الدرس الخامس والثلاثون من دروس الأربعين النووية
الدرس الخامس والثلاثون
📚 من دروس الأربعين النووية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث التاسع والعشرون
🔵 عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال: "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت"، ثم قال: "ألا أدلك على أبواب الخير؟: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل", ثم تلا: {تجافى جنوبهم عن المضاجع ... }
حتى بلغ: {يعملون}
. ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ ", قلت: بلى يا رسول الله. قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد"، ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ ", قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه، وقال: "كف عليك هذا". قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟ ".
📚 رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
🔴 هذا الحديث أُعلَ بالانقطاع لكنه بمجموع الطرق يرتقي إلى الصحيح لغيره
🔴 وصححه الألباني
رحمه الله .
📚 في السلسلة الصحيحة(ج١١٥/٣)
📚 وفي صحيح الجامع برقم (١٦٤٢)
📚 وصحيح الترغيب برقم(٢٨٦٦).
🔴 وهذا يُعد من مناقب معاذ بن جبل ومما يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الأعمال الصالحة وتحري أسباب دخول الجنة والبعد عن النار.
✒️ قال العلامة العثيمين
« همم الصحابة رضي الله عنهم عالية، فلم يقل: أخبرني بعمل أكسب فيه العشرة عشرين أو ثلاثين أو ما أشبه بذلك، بل قال: "أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ... " أي يكون سببا لدخول الجنة والبعد عن النار » أ.هـ
🔵 قوله:"لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: يعني: على من وفقه الله.
✒️ قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ
« إشارة إلى أن التوفيق كله بيد الله عز وجل »أ.هـ
📚 جامع العلوم والحكم (ج١٣٧/٢)
⭕️ قلت : وفي الحديث
« اعملوا فكل ميسر لما خلق له » جاء عن عدد من الصحابة
📚 وانظر صحيح الجامع برقم (١٠٧٤)
🔵 قوله: تعبدالله ولاتشرك به ...الخ
🔴 هذه كلها أركان الإسلام وهي أعظم أبواب الخير على الإطلاق .
🔴 وقد تقدم ذكرها في الكتاب الحديث الثاني والثالث من احاديث الأربعين النووية وتحدثنا عنها بمزيد بيان مع ذكر شروط هذه الاركان ووجوب فرضيتها ونحو ذلك في دروس الاصول الثلاثة من الدرس(٣٢ )
إلى الدرس (٣٥)
مما يغني عن ذكره هنا حتى
لا يطول بنا المقام .
🔵 قوله : ألا أدلك » هذا أسلوب تشويق.
🔴 فبعد ذكره لأركان الإسلام وشرائعه
دله على أبواب الخير وذكر منها الصيام والصدقة وقيام الليل مما يدل على عظيم فضل هذه الأعمال .
✒️ قال ابن رجب
« لما رتب دخول الجنة على واجبات الإسلام، دله بعد ذلك على أبواب الخير من النوافل، فإن أفضل أولياء الله هم المقربون، الذين يتقربون إليه بالنوافل بعد أداء الفرائض»أ.هـ
📚 جامع العلوم والحكم(ج١٣٨/٢)
🔵قوله:« والصيام جنة»
أي: وقاية .
🔴 وهذه اللفظة لها شاهد في
📚الصحيحين من حديث أبي هريرة الذي مطلعه « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم..» الحديث.
🔵 قوله:
"والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار" .
✒️ قال العلامة العثيمين
« الصدقة مطلقا سواء الزكاة الواجبة أو التطوع، وسواء كانت قليلة أو كثيرة.
"تطفىء الخطيئة" أي خطيئة بني آدم، وهي المعاصي» أ.هـ
🔵 قال : « وصلاة الرجل في جوف الليل »
أي أيضاً تطفئ الخطيئة .
🔵 ثم تلا قوله تعالى
{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلاتعلم نفس ما أخفي لها من قرة جزاء بما كانوا يعملون }.
✒️ قال ابن دقيق العيد
« معناه: أن من قام في جوف الليل وترك نومه ولذته وآثر على ذلك ما يرجوه من ربه فجزاؤه ما في الآية »أ.هـ
وفي هذا الحث على صلاة الليل
🔵 وقد جاء من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« وأفضل الصلاة بعد الفريضة: صلاة الليل».
📚رواه مسلم.
نكتفي بهذا القدر حتى لايطول بنا المقام على أمل اللقاء بكم في تتمة هذا الحديث
وفق الله الجميع لخيري الدنيا والآخرة
والحمدلله
