✒ الدرس الثامن عشر
📚 من دروس
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
🔴 فنكمل الحديث السابق
🔵 حديث ابن عباس رضي الله عنهما
وقد تذاكرناه .
إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" فنظرت فإذا سواد عظيم ، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه فأخبروه، فقال: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: (أنت منهم) ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: (سبقك بها عكاشة).
💥 الشرح
سبق بيان هذا أن هذه الأمة لها فضل عظيم حباها الله به ومن ذلك أن منهم من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب .
وذلك لتحقيقهم للتوحيد وهذا هو وجه الشاهد من الحديث للباب
🔵 قوله :
"فخاض الناس في أولئك"
🔴 وخوضهم هذا للوصول إلى الحقيقة حتى يكونوا منهم.
🔵 فقال بعضهم:
فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء .
مما يدلك على أنهم اجتهدوا في الوصول إلى الحق .
🔵 قال :
( فقال هم الذين لا يسترقون )
⭕ أي لا يطلبون الرقية وهذا لا يدخل فيه من جاء بنفسه ليرقيك فهذا مستثنى من ذلك لأنك لم تطلب منه الرقية وإنما جاء من ذات نفسه
وقد رُقيَّ النبي صلى الله عليه وسلم ورقَى .
🔴 وسيأتي بيان ذلك
🔴 أما لفظة
" ولا يرقون "
⭕ فهذه الزيادة شاذة
✒ قال ابن القيم
كما في
📚 مفتاح دار السعادة
(ج ٢٣٤/٢ )
" زاد مسلم وحده ولا يرقون فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هذه الزيادة وهم من الراوى لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم ولا يرقون لأن الراقي محسن إلى أخيه وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم وقد سئل عن الرقي فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه وقال لا بأس بالرقي مالم يكن شركا والفرق بين الراقي والمسترقي أن المسترقي سائل مستعط ملتفت إلى غير الله بقلبه والراقي محسن نافع "أ.هـــ
🔴 وقد "رقى جبريلُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم
🔵 فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
" كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه و سلم رقاه جبريل قال باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين"
📚 رواه مسلم
🔵 وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
" أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد اشتكيك ؟ فقال نعم قال باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك "
📚 رواه مسلم
🔴 وكان النبي - صلى الله عليه وسلم يرقي .
🔵 فقد جاء من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به
قال:" أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "
📚 متفق عليه
📚 وعند البخاري بلفظ
" اللهم رب الناس أذهب الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "
💥 الشاهد من هذا عدم صحة لفظة
" ولا يرقون "
لمخالفتها لصراحة النصوص السابقة .
🔴 وسيأتي معنا
🚪 باب ماجاء في الرقى مع ذكر بطلان تعليق التمائم
🔵 قوله :
( ولا يكتوون )
⭕ والكي يكون بالنار وهو مكروه وليس بمحرم وتركه أفضل لهذا الحديث ولأنه نوع من التعذيب
🔴 ومما يدلك على كراهته
🔵 حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الشفاء في ثلاثة شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار وأنهى أمتي ، عن الكى "
📚 رواه البخاري
🔴 وهذا نهي تنزيه يدل على كراهته
🔵 قوله:
(ولا يتطيرون)
⭕ أي لا يتشائمون بالطيور
والتشاؤم بالطيور من عادات الجاهلية وذلك أنهم كانوا إذا أرادوا السفر أو عمل شئ ما وإذا رأوا الطير ذهبت شمالا أحجموا عن السفر وقالوا يوم شئم وإن ذهبت يمينا سافروا .
🔴 ويدخل في هذا الذين يتشائمون بالأيام كيوم الأربعاء
ويتشائمون بالشهور كشهر صفر .
وكان الجاهليون يتشائمون أيضا بشهر شوال فلا يتزوجون فيه .
🔴 ولما كان هذا الأمر تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة في شوال .
🔵 لذا قالت عائشة رضي الله عنها:
"عقد علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال، وبنى بي في شوال؛ فأيكن كان أحظى عنده"
📚 رواه البخاري
🔴 وسيأتي معنا باب خاص في هذا
🚪 باب ماجاء في التطير
🔴 مما يدلك على إبطال الشرع له لضرره على الإنسان عقيدة وعقلا وتفكيرا وسلوكا، وغير ذلك
⭕ وفيه منافاة للتوكل على الله
🔴 ولهذا ختم الحديث
🔵 بقوله:
"وعلى ربهم يتوكلون"
☄ فانتفاء هذه الأمور عنهم يدل على قوة توكلهم
.
⭕ وهو الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الخصال
🔴 ومعنى يتوكلون :
أي: يعتمدون على الله وحده لا شريك له في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب المشروعة .
☄ وهو عبادة محضة لله تعالى وسيأتي له
🚪 باب خاص به إن شاء الله
🔵 قال :
فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: (أنت منهم)
🔵 ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال:
(سبقك بها عكاشة).
🔵 قوله:
" سبقك بها عكاشة "
⭕ أي: بهذه المنقبة والفضيلة
🔴 وقد اختلف العلماء لماذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم للرجل
(سبقك بها عكاشة )
إلى أقوال متعددة راجحها أنه منع ذلك حتى لا يسأله ذلك من لا يستحق هذه المنقبة .
والله أعلم
🔴 وخلاصة هذا الباب
هو تحقيق التوحيد وتخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي .
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله
