السبت، 16 فبراير 2019

خطر موافقة الراقي لطريقة الساحر وبيان مافي ذلك من الضرر والمخاطر


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ،، أما بعد :
أولاً اعلم أن الفرق بين الراقي والساحر كالفرق بين البيع والربا فذاك جائز وذاك محرم وبينهما خطوط أدق من الشعر يوشك الجاهل أن يقع منها ، ومع ذلك ليس كل ما يستخدمه الساحر يحرم على الراقي فهناك موافقات ومفارقات لابد من اعتبارها فقد يتفق الراقي مع الساحر في نقطة ولكنه يختلف معه في نقطة أخرى وبهذا يمتنع وصف التشبه بالشكل التام بينهما وتبقى نقاط الشبه في محطة التحرير !!
ـ فالساحر يستخدم القرآن فهل لا يجوز للراقي أن يستخدم القرآن ؟
ـ الساحر يستخدم السدر فهل لا يجوز للراقي أن يستخدم السدر
وإنما يمنع من استخدام ماهو من خصوصيات الساحر بالصورة المحضة أما مجرد الشبه في بعض الأوجه والصور التي لا تصل لحد الخصوصية فلا تعني بوجه من الوجوه لزومية الترك في جميع الأحوال !!
اللهم إلا إن كان من باب الاحتياط والورع حتى تتميز طريقة الفريقين وتتضح أساليبهم عن بعض فهذا وجه حسن ، ولكنه لايتنزل في كل عمل يعمله السحرة إلا فيما غلب عليه أنه من عملهم وأصبح سيمة عليهم ،، فنعم !!

*ولهذا نقسم الفعل والترك في هذا الباب من هذا الوجه إلى عدة أقسام :*
*القسم الأول :* قسم خاص بهم فلا شك بحرمته ولزومية تركته
*القسم الثاني :* خاص بالراقي كالرقية بالقرآن والدعاء والتعويذات الشرعية على الوجه الذي جاء من عند الله فهذا لا شك بجوازه
*القسم الثالث :* قسم مشترك بين الراقي والساحر ، وهذا القسم على فروع :
*الفرع الأول :* مشترك نصيب الراقي منها دلت عليه الشريعة ، فهذا لاشك أن على الراقي العمل به
*الفرع الثاني :* مشترك نصيب الراقي منه مبناه على الاباحة العامة كاستخدام السدر في الاغتسال أو زيت الشذاب في الادهان أو كتابة العزائم والمحو للعلاج وليس للتحصن ونحو ذلك وهذا الفرع على ضربين اثنين :
*الضرب الأول :* نادر في عمل السحرة
*الضرب الثاني :* غالب في عمل السحرة
وحكمهما أن ما كان نادر في عملهم فليس من خصوصياتهم وما كان غالب في عملهم فهو في حكم خصوصياتهم وإن لم يكن كذلك بالقطع ولكن تركه أولى والابتعاد عنه أحرى حتى يميز الخبيث من الطيب وتتضح صورة الفريقين فيعرف الناس المعالج المصلح من المعالج المفسد ، والتمييز بين المتضادات من أسس الشريعة الإسلامية ؛ ومنه قوله تعالى : *{ وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب }*
كما أن تجنب أفعالهم خشية الالتباس على الناس فيه مصلحة وهذا أيضاً من أسس الشريعة الإسلامية ؛ لقوله تعالى : *{ وافعلوا الخير لعلكم تفلحون }* ويدخل في ذلك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وهذه من أسس الشريعة الإسلامية أيضاً ؛ لقوله تعالى : *{ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم }*

📝 وخلاصة مسألتنا :
أن على الراقي الحرص على فعل الخير والابتعاد عن الشر والابتعاد عن الشبهات ما أمكن ، ومن أبرز الطرق المؤدية لذلك ملازمة الرجوع لأهل العلم والاستنارة بقولهم ؛ فهم ورثة الأنبياء ونزلت الوصية بالرجوع إليهم من علياء السماء
وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً إلى يوم الدين

كتبه أخوكم
أبو العباس أنور الرفاعي
11- 6 - 1440هـ
اليمن السعيد📝
🌼