الأربعاء، 1 مارس 2017

الدرس التاسع من دروس نواقض الإسلام

 الدرس التاسع
من دروس نواقض الإسلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

✒️ قال الإمام محمد عبدالوهاب رحمه الله

🔴 الناقض السادس :

من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ - لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} التوبة: ٦٥ – ٦٦

💥 الشرح

☄️ الإستهزاء معناه السخرية والاستخفاف والاستهانة  سواء كان على وجه الجد أو المزاح والضحك
☄️ فليس في دين الله ما يستخف به أو يكون عرضة للسخرية والاسهتزاء
والمزاح .

🔵 قال الله تعالى
{ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}

✒️ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
🔴 "  وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر فالسب المقصود بطريق الأولى وقد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم جادا أو هازلا فقد كفر.
وقد روى عن رجال من أهل العلم منهم ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض أنه قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: "ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا اكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء" يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فقال  له عوف بن مالك: "كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: يا رسول الله إنما كنا نلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق".
قال ابن عمر: "كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الحجارة لتنكب رجليه وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} ما يلتفت إليه ولا يزيده عليه"أ.هــــ
📚 الصارم المسلول صـــ ٣٣ .

✒️ قال ابن قدامة
" ومن سب الله تعالى ، كفر ، سواء كان مازحا أو جادا .
وكذلك من استهزأ بالله تعالى ، أو بآياته أو برسله ، أو كتبه ،

🔵 قال الله تعالى :
 { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
وينبغي أن لا يكتفى من الهازئ بذلك بمجرد الإسلام ، حتى يؤدب أدبا يزجره عن ذلك ، فإنه إذا لم يكتف ممن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوبة فممن سب الله تعالى أولى "أ.هـــ.
📚 انظر المغني
(ج ٢٨٩/١٢)

✒️ قال الإمام السعدي
📚 في تفسيره
🔵 عند تأويله لهذه الآية
" فإن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة
ولهذا لما جاءوا إلى الرسول يعتذرون بهذه المقالة والرسول لا يزيدهم على قوله { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }
✒️ إلى أن قال:
" وفي هذه الآيات دليل على أن من أسر سريرة خصوصا السريرة التي يمكر فيها بدينه ويستهزئ به وبآياته ورسوله فإن الله تعالى يظهرها ويفضح صاحبها ويعاقبه أشد العقوبة
وأن من استهزأ بشيء من كتاب الله أو سنة رسوله الثابتة عنه أو سخر بذلك أو تنقصه أو استهزأ بالرسول أو تنقصه فإنه كافر بالله العظيم وأن التوبة مقبولة من كل ذنب وإن كان عظيماً "أ.هـــ


⭕️ قلت :
وليفهم كل مسلم أن الاستهزاء في دين الله عام كالاستهزاء بأحكامه الشرعية والاعتراض عليها أو الاستهزاء بشعائره أو الاستهزاء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاعتراض عليها والسخرية بالمستقيمين على الكتاب والسنة واحتقارهم لسبب استقامتهم
ورميهم بالرجعية والتعقيد ونحو ذلك.

🔴 كل هذه السخرية بالله ورسوله والعياذ بالله
سواء كان المستهزئ جادا أو ما زحا .

☄️ فيخشى عليه أن تحل عليه عقوبة توبق دنياه وأخراه 

💥 فليحذر المسلم على نفسه هذا
ولا يتشبه بالمنافقين الذين أصبح شغلهم الشاغل الطعن بأحكام الله
ورسوله ويسخرون من الحدود التي أوجب الله إقامتها
كــ قطع يد السارق وجلد الزاني ورجم المحصن وإقامة حد الردة
وكذا السخرية بالحجاب وتسميته بأسماء منفرة
وغير ذلك من الاستهزاء
نسأل الله العافية والسلامة

🔴 ناهيك مما هو أشد من هذا
سب لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم
وسب للدين والملة وسب للقبر والملائكة
وسب للصحابة حملة الشريعة وطعن في القرآن وآياته وطعن في السنة وأحاديثها
وغير ذلك مما يندى له الجبين
اللهم سلم سلم
ولا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما يفعله السفهاء منا
ونسألك اللهم أن تجنبنا طرق الردى
ولا تضلنا عن سبل الهدى
آمين
🔴  نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله