الخميس، 23 فبراير 2017

هل ينظر المصلي في الحرم إلى الكعبة أم إلى مكان سجوده


🔘 قـال العلامة فقيه الزمان / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله :

❒ الأفضل للمصلي أن ينظر إلى موضع سجوده ، لا إلى الكعبة ، لأنه لم يرد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر المصلي أن ينظر إلى الكعبة إذا كان يشاهدها ؛ ولأن نظره إلى الكعبة وهو يصلي يستلزم أن ينشغل بصره بالطائفين ؛ لأن الطائفين حول الكعبة كثيرون ويلفتون النظر ، فربما ينشغل بالنظر إلى الكعبة وبهؤلاء الطائفين ويبعد عن صلاته .

☜ والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عليه ذات يوم وهو يصلي خميصة فنظر إلى أعلامها وهو يصلي نظرة فلما انصرف من صلاته قال : " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم ، وائتوني بأنبجانية أبي جهم ، فإنها ألهتني - أي : الخميصة - آنفاً عن صلاتي " ، فكل ما يلهي المصلي فإنه ينبغي أن يبتعد عنه .

☜ ولكن ما تقولون في مصل يتعمد اللهو حيث ينظر إلى الساعة وهو يصلي وينظر إلى القلم ، وهو يصلي ، وإذا تذكر حاجة وهو يصلي أخرج القلم والورقة وكتبه ، فلا شك أن هذا خطأ عظيم ؛ ولأن الشيطان يأتي إلى الإنسان وهو يصلي يقول : اذكر كذا ، أو اذكر كذا ، فيذكره بشيء نسيه ، حتى إنه ذكر أن رجلاً جاء لأبي حنيفة رحمه الله ؛ وأبو حنيفة إمام عالم جليل إمام من الأئمة الأربعة ، وكان رجلاً قد أعطاه الله علماً وذكاء ، والذكاء مع العقل ، والعلم يفيد صاحبه ، جاءه رجل فقال له : إني نسيت حاجة أهمتني وشغلتني فماذا تأمرني ؟ قال : اذهب فتوضأ وصل ثم أتني بعد صلاتك ، فذهب الرجل فتوضأ وصلى ، وفي أثناء الصلاة ذكره الشيطان إياها ، ثم جاء إلى أبي حنيفة بعد ذلك وأخبره أنه ذكرها حين شرع في الصلاة ، لكنني أقول هذا ولست أريد منكم عبرة ، إنما الإنسان إذا أقبل على صلاته فينبغي أن يقبل على ربه ؛ لأنه واقف بين يديه ❒

📚مجموع فتاوى ورسائل (صـ١٠٢/١٣)]
•••━━━━━━●●━━━━━━•••