الثلاثاء، 16 أبريل 2019

الرد على العباهلة والأقيال

[[الرد على العباهلة والأقيال]]
 
لفضيلة الشيخ فتح القدسي حفظه الله
-------------------------------------------------------

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا الرسول العربي الهاشمي عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين من كانوا وحيث كانوا.

أما بعد

فقد اطلعت  عبر النت عن بعض ما  يٌذكر عمن  يسمون أنفسهم  بالأقيال أو العباهلة فوجدت ما نسب إليهم وما  ذكر عنهم وجدته شرًا كثيرًا مستطيرًا ،فهولاء شرٌّ على المجتمع وليسوا بصادقين ولا موفقين  فإن أعظم انتساب  ينتسب العبد إليه هو انتسابه إلى الإسلام وتشرفه به واعتزازه وفرحه بهذا الدين العظيم { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}  وكما  قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}  و قال عز وجل: { إن الدين عند الله الإسلام}  وكما  قال ربنا سبحانه و تعالى {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}  وكما قال رب العزة في كتابه{ ألا  إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}

فرابط  الإيمان و التقوى هو  أعظم رابط يربط بين الأخ وأخيه والأخوة الدينية أعظم عند الله عزوجل من الأخوه الطينية وهذا مقرر في هذه الشريعة بما قد تغني شهرته عن ذكره. ويغني كثرة تقريره عن إيراده.

لكن لا بأس أن نورد على ذلك أمثلة تدل عليه

  فهؤلاء أعمام النبي عليه الصلاه والسلام منهم من آمن به فأعزه الله ورفع  شأنه وذكره ،
ومنهم من كفر به وعانده فأركسه الله في نار جهنم

وهكذا الناس من قبل ومن بعد والأنبياء مع أممهم وأقوامهم بل بعض الأنبياء لا يستجيب لهم بعض أولادهم وآبائهم وأزواجهم فمنهم من أن يكون أحد هؤلاء على غير دين النبي الكريم فيرتكس على أم رأسه في النار قال الله عز وجل
{ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين} 
وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهه إني أراك وقومك في ضلال مبين}
ويخبرنا الله عز وجل في قصه نوح مع ابنه أن نوح  قال  لولده{ يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين}  وهكذا يقص الله عز وجل علينا من قصص هؤلاء الأنبياء من أولي العزم وغيرهم وفيها عبرةوعظة للناس

وحاصل تلك الأخبار الإلهية أن العبرة  بالدين و ليست بالمال ولا بالجاه  ولا بالنسب ولا بالكثرة

وكما قال عليه الصلاه والسلام {ومن بطأ به  عمله لم يسرع به نسبه }

فهذا  تجمع  أسس على غير التقوى ويوشك أن ينهار
قال تعالى (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)
فمن كان تجمعه وانتماؤه على غير التقوى والإسلام فهو ظالم لنفسه ولغيره بنص الآية السابقة

وتأملوا قول المولى عز وجل في كتابه وهو يخاطب المهاجرين والأنصار وهو خطاب للأمة كلها قال جل في علاه (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)

فتجمع العباهلة والأقيال إن كان إنما

ينظرون فيه الى مجرد الانتماء الى القبيله دون نظر الى الدين ودون نظر إلى الاسلام ودون نظر  إلى التقوى والإيمان ودون  نظر إلى عموم المسلمين في أصقاع الأرض فهو على شفا جرف هار

وكأن الله عز وجل لم يخلق الأرض إلا لأبناء حمير أو للأقيال الذين ذُكروا ويذكرون أنفسهم بهذا فهذه  حميه جاهليه وهذه نبته سوء نبتت لا بارك الله فيها وهي دخيلة على المجتمع اليمني فأمداد أهل اليمن نفس الله بهم عن المسلمين في الفتوحات الإسلامية في الشام والعراق وبلاد خراسان وما بعدها وفي مصر وإفريقيا والأندلس وما قرب منها فهم ردء لأهل الإسلام وهذا شرف عظيم شرفهم الله به.
والقبيلة لا تذم لذاتها بل هي نواة المجتمع الأصيل ذي الفطرة السليمة سواء في اليمن أم في غيرها

لكن هذه النابتة القبيحة لا تقف عند المعقول والمقبول في وصف الأقيال والقبائل وإنما خرجت عن طور المشروع فدخلت في مخالفات متعددة

فننصحهم أن يتوبو إلى الله عز وجل من  هذا الهراء  الذي شمت بهم لأجله القاصي والداني ولن ينفعهم ذلك عند الله سبحانه وتعالى
ومهما كان المبرر لهم في هذا فليسوا بمعذورين
سواء أقالوا نحن  نفعل هذا لأجل  أن الرافضة استولوا على أمر البلاد في صنعاء وما والاها فهذه ردة فعل منا لذلك أم كان غير ذلك من المبررات

فيقال الغاية لا تبرر الوسيلة  والخطأ لا يعالج بالخطأ مثله وإنما  يعالج بالاعتصام  بالله عز وجل
والظلم لا يعالج   بظلم  آخر
والتعصب الهاشمي من هؤلاء الرافضة لا يعالج بتعصب آخر
والتهور لا يعالج بتهور  آخر والفجور في الخصومه والبغي  والاعتداء والثلب والسلب والنهب وما أشبه ذلك  لا يعالج هذا بمثل هذه التجاوزات

  فهذه الأفعال التي صدرت لا تفيد في الحد مما يفعله  الحوثيون في بلاد اليمن بل يزيد الطين بلة

فالخلاصة أن هذا أمر منكر ينبغي أن  يحذر منه وأن يدعى  هؤلاء الناس إلى أن يتقوا الله سبحانه  فتقواه مفتاح كل نصر ورزق وبركة وفرج وخير

ثم  قولهم عباهلة ينتسبون إلى من؟

ينتسبون إلى عبهلة بن الأسود العنسي ويلقبونه بالثائر على الفرس

  و عبهلة هذا لعنه الله  ارتد وقتل على ردته  وهو من الهالكين

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَيْنا أنا نائِمٌ إذْ أُوتِيتُ خَزائِنَ الأرْضِ، فَوُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ مِن ذَهَبٍ، فَكَبُرا عَلَيَّ وأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إلَيَّ أنِ انْفُخْهُما، فَنَفَخْتُهُما فَطارا، فأوَّلْتُهُما الكَذّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أنا بيْنَهُما: صاحِبَ صَنْعاءَ، وصاحِبَ اليَمامَةِ. رواه البخاري ومسلم} 

وكونه  طرد (الأبناء) الفرس لا يبرر له ادعاء  النبوة ولم ينفعه  طرده  للفرس من اليمن لم ينفعه  ذلك وإنما زاده  غرورا ودخله الغرور وظن أن دخوله  في الإسلام يسلبه الملك والرئاسة  بزعمه.
  فعادى الإسلام وارتد عنه وسعى   في  الانقلاب على الدين والثورة على الإسلام وأهله فمكن الله عز وجل أهل الإسلام منه  فقتلوه وانتهت فتنته وذهب دبوره أدراج الرياح  وذهب هو  إلى ما عمله  من عمل سيء يلقاه  عند الله عز وجل.

فعلى كل حال هذا امر
خطير لا يجوز أعني الانتساب إلى هذا المرتد والرضا بفعله الشنيع وما تبع ذلك من اعتقادات باطلة في الصحابة نذكرها بعد قليل

وأما ما سأل عنه أخونا السائل وفقه الله من أن هؤلاء يسبون ويشتمون كثيرا من الصحابة  لأنهم من قريش وما أشبه ذلك الكلام
فهذا من فجور القوم وبغيهم وهو نذير شؤم  عليهم ولا يرضاه  يمني صالح
والله لا يرضى هذا يمني صالح لا من وسط البلاد ولا من شمالها ولا  من جنوبها ولا من شرقها ولا من غربها

هذا القول لا يرضاه مسلم

وإنما هو مذهب مبني على  البغي والظلم وهم بذلك يتشبهون  بالرافضه الذين يسبون  عامة الصحابة مع أن هؤلاء يحذرون من الرافضة ويشتمونهم ويثلبونهم  ومع ذلك يقعون في ما  وقع فيه الرافضة من سب أصحاب النبي عليه الصلاه والسلام
فهم  في هذا الفكر روافض
لأنهم رفضوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك في جمعهم  للنقيض الآخر أنهم يثلبون أهل بيت النبي عليه الصلاه والسلام ويسبونهم
وهذا أيضا بما لا يرضاه  الله ورسوله والله عز وجل يقول{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} 
ويقول نبينا عليه الصلاه والسلام{ أوصيكم الله في اهل بيتي}
فأهل بيت النبي عليه الصلاه والسلام الصالحون منهم يعرف لهم حقهم  هذه عقيده أهل السنة والجماعة لا ينفكون عنها وهم على ذلك سائرون

وأما هؤلاء المتأخرون الذين ينتسبون إلى آل بيت النبي عليه الصلاه والسلام فهم وإن  صدقت نسبتهم  فأفعالهم  لا تدل على صلاح فيهم ولا تدل على أنهم  يبتغون الرفعة  من الله وإنما هم بدلو وغيروا وأساءوا وقاموا بالمنكرات وأتوا بالأمور الشنيعة  من الرفض الواضح كسب الصحابه وإتهام عائشة رضي الله عنها بما  برأها الله منه  وكذلك سفكهم للدماء وقتلهم  للأبرياء وتهجيرهم لهم
والفتن التي قاموا بها فكل  هذه الفتن يحملون غبها ونتيجتها وكارثتها على ظهورهم يوم القيامة وتنزل معهم أعمالهم السيئه إلى قبورهم و يحملونها على ظهورهم يوم يلقون  الله عز وجل

إنما المقصود أن آل بيت  النبي عليه الصلاه والسلام الصالحين منهم يحبون لاتباعهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم  ولأنهم من آله

وأما من كان من هم ظالما فاسقا رافضيا فهولاء يبغضون في الله ولا كرامة
فإن الولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى  الإيمان
و نحن نحب الصالحين من آل بيت  النبي عليه الصلاه والسلام نحبهم لقربهم .ونحبهم لصلاحهم. ونحبهم لتمسكهم بسنة  جدهم عليه الصلاة  والسلام الذي أمرنا الله جميعا باتباعه فهؤلاء هم الذين نرقب فيهم وصية  رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأما غيرهم من الروافض سبابة الصحابة ومحرفي الدين فهم لا يختلفون عن هؤلاء الأقيال المذكورين في هذا المقال في هذه المسالة وإن كان الرافضه  أشد بأسا ونكاية على اهل الإسلام وأكثر قبحا وفحشا في كلامهم عن الصحابه من زمن بعيد إلى يومنا هذا إلى ما شاء الله

وأما  سؤالك الثالث وهو من يقدح  في أنساب الهاشميين بدون علم ولا بينة ولا برهان ولكن بسبب بغضه للرافضة 

فالجواب أن يقال هذا ظلم هذا ظلم ولا يكون ظلم شخص ما سببا في أن تقدح  في نسبه أو أن تظلمه حقا أعطاه الله عز وجل إياه من جهة النسب
وإنما يقال نسبه ثابت على ما يتوارثه أهل النسب لكنه ليس بنافع له (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) كما قال  عليه الصلاة والسلام 

فعندنا.في اليمن بيوت معروفة أنها بيوت هاشمية فهذه البيوتات الهاشميه التي هي موجودة في اليمن وفي غير اليمن من كان منهم صالحا  فعلى العين والرأس ومن كان منهم رافضيا فهؤلاء لا يوالون ولا يحبون ولا يناصرون وإن كانوا ممن أوغلوا في الفتنة والحرب القائمة على المسلمين اليوم فهؤلاء يجب التبرؤ منهم  ويقام عليهم ما أوجبه الله عزوجل في شرعه من الوقوف ضدهم بما يستطاع من قول أو فعل فيما يفسدون به البلاد والعباد

نعم
وأما السؤال الخامس الذي هو 
ما السبب الذي جعل أهل العلم يتكلمون في الحجاج بن يوسف

فالجواب باختصار الحجاج بن يوسف كان ناصبيا يسب آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ويسب  عليا وآل بيته ومن بعده وهكذا أيضا الناصبي من نصب العداء لآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام من المتقدمين أو من صالحي المتأخرين من الصالحين من آل بيت النبي عليه الصلاه والسلام  فهذا ناصبي.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  13شعبان1440

قام بتفريغ هذه المادة الأخ أبو عبدالرحمن محمد عبده أحمد مهدي جزاه الله خيرا وبارك فيه وفيه جهده