الجمعة، 3 مارس 2017

الدرس الثامن من دروس الأربعين النووية


الدرس الثامن

من دروس الأربعين النووية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

💥 فقد تذاكرنا في الدرس السابق عن بعض فقرات

💥 الحديث الرابع

من أحاديث الأربعين النووية والذي جاء من حديث

🔵 عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

🔵درسنا في هذا اليوم سنتحدث فيه عن بقية فقرات الحديث من

🔵 قوله

" فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»

⭕️⭕️⭕️

💥 أرجو منكم إخواني التركيز على هذه الألفاظ المهمة

🔴وما أطلت في التعليق على هذا الحديث إلا لأهميتها

⭕️⭕️⭕️

🔵 قوله: « فو الله الذي لا إله غيره »

 

✒️ قال العلامة العثيمين

"هذا قسم مؤكد بالتوحيد"

✒️ وقال العلامة عبدالمحسن العباد - حفظه الله -

« فيه الحلف لتأكيد الأمر في نفس السامع وإن لم يستحلف على ذلك، وهذا لزيادة تأكيد تحققه »

✒️ قلت :وكذلك لعظم هذا الأمر المصيري.

🔵 قوله «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها»

🔵 جاء في رواية عند البخاري من حديث سهل بن سعد ((إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها))

💥 وبوب عليه الإمام البخاري فقال:« باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها ».

   ⭕️⭕️⭕️⭕️

🔴 سؤال ماسبب سوء هذه الخاتمة ؟..

   ⭕️⭕️⭕️⭕️


✒️ قبل الجواب نقول:


💥 معلوم لديكم أن العبد إذا عمل الصالحات يرجو بذلك وجه الله فإن الله لايضيع أجره


🔵 قال الله { وأن الله لايضيع أجر المؤمنين}


🔵 وقال تعالى { للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}


🔵 وقال الله { إنا لانضيع أجر المصلحين}


🔵 وقال الله { إن الله لايضيع أجر المحسنين}


💥 بل قد وعد الله بذلك والله لايخلف الميعاد


🔵 قال الله تعالى

{ وعد الله الذين آمنواوعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم }


💥 والآيات في هذا الباب كثيرة مما تدل على مغفرة الله وسعة رحمته  وعظيم أجره للمحسنين وأن الله لا يضيع أجرهم .


🔴 فما بال هذا الرجل كان من أهل الجنة فيما يبدوا للناس فأصبح من أهل النار؟!..

    ⭕️⭕️⭕️⭕️

💥 الجواب واضح لذوي الألباب أن قوله « فيما يبدوا للناس» لها معناها العظيم عند المتدبر لها

💥 فلسوء الخاتمة أسباب ودسائس وقع فيها هذا الرجل أودعته دخول النار

✒️ قال العلامة ابن عثيمين

« وذلك لوجود دسيسة في قلبه (والعياذ بالله) هوت به إلى هاوية.

💥 أقول هذا لئلا يظن بالله ظن السوء: فوالله ما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبدا.

💥 فالله عز وجل أكرم من عبده، لكن لابد من بلاء في القلب» أ.هـ

✒️ قلت : والدسائس منها ماهو ظاهر ومنها ماهو باطن

🔴فمن الدسائس الباطنة الرياء وحب الظهور والسمعة ومراد الشهر كل هذه دسائس تبطل الأعمال فهو فيما يبدو للناس يفعل الخيرات لكنه ماأراد بها وجه الله فسبب ذلك سوء الخاتمة

💥 كذلك أيضا من الدسائس الباطنة

 💥 الحقد والغل والبغض للمؤمنين والحسد والشحناء وغير ذلك من المعاصي الباطنة

🔴 كل هذه دسائس على القلب ومعاص خالجته فأودعت صاحبها إلى ماصار إليه والعياذ بالله

💥 الدسائس الثانية دسائس ظاهرة وهي كثيرة

⭕️ أذكر واحدة منها لاختصار المقام ومن أعظمها

💥 ألا وهي معاصي الخلوات .

🔴 فصاحبها ولي لله أمام الناس لكنه إذا خلى بنفسه أصبح عدوا..

💥 لذا كان السلف يقولون" لاتكن وليا لله في الظاهر ... عدوا لله في الباطن

💥 بل يُعْتَبَرُ ذلك استهانة بنظر الله وعدم تعظيمه

💥 ولذا كانوا يحذرون من هذه الضميمة.

📌 فيقولون: " لاتجعل الله أهون الناظرين إليك "

💥 فلما كان العبد غير معظما لله في خلوته بل وجعله أهون الناظرين إليه كان هذا مآله وخاتمته

💥 بل وأعظم من ذلك فضيحتة يوم يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال يجعلها الله هباءاً منثورا

🔵 فقد جاء عند

📚ابن ماجة برقم

( ٤٢٤٥ ) من حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

« لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا

قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها»

📚 وانظر صحيح الترغيب والترهيب

 برقم( ٢٣٤٦) بإسناد يصححه الألباني رحمه الله .

💥 فينبغي للمسلم أن يحافظ على ظاهره وباطنه وسره وجهره وخلوته وجلوته

💥وليحذر على نفسه الرياء والسمعة وحب الظهور

💥 وليحذر على نفسه ذنوب الخلوات

💥 وليستغل خلوته بطاعة اللة وبذكره واستغفاره

🔴 فكما أن أعظم الذنوب ذنوب الخلوات

🔴 كذلك أعظم الطاعات طاعات الخلوات

📌 وإذا خلوت بريبة

في ظلمة ... والنفس داعية إلى الطغيان.

📌فاستحي من نظر الإله وقل لها ... إن الذي خلق الظلام يراني .

💥 بقي معنا آخر الحديث ومفاده

✒️ قال ابن رجب كما

📚في جامع العلوم والحكم

« قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره، فتوجب له حسن الخاتمة» أ.هـ

✒️قلت:  وعلى هذا فمن منهج أهل السنة

أنهم لايحكمون على أحد من المسلمين بجنة ولا بنار وإنما كما ✒️ قال الطحاوي

📚 في عقيدته

"ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا نارا".

✒️و قال ابن أبي العز «لكن نرجو للمحسنين، ونخاف على المسيئين» أ.هـ

📚 من شرحه للطحاوية

⭕️ نكتفي بهذا القدر ولنا لقاء آخر إن شاء الله.

🔴 وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

والحمدلله.