يقول الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير قوله تعالى :
(( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ))
" اعلم أنه يجب على كل مسلم في هذا الزمان : أن يتدبر آية الروم هذه تدبرًا كثيرًا ، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس.
وإيضاح ذلك أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى الله بها ضعاف العقول من المسلمين ، شدة إتقان الإفرنج لأعمال الحياة الدنيا ، ومهارتهم فيها على كثرتها ، واختلاف أنواعها مع عجز المسلمين عن ذلك ، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق ، وأن من عجز عنه متخلف وليس على الحق ، وهذا جهل فاحش ، وغلط فادح ، وفي هذه الآية الكريمة - يعني آية ٧ من الروم - إيضاح لهذه الفتنة وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرة ، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه ، وما أعظمه ، وما أحسن تعليمه ." اهـ
[ أضواء البيان ٦/ ٥٢٧-٥٢٨].