الجمعة، 3 مارس 2017

مسألة حكم استقبال أو استدبار الكعبة ببول أو غائط

مسألة:حكم استقبال،أو استدبار الكعبة ببول أو غائط.

(*)ذكر الشوكاني رحمه الله في"نيل الأوطار "في هذه المسألة ثمانية مذاهب،واقواها أربعة:

(1 ) لا يجوز ذلك لا في الصحاري،ولا في البنيان،وهو قول أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه،ومجاهد،وإبراهيم النخعي،والثوري،وأبي ثور،ورواية عن أحمد،وهو قول عطاء،والأوزاعي.
-وهو ترجيح ابن العربي،وابن حزم،وابن القيم،وابن تيمية،والألباني،وغيرهم.
-واستدلوا بحديث سلمان رضي الله عنه قال:(فقد نهانا رسول الله صلى الله  عليه وسلم أن نستقبل القبلة بغائط أو بول..... )الحديث.أخرجه مسلم برقم (262 ).
وأيضا بحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه:(ولا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول،ولكن شرقوا أو غربوا ).أخرجه "البخاري"برقم(144 )،و"مسلم"برقم(263 ).
وردوا على أحاديث المعارض بأنها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم،وقد أجيب عنهم بأن دعوى الخصوصية بالنبي صلى الله عليه وسلم لادليل عليها، إذ الخصائص لا تثبت بالاحتمال.

(2 ) تحريم ذلك في الصحاري دون البنيان،وهو قول مالك،والشافعي،وإسحاق، وأحمد في رواية.
-ورجحه ابن المنذر،وابن عبد البر المالكي،والخطابي،والصنعاني،والوادعي رحمة الله عليهم.
-واستدلوا على جوازه بالبنيان بحديث ابن عمر رضي الله عنهما في"الصحيحين"،قال:(ارتقيت يوما هل  ظهر بين حفصة،فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام،مستدبر الكعبة).

(3 ) الجواز في الصحاري والبنيان،وهو قةل عروة بن الزبير،وربيعة،وداود الظاهري.
-واستدلوا بحديث جاب  في"مسند أحمد"(360/3 )،وغيره،وهو في"الصحيح المسند " قال:(نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول، فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها ).فهذا الحديث  يعتبر ناسخا لتأخره.
-وأجيب(محمد بن حزام ):بعدم التسليم في تأخره على الأحاديث الأخرى المانعة،ولا سلم؛فالجمع بين الدليلين مقدم على النسخ.

(4 ) يكره في الصحاري،والبنيان،وهو محكي عن النخعي،ورواية عن أبي حنيفة،وعن أحمد،وأبي ثور،وهؤلاء جمعوا بين الأحاديث المتقدمة،بأن النهي في حديث أبي أيوب وسلمان رضي الله عنهما يحمل على الكراهة،والتنزيه، والصارف هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر وجابر رضي الله عنهم،وحديث جابر الظاهر فيه أنه لم يكن في بنيان.
-وهذا القول هو الراجح ،والله أعلم.

-انظر:"نقل الأوطار"(131/1 )،"فتح الباري"(144)،"المجموع"(81/2 )،"سبل السلام"(164-163/1 )،"المغني"(220-/1 ).
-بواسطة:"فتح العلام "(270-269/1 ).
منقول من صفحة أخانا الحبيب
عبد الوهاب حملاوي