الدرس الثامن والعشرون من دروس الأربعين النووية
الدرس الثامن والعشرون
📚 من دروس الأربعين النووية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
💥 قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث الرابع والعشرون
🔵 عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه"
📚رواه مسلم
🔴 قبل كل شيئ سنقسم الحديث لدرسين.
✒️ قال سعيد بن عبدالعزيز:
« كان أبو إدريس الخولاني، إذا حدث بهذا الحديث، جثا على ركبتيه.
⭕️ قلت : لعظم شأن الحديث ولفقهه بمعاني ألفاظه.
💥 وهذا الحديث يطلق عليه بالحديث القدسي أي الذي قاله رب العالمين.
🔴 وهوحديث عظيم في بيانه وبيان كمال عدل الله تعالى
⭕️ وبيان حاجة العباد وافتقارهم إلى الله تعالى في السراء والضراء وفيما يحبه العبد ويكرهه.
💥 وألفاظه واضحة الدلالة .
✒️ قال ابن دقيق العيد
🔵 قوله: "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما"
🔴 قال بعض العلماء: معناه لا ينبغي لي ولا يجوز علي كما قال تعالى: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا}» أ.هـ
🔵 قوله :"فلا تظالموا"
⭕️ أي لايبغي أحدكم على أحد .
🔵 قوله: "كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم"
⭕️ أي اطلبوا مني الهداية واسلكوا سبلها واعملوا بأسبابها أهدكم .
🔵 وقوله:
💥 فاستطعموني
💥 فاستكسوني
💥 فاستغفروني
⭕️ كل هذه الألفاظ تعني الطلب أي اطلبوا ذلك مني مع سلوك أسباب الإطعام والكساء وسلوك أسباب المغفرة.
✒️ قال ابن دقيق العيد
🔵 وقوله: "كلكم ضال إلا من هديته وكلكم عار إلا من كسوته وكلكم جائع إلا من أطعمته" تنبيه على فقرنا وعجزنا عن جلب منافعنا ودفع مضارنا إلا أن يعيننا الله سبحانه على ذلك، وهو يرجع إلى معنى: لا حول ولا قوة إلا بالله. وليعلم العبد أنه إذا رأى آثار هذه النعمة عليه أن ذلك من عند الله ويتعين عليه شكر الله تعالى وكلما ازداد من ذلك يزيد في الحمد والشكر لله تعالى » أ.هـ
✒️ وقال أيضا
🔵 وقوله: "إنكم تخطئون بالليل والنهار"
🔴 في هذا الكلام من التوبيخ ما يستحي منه كل مؤمن وكذلك أن الله خلق الليل ليطاع فيه ويعبد بالإخلاص حيث تسلم الأعمال فيها غالبا من الرياء والنفاق أفلا يستحي المؤمن أن لا ينفق الليل فيما خلق له من الطاعة حتى يخطئ فيه ويعصي الله تعالى في مواطنه....الخ »
📚انظر شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد صـ.(٨٩).
🔵 قوله : « يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني» .
⭕️ هذا فيه كمال غناه سبحانه وكمال عزته.
✒️قال صالح آل الشيخ
« بل هو سبحانه أجل وأعظم من أن يؤثر العباد فيه نفعا أو ضرا بل هم المحتاجون إليه المفتقرون إليه من جميع الجهات»
📚 من شرحه للأربعين صـ٢٨٠.
🔵 قوله: "يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم" إلى آخره:
🔴 يعني بدون استثناء، جميع الثقلين من أول مخلوق إلى آخر مخلوق
⭕️ إن كانوا على أتقى قلب رجل واحد مايزيد ذلك من ملك الله شيئا .
⭕️ وكذلك إن كانوا على أفجر قلب رجل واحد ماينقص ذلك من ملك الله شيئا .
⭕️ في هذا كله دلالة على أن تقوى المتقين لا تزيد في ملك الله شيئا.
⭕️ وأن فجور المجرمين لاينقص ذلك من ملك الله شيئا.
⭕️ لكمال غناه وعظمته وعزته وكمال صفاته.
🔵 ثم قال: يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر...الحديث الخ.
🔴 وله بقيته إن شاء الله إلى الدرس القادم
وحتى لا نطيل عليكم
نكتفي بهذا القدر
والحمدلله رب العالمين