب ؟ فقال له الله تعالى : عصاني فسترته فكيف أفضحه وقد تاب إلي ؟!!
📝 ثانياً : بطلان القصة :
التعليق على هذه القصة أنها باطلة من وجهين اثنين :
💼 الوجه الأول :
أن الله تعالى لا يمنع الناس رحمته بسبب ذنب واحد منهم فهو القائل : { ولاتزر وازرة وزر أخرى } فإن قال أحدكم : قد ثبت أن العقوبة قد تعم ، أقول : تعم في حالتين اثنتين :
1ـ إذا كثر الخبث وهنا لم يكثر فالخطاب وقع أن العاصي شخص واحد فقط
2ـ إذا سكتوا عنه ولم يأمروه بالمعروف وينهوه عن المنكر وهم هنا لا يعرفونه أصلا
💼 الوجه الثاني :
أن القصة فيها نكارة ومخالفة للحقيقة ؛ فهذه القصة تظهر قوم موسى أنهم كانوا أناساً صالحين وليس فيهم سيء إلا ذلك الرجل وهذا خلاف الواقع فقومه هم الذين قال الله تعالى عنهم : { لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا } وهذا لفظ يفيد أن الذين آذوا موسى كانوا كثر وليس شخص واحد إلا غير ذلك من الأدلة !!
كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
21 ـ 5 ـ 1438 هـ