الجمعة، 3 مارس 2017

الدرس التاسع من دروس الأربعين النووية


✒️ الدرس التاسع

من دروس الأربعين النووية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

💥 قال الإمام النووي رحمه الله

💥 الحديث الخامس

🔵 عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)

📚 رواه البخاري ومسلم

📚وفي رواية لمسلم 🔵(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)

💥 وقد رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم

 في باب النجش

 ولفظه «الخديعة في النار، من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»

💥 قوله:" من أحدث "

 

📌 فيه إنكار على المُحْدِث للبدعة ابتداء

💥 وقوله "من عمل "

 📌 فيه إنكار على من عمل البدعة وإن لم يكن أحدثها ابتداء.

💥 وهذا الحديث عظيم في بابه

وفيه إنكار البدع والمحدثات

💥 وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا مايقول في خطبة الحاجة

" وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"

وكذا في حديث العرباض " فإن كل بدعة ضلالة"

💥 قوله " كل بدعة ضلالة"

"كل" هنا تفيد العموم

🔴 أي أن كل بدعة في دين الله ضلالة ومردودة على صاحبها.

⭕️ ومعنى مردودة أي غير مقبولة

ولأهمية هذا الحديث

وعلو شأنه

✒️ قال ابن دقيق العيد عنه

" هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين وهو من جوامع الكلم التي أوتيها المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل بدعة "

✒️ وقال العلامة العثيمين

" وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، دل عليه قوله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"أ.هـ

✒️وقال العلامة العباد

 حديث: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) من أعظم الأحاديث أهمية؛ إذ هو أصل في وزن جميع الأعمال الظاهرة، وفي رد جميع البدع المحدثة، وقد اشتغل العلماء به شرحا واستنباطا"

✒️ وقال أيضا..

"وحديث عائشة هذا أصل في وزن الأعمال الظاهرة، وأن المعتبر منها ما كان وفقا لما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأنه إذا كان على خلاف ما جاء به بأن كان مبنيا على بدع، وأمور محدثه، فإنه لا يعتبر، ولا يعول عليه، ولا يلتفت إليه، ويكون باطلا حيث كان مبنيا على بدعة، وليس مبنيا على سنة"أ.هـ

💥ولما كانت البدعة ضلالة وتشويه لجمال الإسلام المكمل والمتمم واتهام للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة

📌 شدد السلف في النكير على البدع وأهلها وألفوا في ذلك الكتب والرسائل

 💥 فمن تلك الكتب النافعة

📚 كتاب البدع لابن وضاح

📚 وكتاب الحوادث والبدع للطرطوشي

📚 والباعث على إنكار الحوادث لأبي القاسم المعروف بأبي شامة

📚 وشرح السنة للبربهاري

📚 والإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع..لابن عثيمين

وغيرها من الكتب

💥وأُلِفَتْ كتب الردود على أهل البدع والأهواء

💥ومامن كتاب ألف لتقرير الحق وبيانه إنما ألفه صاحبه رد على أهل الأهواء والبدع

 وقام على ذلك التميز والمفارقة لهم

 { حتى يميز الخبيث من الطيب}

💥 هذا من أجل بقاء الدين كما أنزله الله عزوجل ؛ نقيا صافيا خاليا من البدع والشوائب

💥وبذلك تقوم التصفية والتربية ويحصل التميز والوضوح

والحديث يطول في هذا

💥 فالدين مكمل لايحتاج إلى إكمال ومتمم لايحتاح إلى إتمام

💥 وفي هذا المقام

نُذَكِّرْ بما نقله العلامة العثيمين رحمه من القواعد المهمة لمعرفة البدعة حتى تجتنبها وتفر منها .

✒️ قال رحمه الله

💥وقد اتفق العلماء - رحمهم الله - أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين:


💥 أولهما: الإخلاص.

💥 والثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم

💥 إلى أن قال :

"وليُعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقا للشريعة في أمور ستة: سببه، وجنسه، وقدره، وكيفيته، وزمانه، ومكانه.

🔴 فإذا لم توافق الشريعة في هذه الأمور الستة فهو باطل مردود، لأنه أحدث في دين الله ما ليس منه.

🔴 أولا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في سببه: وذلك بأن يفعل الإنسان عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سببا مثل: أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتخذها سنة، فهذا مردود.

مع أن الصلاة أصلها مشروع، لكن لما قرنها بسبب لم يكن سببا شرعيا صارت مردودة.

🔴 ثانيا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الجنس، فلو تعبد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة

📌 مثال ذلك: لو أن أحدا ضحى بفرس، فإن ذلك مردود عليه ولا يقبل منه، لأنه مخالف للشريعة في الجنس، إذ إن الأضاحي إنما تكون من بهيمة الأنعام وهي: الإبل، والبقر، والغنم.


🔴 ثالثا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في القدر: فلو تعبد شخص لله عز وجل بقدر زائد على الشريعة لم يقبل منه

 📌 ومثال ذلك: رجل توضأ أربع مرات أي غسل كل عضو أربع مرات، فالرابعة لا تقبل، لأنها زائدة على ما جاءت به الشريعة.

🔴 رابعا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الكيفية: فلو عمل شخص عملا، يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته، لم يقبل منه، وعمله مردود عليه.

📌 ومثاله: لو أن رجلا صلى وسجد قبل أن يركع، فصلاته باطلة مردودة، لأنها لم توافق الشريعة في الكيفية.

🔴 خامسا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الزمان: فلو صلى الصلاة


قبل دخول وقتها، فالصلاة غير مقبولة لأنها في زمن غير ما حدده الشرع.

📌ولو ضحى قبل أن يصلي صلاة العيد لم تقبل لأنها لم توافق الشرع في الزمان.

🔴 سادسا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في المكان: فلو أن أحدا اعتكف في غير المساجد بأن يكون قد اعتكف في المدرسة أو في البيت، فإن اعتكافه لا يصح لأنه لم يوافق الشرع في مكان الاعتكاف، فالاعتكاف محله المساجد.

💥 فانتبه لهذه الأصول الستة وطبق عليها كل ما يرد عليك"أ.هـ باختصار


💥 وقبل الختام نذكر بحديثين اثنين مما يدلا على مغبة الابتداع والإحداث في دين الله

🔵 فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته" رواه الطبراني وغيره

🔴 ومعناه : أي لايوفق للتوبة هذا في الدنيا

💥 أما يوم القيامة فيصاب  أهل البدع بمغبة عظمى وإهانة أمام العالمين يوم أن يأتوا ليشربوا من الحوض المورود فيذادون عن الحوض ويقال لهم سحقا.. سحقا أي بعدا..بعدا

🔵 فعن أبي هريرة كما عند ابن ماجة وغيره

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« أنا فرطكم على الحوض ثم قال ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال فأناديهم ألا هلموا فيقال إنهم قد بدلوا بعدك ولم يزالوا يرجعون على أعقابهم فأقول ألا سحقا سحقا»

🔴 فتمسكوا بالسنة وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور

🔴 وسيروا على درب أسلافكم وفقكم الله

⭕️ نكتفي بهذا القدر ولنا لقاء آخر إن شاء الله.

🔴 وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

والحمدلله.