الأحد، 19 فبراير 2017

الدفاع عن العلامة الجامي والرد على النزيلي الجاني

                        بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فقد طالعني أحد إخواني السلفيين على كلام لسعد النزيلي ذنب أبي الحسن المصري، طعن فيه في العلامة السلفي محمد بن أمان الجامي رحمه الله تعالى، وافترى على شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله، وقام هذا الذنب بالاستدلال بكلام شيخي ومعلمي الإمام مقبل بن هادي الوادعي  على حساب الطعن في الجامي رحمه الله واتهامه بالغلو حيث قال هذا الذنب:« من نماذج محاربة الغلو: سمعت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله- يقول في أحد دروسه ((محمد أمان الجامي جاسوس)). اهـ

أقول:

روى الإمام أحمد والترمذي  عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ الله عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَةِ» وصححه الإمام الألباني رحمه الله

قال العلامة المباركفوري في« تحفة الأحوذي» (6 / 49) :«قَوْلُهُ (مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ) أَيْ مَنَعَ غِيبَةً عَنْ أَخِيهِ (رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ) أَيْ صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِ الرَّادِّ نَارَ جَهَنَّمَ
قَالَ الْمُنَاوِيُّ أَيْ عَنْ ذَاتِهِ الْعَذَابَ وَخَصَّ الْوَجْهَ لِأَنَّ تَعْذِيبَهُ أَنْكَى فِي الْإِيلَامِ وَأَشَدُّ فِي الْهَوَانِ» اهــ فكيف بالذب عن العلماء السلفيين، فهو قربة عظيمة.

فمن هذا الباب نجيب عن هذه الكلام من عدة أوجه:

1-سعد النزيلي ذنب من أذناب أبي الحسن المصري وغلام له في حرب الدعوة السلفية في اليمن، وقد تردى حاله كثيرا كما ترون، فلا يعتد بكلامه، ويتوقع منه مثل هذا الباطل.

2-سعد النزيلي له دفاع عن عبد المجيد الزنداني، فقد رد ردا هزيلا على كتاب شيخنا يحيى حفظه الله على عبد المجيد الزنداني (الصبح الشارق) الذي قدم له الإمام الوادعي والنجمي رحمهما الله وأثنوا عليه خيرا، فقام هذا الذنب يدافع عن رأس الإخوان المسلمين في اليمن عبد المجيد الزنداني، فهذا مآل من حارب الدعوة السلفية.

3-النزيلي كغيره من الحزبيين مبدأهم التحريش وإثارة الفتن بين العلماء السلفيين.

4-  هذا طعن في العلامة الجامي بأنه من أصحاب الغلو، وأيضا كذب وافتراء على شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله بأنه يتهم العلامة الجامي بالغلو، فشيخنا مقبل رحمه الله  لم يتهم العلامة الجامي رحمه الله بالغلو والجزاف، ولا أعلم عالما سلفيًا اتهمه بالغلو والجزاف، وإنما هذه هي تهمة الإخوان المسلمين والسروريين والقطبيين؛ الذي كان رحمه الله من أوائل من فضحهم هو العلامة الجامي رحمه الله فلذلك يحقدون عليه جدا كما سيأتي في كلام الشيخ الفوزان، وهذا التهمة هي تدل على التميع والتفلت وليس الغلو!!، وشيخنا الإمام الوادعي رحمه الله لم يتهم العلامة الجامي رحمه الله بالغلو، وإنما هذه التهمة هي تهمة النزيلي، وقدوته من الإخوان المسلمين والسروريين والقطبيين .

5-ما هو الغلو عند العلامة الجامي أيها الجاني المفتري، غير أنه فضح الحزبيين أمثالكم، وسيأتي كلام العلماء في  الثناء عليه.

6- شيخنا مقبل رحمه الله إمام من أئمة الدعوة السلفية في هذا الزمان، وهو كغيره من العلماء يصيب ويخطئ ويعلم ويجهل، ونحن تربينا على يديه سنين على عدم التقليد وربانا على التجرد، وأن نأخذ الحق الذي يقوله هو أو يقوله غيره بالأدلة والبراهين والحجج، ولسنا متعصبة كالحزبيين أمثال النزيلي الذي تعصب لفتنة عريضة على الدعوة السلفية وتردى ترد كبير.
فشيخنا الإمام مقبل رحمه الله  كان له كلام قديم في العلامة الجامي رحمه الله، وبعد ذلك كف عن الكلام فيه، ولم نسمع منه شيئا، وقد حصلت قصة ذات يوم في درس شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله  كنت حاضرا فيها أنا وغيري :

«قام الأخ عبد الكريم الضراسي في حلقة الشيخ مقبل رحمه الله وغمز في العلامة الجامي رحمه الله، فلما انتهى قام شيخنا يحيى حفظه الله بالدفاع والثناء القوي عن العلامة الجامي بين يدي شيخنا مقبل رحمه الله، وشيخنا مقبل يسمع هذا الدفاع، وهذا الثناء ولم يعقب بكلمة واحدة، ولم نسمع للشيخ مقبل بعد ذلك أي كلام في العلامة الجامي»

بل لا تجد طعنا في كتاب الشيخ مقبل في الجامي رحمه الله ، وأضف إلى ذلك أن الشيخ مقبل رحمه الله قدم لكتاب الشيخ حسن بن قاسم الريمي(إصلاح المجتمعات الاسلامية) بتقدمة قوية بعد أن قُرئ الكتاب  من أول إلى آخره على شيخنا مقبل رحمه الله ، وقد أكثر الشيخ حسن بن قاسم من النقل عن العلامة الجامي رحمه الله فيه، فكيف يقدم شيخنا لكتاب فيه النقل عن العلامة الجامي وهذا قبل موته بأعوام قليلة .

*ويانزيلي لماذا تخليت أنت أو غيرك في هذا الموضع عن الدندنة حول كلام الأقران، وأنه يطوى ولا يذكر؟!، الذي طالما تتعذرون به لإسقاط جرح أهل السنة المدلل المبرهن الواضح فيكم أيها الحزبيون؟، لماذا لا تحملون هذا الكلام من هذا الباب.

6-كبار علماء الدعوة السلفية يثنون عليه وعلى منهجه وعقيدته ثابته في السلفية ومن ذلك :

*قال سماحة المفتي العام للملكة العربية السعودية الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله في الشيخ محمد أمان جامي في كتاب لسماحته برقم 64 في 9/1/1418 هـ " معروف لدي بالعلم والفضل وحسن العقيدة والنشاط في الدعوة لله سبحانه وتعالى والتحذير من البدع والخرافات غفر الله له واسكنه فسيح جناته وأصلح ذريته وجمعنا وإياكم وإياه في دار كرامته إنه سميع قريب » اهـ.

* وقال الشيخ العلامة عبد المحسن بن حمد العباد البدر المدرس بالمسجد النبوي ، حفظه الله تعالى : «عرفت الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم مدرساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في المرحلة الجامعية .
عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه ، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف ، و التحذير من البدع وذلك في دروسه و محاضراته و كتاباته غفر الله له و رحمه و أجزل له المثوبة» .اهـ

*وقال العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في كتابه المؤرخ في 3/3/1418 هـ قائلا :« الشيخ محمد أمان كما عرفته :.... إن المتعلمين وحملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون ولكن قليل منهم من يستفيد من علمه ويستفاد منه ، والشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخروا علمهم وجهدهم في نفع المسلمين وتوجيههم بالدعوة إلى الله على بصيره من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الاقطار الإسلامية الخارجية، وتجواله في المملكة لألقاء الدروس والمحاضرات في مختلف المناطق يدعو الى التوحيد وينشر العقيدة الصحيحة، ويوجه شباب الأمه إلى منهج السلف الصالح ويحذرهم من المبادئ الهدامة والدعوات المضللة ومن لم يعرفه شخصيا فليعرفه من خلال كتبه المفيدة وأشرطته العديد التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزيز ونفع كثير » اهـ

*وقال العلامة صالح الفوزان في مقطع صوتي منشور ما نصه:« الشيخ محمد أمام الجامي رحمه الله نعرفه من أهل السنة والجماعة، ويدعو إلى الله عز وجل، ما جاء ببدعة ولا جاء بشيء جديد، ولكن حملهم بغضهم لهذا الرجل أنهم وضعوا اسمه، وقالوا فرقة الجامية، مثل ما قالوا الوهابية، الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما دعا إلى التوحيد إخلاص العبادة لله سمعوا دعوته بالوهابية، هذه عادة أهل الشر،، إذا أرادوا مثل ما قلنا لكم ينشرون عن أهل الخير ألقابا، وهي ألقاب الحمد لله ما فيها سوء، ما فيها سوء ولله الحمد، ولا قالوا بدعا من القول، ما هو بس محمد أمام الجامي اللي ناله متا ناله، نال الدعاة من قبل من هم أكبر من شأن وأجل منه علما نالوهم بالأذى، الحاصل: أننا  ما عرفنا على هذا الرجل إلا الخير والله ما عرفنا عنه إلا الخير، ولكن الحقد هو الذي يحمل الناس ، وكل إنسان يتحمل ما يقول» اهـ

*وقال العلامة الفوزان حفظه الله  في مقال بعنوان « نعم هذا وقتها يا زياد»:« وأما اللقب الذي لمزت به أتباع السلفية الصحيحة بأنهم جامية نسبة إلى الشيخ الفاضل محمد أمان الجامي رحمه الله، وهو لا ذنب له إلا أنه يدعو إلى السلفية الحقة الصحيحة كما عرفناه عنه وعاصرناه عليه، وما هو مدون في كتبه وأشرطته، وهذا لقب نقلته عن غيرك ولم تعرف ما تحته ومن الذي اخترعه.
إن الذين اخترعوه هم الحزبيون لما رأوا الشيخ محمد أمان الجامي وإخوانه يدعون إلى السمع والطاعة لولي أمر المسلمين ويدعون إلى لزوم الجماعة وعدم التفرق والاختلاف الذي تعينه الجماعات الحزبية اخترعوا هذا اللقب لينفروا من تلك الدعوة وأصحابها كما اخترعت الفرق السابقة لأهل السنة والجماعة ألقاباً منفردة مثل الحشوية والمجسمة والخوارج والوهابية إلى غير ذلك ولكن هذا لا يضير أهل الحق كما قال إخوانهم من قبل (قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ) هذا وأدعو الكاتب زياداً لمراجعة الحق والصواب فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان  عضو هيئة كبار العلماء17-02-1433هـ» اهــ

وقال الشيخ العلامة  عمر بن محمد فلاته رحمه الله المدرس بالمسجد النبوي و مدير شعبة دار الحديث رحمه الله في كتابه المؤرخ في 8/2/1417هـ:  « و بالجملة فلقد كان رحمه الله صادق اللهجة عظيم الانتماء لمذهب أهل السنة، قوي الإرادة داعياً إلى الله بقوله و عمله و لسانه، عفَّ اللسان قوي البيان سريع الغضب عند انتهاك حرمات الله، تتحدث عنه مجالسُهُ في المسجد النبوي الشريف التي أدَّاها و قام بها, و تآليفه التي نشرها و رحلاته التي قام بها، و لقد رافقته في السفر فكان نعم الصديق, و رافق هو فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان و غيره - فكان له أيضاً نعم الرفيق - و السفر هو الذي يُظهر الرجالَ على حقيقتهم. لا يجامل و لا ينافق و لا يماري و لا يجادل، إن كان معه الدليل صدع به، و إن ظهر له خلاف ما هو عليه قال به و رجع إليه و هذا هو دأب المؤمنين كما قال الله تعالى في كتابه: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله …}الآية. و أُشهدُ الله تعالى أنه رحمه الله قد أدى كثيراً مما عليه من خدمة الدين، و نشر سنة سيد المرسلين. و لقد صادف كثيراً من الأذى و كثيراً من الكيد و المكر فلم ينثنِ ولم يفزع حتى لقي الله. وكان آخر كلامه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله}» اهـ

أخيرا:
أنصحك يا نزيلي أن لا تتكثر أنت ولا غيرك من الحزبيين بكلام  الإمام الوادعي رحمه الله، فقد تركتَ الإمامَ الوادعي رحمه الله في حياته أنت ومجموعة ممن كانوا لا يرون شيخنا مقبل رحمه الله يهتم بالمنهج، وذهبت عند أبي الحسن المصري تتلمذ عليه من أجل أن أبا الحسن يهتم بالمنهج ويفصل فيه!!، كما أخبرتني بهذا بنفسك، فانظر اهتمام أبي الحسن المصري المزعوم إلى أين أوصلك، أوصلك إلى أحضان الحزبيين كما هو حالك الآن، ولو كنت حقيقة تهتم بكلام الإمام الوادعي ونهجه السلفي لما أصبحت في صف خصومه الحزبيين؛ الذي طالما حذر منهم بالأدلة والبراهين والحجج، وأثبتت الأيام صدق قوله وفراسة رأييه، فلماذا لم تأخذوا  بما قاله بالأدلة والبراهين والحجج على هؤلاء الحزبيين الذين أصبحتم في صفهم يدًا واحدةً ضد دعوة الإمام الوادعي وضد طلابه ومراكزهم السلفية، وأصبحت من أصحاب برنامج أولي العلم في إذاعة صنعاء!!!
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أبو حمزة محمد بن حسن السوري وفقه الله
ليلة الاثنين 23 من جمادى الأول 1438هجرية