الجمعة، 16 فبراير 2018

عقيدتنا أهل السنة والجماعة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

⤵ عقيدتنا أهل السنة والجماعة ⤵
 

                                                 ﻓﺼﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ

🌷 - قال سماحة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله،

... ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ: اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﻭاﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ.

ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻱ: ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺮﺏ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻤﺎﻟﻚ اﻟﻤﺪﺑﺮ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻣﻮﺭ.

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻱ: ﺑﺄﻧﻪ اﻹﻟﻪ اﻟﺤﻖ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮاﻩ ﺑﺎﻃﻞ.

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ، ﺃﻱ: ﺑﺄﻥ ﻟﻪ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭاﻟﺼﻔﺎﺕ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ.

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﻮﺣﺪاﻧﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺃﻱ: ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺭﺏ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺎﻋﺒﺪﻩ ﻭاﺻﻄﺒﺮ ﻟﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺳﻤﻴﺎ}

ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ: {اﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﺳﻨﺔ ﻭﻻ ﻧﻮﻡ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺫا اﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺷﺎء ﻭﺳﻊ ﻛﺮﺳﻴﻪ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻳﺆﻭﺩﻩ ﺣﻔﻈﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ: {ﻫﻮ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﻴﺐ ﻭاﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻫﻮ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻘﺪﻭﺱ اﻟﺴﻼﻡ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﻤﻬﻴﻤﻦ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺠﺒﺎﺭ اﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﺮﻛﻮﻥ ﻫﻮ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﺒﺎﺭﺉ اﻟﻤﺼﻮﺭ ﻟﻪ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻳﺴﺒﺢ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ}

و قال رحمه الله تعالى 

... ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ( الله ) ﻟﻪ ﻣﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ: {ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻳﻬﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء ﺇﻧﺎﺛﺎ ﻭﻳﻬﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء اﻟﺬﻛﻮﺭ ﺃﻭ ﻳﺰﻭﺟﻬﻢ ﺫﻛﺮاﻧﺎ ﻭﺇﻧﺎﺛﺎ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻋﻘﻴﻤﺎ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﻗﺪﻳﺮ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ: {ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء ﻭﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﺒﺼﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻳﺒﺴﻂ اﻟﺮﺯﻕ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺇﻧﻪ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻢ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ: {ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺩاﺑﺔ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﻬﺎ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺴﺘﻘﺮﻫﺎ ﻭﻣﺴﺘﻮﺩﻋﻬﺎ ﻛﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺒﻴﻦ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ: {ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻣﻔﺎﺗﺢ اﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺮ ﻭاﻟﺒﺤﺮ ﻭﻣﺎ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻭﺭﻗﺔ ﺇﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﺣﺒﺔ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ اﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﺭﻃﺐ ﻭﻻ ﻳﺎﺑﺲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺒﻴﻦ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ اﻟﻠﻪ: {ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻳﻨﺰﻝ اﻟﻐﻴﺚ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺣﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻔﺲ ﻣﺎﺫا ﺗﻜﺴﺐ ﻏﺪا ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺭﻱ ﻧﻔﺲ ﺑﺄﻱ ﺃﺭﺽ ﺗﻤﻮﺕ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺧﺒﻴﺮ}

ﻓﺼﻞ: " بأن الله يتكلم ومن كلامه هذا القرآن العظيم.

... ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺎء ﻣﺘﻰ ﺷﺎء ﻛﻴﻒ ﺷﺎء: {ﻭﻛﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﻜﻠﻴﻤﺎ}

، {ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻤﻴﻘﺎﺗﻨﺎ ﻭﻛﻠﻤﻪ ﺭﺑﻪ}
، {ﻭﻧﺎﺩﻳﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﻮﺭ اﻷﻳﻤﻦ ﻭﻗﺮﺑﻨﺎﻩ ﻧﺠﻴﺎ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ: {ﻟﻮ ﻛﺎﻥ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﺪاﺩا ﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺭﺑﻲ ﻟﻨﻔﺪ اﻟﺒﺤﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺭﺑﻲ}

{ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺃﻗﻼﻡ ﻭاﻟﺒﺤﺮ ﻳﻤﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺑﺤﺮ ﻣﺎ ﻧﻔﺪﺕ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﺣﻜﻴﻢ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺃﺗﻢ اﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﺻﺪﻗﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﻋﺪﻻ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺣﺴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺗﻤﺖ ﻛﻠﻤﺖ ﺭﺑﻚ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﻋﺪﻻ}
، ﻭﻗﺎﻝ: {ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺪﻕ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺣﺪﻳﺜﺎ}

ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻪ ﺣﻘﺎ ﻭﺃﻟﻘﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻨﺰﻝ ﺑﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: {ﻗﻞ ﻧﺰﻟﻪ ﺭﻭﺡ اﻟﻘﺪﺱ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ}
  {ﻭﺇﻧﻪ ﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ اﻟﺮﻭﺡ اﻷﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭﻳﻦ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺒﻴﻦ}

📚 المصدر : عقيدة أهل السنة والجماعة ص 8.7

وقال رحمه الله تعالى

ﻓﺼﻞ: " اﻹﻳﻤﺎﻥ بأن الله فوق جميع مخلوقاته مستو على عرشه.

... ونؤمن بأن الله عز وجل عَلِيٌ على خلقه بذاته وصفاته، لقوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ، وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} .

ونؤمن بأنه: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأمْرَ} .

واستواؤه على العرش: عُلُوُّه عليه بذاته عُلوًّا خاصا يليق بجلاله وعظمته، لا يعلم كيفيته إلا هو.

ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه، يعلم أحوالهم، ويسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبر أمورهم، يرزق الفقير، ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض.
ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال، لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص.

📚 المصدر : عقيدة أهل السنة والجماعة ص8
وقال رحمه الله تعالى

ﻓﺼﻞ: " في أن أهل السنة يؤمنون بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير

... ونؤمن بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ربنا : "ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" .

ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد، لقوله تعالى: {كَلاّ إِذَا دُكَّتِ الأرْضُ دَكّاً دَكّاً وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} .

📚 المصدر : عقيدة أهل السنة والجماعة ص8

وقال رحمه الله تعالى
ﻓﺼﻞ: " اﻹﻳﻤﺎﻥ بأن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يريد

... ونؤمن بأنه تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} .

ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان:

١ - كونية: يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} ، {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ} .

٢ - وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد، ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} .

ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته، فكل ما قضاه كونا أو تعبد به خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم، أو تقاصرت عقولنا عن ذلك: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} ، {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}

📚 المصدر : عقيدة أهل السنة والجماعة ص ١٠

وقال رحمه الله تعالى
ﻓﺼﻞ: " في أن الله تعالى يحب ويرضى ويغضب

... ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} ، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} ، {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} ، {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال، ويكره ما نهى عنه منها: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} ، {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} .

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} .

ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}

{وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} .

📚 المصدر : عقيدة أهل السنة والجماعة ص ١١

وقال رحمه الله تعالى
ﻓﺼﻞ: " اﻹﻳﻤﺎﻥ بأن الله سبحانه وتعالى له وجه ويدين وعينين كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى

... ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفاً بالجلال والإكرام: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} .

ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} ، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} .

ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" .

وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: " ... إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور ... " .

ونؤمن بأن الله تعالى {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} .

📚 المصدر : عقيدة أهل السنة والجماعة ص ١٢