الأحد، 19 فبراير 2017

التوضيحات المطلوبة على رسالة الاخ محمد شبيبة الحلقة ماقبل الأولى

التوضيحات المطلوبة على رسالة الاخ محمد شبيبة
الحلقة ماقبل الأولى
━━━━━━━━
📝 أولاً : المقدمة :
باسم والصلاة والسلام على رسول الله ،، أما بعد : فقد رأيت للأخ شبيبة رسالة حول السلام وتصفحت القليل منها وعرفت مرادها فقد كان حديثه عن [ السلام ] ولكنه بأسلوب مجانب للسلم وإن كنت لست ممن ينكر التخشين في الرد بيد أنه ليس وأنت تتحدث عن السلام ؛ فإن السلام حروف تقال معانيها تتحق بالفعال ، فدافع شبيبة عن اللفظ وهجر المعنى ؛ وذلك لأنه فيما نحتسبه والله حسيبه كان مسلطا للضوء على الدفاع عن أبي الحسن وليس للدفاع عن هذه شعيرة 【 السلام 】 !!

📝 ثانياً : النقاش :
لقد سرد شبيبة البعض من النصوص والمواقف التي تدل عظمة شعيرة السلام وهذا مما لاخلاف فيه بين المسلمين وإنما الخلاف في فقه تنزيل النصوص بين غلبة لين العاطفة وغلبة قسوة المنطق فالبعض يرى هجر المخالفين مطلقا والبعض لايرى الهجر مطلقا والحق في بينونة عن رأي الطرفين كما وضحت ذلك بفضل الله في رسالتي : [ الهجر بين الافراط والتفريط لشيخ الإسلام ابن تيمية ] وفي رسالتي : [ العلامة ابن عثيمين وموقفه من أهل الأهواء والبدع ]
والحاصل أن تحديد الوسطية في هذه المسألة 【 وغيرها 】 ليست بالآراء وإنما بالادلاء وهذا ما سنوضحه في هذه العجالة فأقول :

لا يخفى على طلاب العلم اعتماد أدلة الكتاب والسنة والإجماع في منهجية العلم والعمل والمعاملة وما عدا ذلك فالأمر إما بين راجح ومرجوح باعتبار ، أو بين حق وباطل باعتبار آخر  !!
والذي ستقرره رسالتي وتحرره عباراتي مضمونه التوضيح أن الأدلة الثلاثة 【 الكتاب ، السنة ، الاجماع 】 تقتضي التفصيل الذي جانبه شبيبة

💰أولاً : دلالة الكتاب
قال تعالى : { فلاتقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } وأبو الحسن ظلمنا وطلم نفسه عندما تكبر عن الذكرى وأعرض عن التقوى واختار الحياة الدنيا فيحق لنا عدم القعود معه انطلاقاً من الآية الكريمة اللهم إلا إن كانتِ الشبيبة قد شبت فيكم لدرجة أنه حتى القرآن ستضللونا إن اتبعناه من أجل الدفاع عن أبي الحسن فهذا أمر آخر !!
وكأني بك تقول : إن الآية نزلت في الكفار وأبو الحسن مسلم !! فأقول :
قال الإمام القرطبي ( 7 / 13 ) :
ـ قال ابن العربي : وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل
ـ قال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا
ـ قال : وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالس الكفار وأهل البدع ، وألا تعتقد مودتهم ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم .
ـ وقد قال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي : اسمع مني كلمة ، فأعرض عنه وقال : ولا نصف كلمة
ـ ومثله عن أيوب السختياني .
ـ وقال الفضيل بن عياض : من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه ، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة ، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له
انتهى
وهذه النقول تثبت ما أقول وهي قطرة من مطرة نقلها الإمام القرطبي تحت الآية السابقة كدلالة على كونها عامت اللفظ وإن كانت خاصة السبب فيدخل فيها المسلم والكافر
وأبو الحسن هداه الله لانريد القعود معه ؛ لأنه خاض في الباطل وذكره اخوانه بالحق فأخذته العزة بالاثم فطبقوا فيه { فلاتقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } وهذا ما عناه أبو العباس من كونه لايريد القعود معه وهو ما استغله أهل الباطل للاصطياد في الماء العكر كما فعل شبيبة بالضبط !!
💰ثانياً : دلالة السنة :
إن المتقرر عندنا معشر السلفيين أن الذي أمرنا بالسلام هو من نتعلم منه أحكام السلام جملة وتفصيلا !! أما أننا نأخذ من نبينا اللفظ ومن شبابيب المفسبكين التطبيق فهذه نجوم السماء أقرب منها
وعليه فقد ثبت أن نبينا الكريم قد ترك رد السلام في بعض الحالات كما في قصة الثلاثة. الذين خلفوا حيث يقول كعب بن مالك : [ فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟ ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام ]
أخرجه البخاري ( 4156 ) ومسلم ( 7192 ) فهلا أضفت هذا الحديث لرسالتك ياشبية في الحلقة الثانية إلا إن كنت ترى أن هجر السلام يجوز في حق الصحابي ولايجوز في حق المأربي فهذه اشرحها لنا في حلقتك الثالثة !! ولا تنسى أن تكتب تحتها تعليقاً حول تبرئة نفسك من الغلو والاجحاف وقلة الانصاف !!
💰ثالثاً : دلالة الاجماع :

1ـ قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله في شرح الموطأ ( 3 / 400 ) :
وأجمع العلماء على أن من خاف من مكالمة أحد وصلته ما يفسد عليه دينه أو يدخل عليه مضرة في دنياه أنه يجوز له مجانبته اهـ
قلت : ونحن نخاف من مجالسة أبي الحسن أن تفسد علينا ديننا أو تخبب علينا أحبابنا فتركنا مجالسته وفقا لهذا الاجماع فهل ترانا ضللنا ولاهداية لنا إلا بمخالفة اجماع العلماء الذين عرفناهم عبر التراث الاسلامي والأخذ بقول شبيبة ما عرفناه إلا عبر الفيس بوك ؟!! أم أن الاجماع باطل لأنه تضمن أبا الحسن ؟!!

2ـ وقال الامام النووي رحمه الله ( 13 / 107 ) :
وردت الأحاديث بهجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنة وأنه يجوز هجرانه دائما والنهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هجر لحظ نفسه ومعايش الدنيا وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائم اهـ

الخاتمة :
أنا والله لا أعرف هذا شبيبة إلا من أيام قريبة عبر الفيس بوك ومع ذلك رأيته متطاول بلسان متمايل وقلم متحايل ، ولهذا أقول له : هات حلقاتك كلها وأنا لها بالمرصاد بإذن الله تعالى

كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
كاتب وباحث سلفي
عضو في جمعية الطب البديل الكويتية
مدرب معتمد في أكاديمية تطوير القادة في تركيا
22 ـ 5 ـ 1438 هـ