✒ الدرس التاسع والثلاثون بعد المائة
📚 من دروس
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
✒ قال المؤلف رحمه الله
🔵 وعن أبي سعيد مرفوعا:
« ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟
" قالوا: بلى يا رسول الله قال: " الشرك الخفي: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر رجل»
📚 رواه أحمد.
💥 الشرح
هذا الحديث
📚 رواه أحمد وابن ماجة والحاكم
⭕ وفيه ربيح بن عبد الرحمن
✒ قال فيه البخاري
🔴 منكر الحديث
☄ ولعل الألباني حسنه بما يعضده من الشواهد أما من حيث سنده فهو ضعيف كما ترى .
🔴 ومناسبته
🚪 لباب ما جاء في الرياء
مناسبة واضحة وهي خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الشرك الخفي وهو الرياء .
☄ والحديث جرى مجرى التحذير والزجر .
⭕ وفيه خطر الرياء ومما يدل على شدة خطره خفائه وربما لخفائه يتعسر التخلص منه .
💥 لذا وجب على العبد مجاهدته .
🔴 وقد فسر أهل العلم
🔵 قول الله تعالى
{ ليبلوكم أيكم أحسن عملا }
تبارك : ٢ .
⭕ أي : أخلصه وأصوبه .
🔴 قيل للفضيل بن عياض :
ما أخلصه وأصوبه ؟
⭕ قال : إن العمل إذا كان خالصا , ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا , ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا فالخالص ماكان لله والصواب ما كان على السنة "أ.هـــ
📚 جامع العلوم والحكم
(ج١ / ٧٢ )
💥 الشاهد : أن الله سماه بلاء من قوله " ليبلوكم "
☄ ويدلك هذا على أن الإخلاص عزيز إن حل في قلب حصل في ذلك الخير العظيم .
🔵 قوله :
"ألا أخبركم بما هو أخوف عندي من المسيح الدجال؟ "
✒ قال العلامة الفوزان
📚 في شرحه إعانة المستفيد
(ج٢ / ٩٦ )
" وهذا فيه: مشروعية التعليم عن طريق السؤال والجواب، لأنه يكون أوقع في الذهن، فإذا أراد أن يعلِّم أصحابه شيئا مهما ألقاه على طريقة السؤال حتى يتطلعوا إلى الجواب ثم يلقي عليهم الجواب "أ.هـــ
✒ وقال عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ
📚 في شرحه فتح المجيد
صـــ٦٢٤ .
" وفي الحديث من الفوائد : شفقة النبي صلى الله عليه و سلم على أمته ونصحه لهم وأن الرياء أخوف على الصالحين من فتنة الدجال فإن كان النبي صلى الله عليه و سلم يخافه على سادات الأولياء مع قوة إيمانهم وعلمهم فغيرهم ممن هو دونهم بأضعاف أولى بالخوف من الشرك أصغره وأكبره "أ.هـــ
⭕ وفي الحديث بيان خطر المسيح الدجال والتحذير منه.
✒ قال العلامة العثيمين
📚 في شرحه القول المفيد
(ج٢ / ٦٩ )
" لأنه صلى الله عليه وسلم من رحمته بالمؤمنين يخاف عليهم كل الفتن، وأعظم فتنة في الأرض هي فتنة المسيح الدجال، لكن خوف النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة هذا الشرك الخفي أشد من خوفه من فتنة المسيح الدجال، وإنما كان كذلك; لأن التخلص منه صعب جدا، ولذلك قال بعض السلف: ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه "
ولا يكفي مجرد اللفظ بها، بل لا بد من إخلاص وأعمال يتعبد بها الإنسان لله "أ.هـــ
🔵 قوله :
" الشرك الخفي : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر رجل»
🔵 جاء من حديث محمود بن لبيد قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها " الناس إياكم وشرك السرائر " قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال : " يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر "
📚 رواه ابن خزيمة في صحيحة
🔴 وحسنه الألباني رحمه الله
📚 في صحيح الترغيب برقم : ٣١ .
🔴 وكل هذا يدلك على خفاء الشرك
☄ ومن شدة خفاءه
🔵 ماجاء مبينا من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم –
" الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل و سأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك و كباره تقول : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم و أستغفرك لما لا أعلم ".
📚 رواه البخاري في الأدب المفرد .
🔴 وصححه الألباني .
📚 في صحيح الجامع برقم : ٣٧٣١ .
🔵 وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا "
🔵 وجاء من حديث أبي موسى الأشعري
📚 كما في صحيح الترغيب والترهيب برقم :٣٦
🔵 بلفظ :
" يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل "الحديث .
💥 شاهدنا من هذا كله دقة الشرك وخفائه لذا كان كثير
ما يخافه الصالحون .
✒ قال العلامة الفوزان
📚 في شرحه إعانة المستفيد
(ج٢ / ٩٨ ) )
" وكان الصحابة يخافون من هذا الشرك.
وهكذا كلما قوي إيمان العبد قوي خوفه من الرياء، وخوفه من جميع الشرك "أ.هـــ
🔴 فلنحذر على أنفسنا من هذا الشرك ونجاهدها أشد المجاهدة .
ونحذر من مداخل الشيطان في هذا الباب وقد يطول ذكرها هنا
لكني أذكر مدخلا واحدا من المداخل
وهو حينما يسول لك الشيطان ويجعلك تظن أنك مخلص في أعمالك حتى يجعلك تزعم ذلك .
🔴 وقد كان
السلف يقولون :
من زعم أنه مخلص في أعماله فإخلاصه يحتاج إلى إخلاص .
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله
