الجمعة، 3 نوفمبر 2017

وصايا للداعي إلى الله عزوجل في تبشير الناس والتحذير من تنفيرهم

بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم

وصايا للداعي إلى الله عزوجل في تبشير الناس والتحذير من تنفيرهم لفضيلة الشيخ المبارك أبي عبد الله محمد بن علي بن حزام البعداني حفظه الله ورعاه ونفع به الإسلام والمسلمين .

قال أبو عبد الله وفقه الله وسدده :

فالداعي إلى الله عز وجل يحذر من أن يُنفر الناس عن الخير وعن السنة بسوء تصرفه، أو باستعجاله في بعض الأمور، فالحذر الحذر !!  ربما تبوء بالإثم بسبب تنفير الناس، فالرفق الرفق وتعليم الناس بالأهم فالأهم، فابدأ بالتوحيد وأركان الإيمان والإسلام والعقيدة الصحيحة ولا تبدأهم بما ينفروا به، قالت عائشة كما في صحيح البخاري لو بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الناس وقال لا تشربوا الخمر لقالوا والله لا ندعها أبدا ،،، ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنى أبدا. لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده.
فمن التنفير أن يبدأ الناس بأشياء قد اعتادوا عليها سنوات وتأتي مباشرة فتمنعهم منها وهي ليست من واجبات الدين وليست أيضاً من الأوليات من التوحيد وغيره، كأن يأتي إليهم ويبدأ بالصلاة بالنعال - الصلاة بالنعال من السنن - النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعاله، أو يأتي ويسجد سجود التلاوة لغير القبلة !!! فإذا بالناس ما يقبلون منه دعوة ولا يريدونه -  يقولون هذا دين جديد، أو يتعمد ذبح الذبيحة لغير القبلة - نعم يجوز سجود التلاوة لغير القبلة ويجوز ذبح الذبيحة لغير القبلة لكن لا تبدأ الناس بهذه الأمور التي يستغربونها أو يأتي إلى أناسٍ يعدون الإسرار بالبسملة مبطلاً للصلاة - يتقدمهم ومباشرة: الحمد لله رب العالمين.
فالشيء بالشيء تدريجياً لا تنفر الناس، بعدها ينفر عنك ولا يريد يسمع منك أي موعظة ولا يريد أن يتعلم منك - أنت الذي نفرته -
أبدأ الأمور بالأهم فالأهم وترغيب الناس بالسنة وحب السنة وحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الصحابة والإتباع وأهمية الإتباع والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم -  تقديم الأدلة الشرعية على ما تهواه الأنفس - الاستجابة لأوامر الله ورسوله، وهكذا حتى إذا أحبوك وحبوا دعوتك بعد ذلك يقبلون منك مثل هذه الأمور إذا نصحتهم فيها قبلوا منك .

فكم من أناسٍ تأخر في الدعوة بسبب عدم حكمته ونفَّر الناس عن السنة بسبب عدم الحكمة فلا تنفِّر وكن مبشراً للناس رغبهم في الخير - ترغيبات في فضائل الأعمال - هذه بشائر طيبة - فضائل قراءة القرآن وفضائل اتباع السنة وفضائل الذكر وفضائل صلاة النافلة وفضائل الصيام - كل هذا من التيسير، وأحاديث الرجاء تذكير بالجنة، والله المستعان.

ومن الأمور المهمة أن أهل السنة يُحذر عنهم - أهل البدع يحذرون والمبغصون للحق وأعداء السنة يتكلمون في أهل السنة بأنهم متشددون وبأنهم يتكلمون في الناس وبأنهم يسبون وبأنهم كذا، فإذا أتيت من أول أمرك فيرون منك ما قد سمعوه قالوا هذا صحيح ورغِبوا عن دعوتك وأعرضوا عنك، فلا تكن كذلك .

كذلك أيضاً الكلام في أهل البدع فهم مثلاً يستعظمون بعض الأشخاص يظنونه عالماً من أكبر علماء الدين مثل الزنداني والقرضاوي مثلاً فتنزل عندهم فتقول الزنداني ضال أو القرضاوي منافق _ يعني أتيت بكبيرة وبفاقرة -
خير من ذلك أن تذكر ماعنده من المخالفات الشيء بعد الشيء مرة بعد مرة فإذا بالناس قد ملوه ورغِبوا عنه من غير كبير كلام ومن غير تحذير عند أن تذكر لهم مواقفه التي صنعها ومخالفاته الشرعية فهذا أيضاً مما ينتبه له !!! لا تنزل في مكان ما يعرفون إلا شخصاً من الأشخاص قد صاروا يعدونه من علماء الدين ومباشرة أول ما تبدأهم فلانٌ ضال !!! فإذا بهم يبغضونك ويبغضون دعوتك وصحيح أنتم تسبون العلماء وما يحضرون دروسك ويستغلونها أهل التحزب ويحذرون من السنة في المجالس ويفرحون؟ الحزبي لاتظن أنه يغضب عند أن تتكلم بين العوام بل يفرح يعدها غنيمة - كلامك في بعض الأشخاص الذين يحبونهم الناس ويعظمونهم لجهلهم هو يفرح بهذا فرحاً شديداً وينشرها بين الناس من أجل أن ينفر عنك وينفر عن الدعوة، فلا تفتح للناس هذا الباب ولو اكتفيت ببيان الأخطاء لجعل الله في ذلك الخير - عنده كذا وقال كذا - لا أعني من أول الأمر أعني بعد أيام من دعوتك بعد أن يحبك الناس ويلتفتون إليك وإلى دعوتك ويتعلمون منك بعد ذلك تأتي العوارض وتأتي المناسبات وتبين شيئاً فشيئاً بدون أن تتكلم وأن تأتي بهذه الألفاظ التي ينفر عنها الناس، ولو اضطررت - قيل لك هل هذا العمل سنة وهو من البدع ورأيت أنها ستستغل عليك قل في بداية الأمر هذا العمل خلاف السنة - تكتفي في أول أمرك بهذه اللفظة - وإن كنت تعتقدها بدعة لكن ترى أن حكمك عليها بالبدعة في ذلك الوقت ربما نفر فأخر هذا الأمر حتى يفهم الناس أن هذا العمل خلاف السنة هذا العمل اتركه فهذا من الحكمة وهذا من الرفق وهذا من التبشير وعدم التنفير .

وقوله يسرا ولا تعسرا - أي في حدود الشرع - تيسر للناس ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أختار أيسرهما مالم يكن إثم، فلابأس تيسر على الناس -  تنزل على قومٍ اعتادوا تطويل الصلاة اعتادوا أن يقرؤوا نصف صفحة في صلاة الفجر فإذا بك تريد أن تطبق السنة من أول مرة على صفحتين وثلاث مابين الستين إلى المائة فإذا بهم ينفرون - ييسر عليهم ولا يعسر- فقد اعتادوا زمناً طويلاً على ذلك، وليسوا طلاب علم حتى يفرحوا بإقامة السنن بل اعتادوا على التخفيف فينبغي أن تخفف على تخفيفهم  وتزيد شيئاً فشيئاً بحيث ما يحصل المشقة ولا التعسير - أعرف طالب علم كان يصلي بالفجر ويطيل حتى ما بقي معه إلا طلاب العلم وإذا الناس لماذا مايصلون هنا - قالوا هؤلاء مايريدون أن يطبقوا السنن - طيب خسرت الناس والعوام وذهبوا يصلون في مساجد المتحزبين وأنت تريد أن تقيم هذه السنة وهي الإطالة - ما بقي معك إلا النفر اليسير وهؤلاء النفر أيضاً مغضبون منه لماذا نفر عليهم الناس، الله المستعان.

الداعي إلى الله عزوجل يجمع مع دعوته وحرصه على الناس يجمع مع ذلك الحكمة في الدعوة - وتطاوعوا ولا تختلفا - إذا اجتمع أكثر من داعية إلى الله عزوجل الحذر كل الحذر من الاختلاف فيما بينهم - هذا يفسد أشد الفساد في الدعوة - إذا وجدت أخاك قد رغب في رأيه لابأس أن توافقه فيما ليس بحرام ولا يخالف السنة لابأس - ما يبقى كل إنسان ما يريد إلا رأيه فإذا بهم قد اختلفوا وتشاقوا وابتعد كل شخص عن الآخر ويدخل الشقاق ولكن لابد من التطاوع -
وما اعتاده الناس يوافقون عليه فيما لا يخالف الشرع أما أن يقع في بدعة من أجلهم فلا-  فالقنوت في صلاة الفجر الصحيح فيه أنه من البدع وإنما يقنت لعارض من النوازل وعلى هذا فلا توافقهم أخبرهم قبل أن تصلي قل لهم أنا ما أرى القنوت القنوت فقط في وقت النوازل تحبون أن أصلي بكم بدون قنوت وإلا تركت , فالذي تراه أنه سيحدث فتنة وتعتقده بدعة لايجوز لك فعله فنبهم من أول الأمر وإن كان لك عليهم جاه ومنزلة فلا بأس أن تعمل السنة وتترك البدعة ويكون إن شاء الله فيه خير .
نسأل الله الهدى والسداد والتوفيق والرشاد.

            📓📓٦٦٧📓📓

       والحمـــــد للّه رب الـعالـمين
_________________________
للاشتراك في قناة :-
فتاوى الشيخ الفقيه محمد بن حزام
على التلجرام :-  ibnhezam@
على الواتس اب :- 00967772778999