الجمعة، 3 مارس 2017

الدكتور الشيخ الداعية الواعظ العلامة المحدث الإمام المفتي الحافظ الحجة الحاكم .. ..الخ

الدكتور ، الشيخ الداعية ،الواعظ ،  العلامة ، المحدث ، الإمام، المفتي ، الحافظ ، الحجة ، الحاكم .. ..الخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام علىٰ رسول الله صل الله عليه وآله وسلّم وبعد
إني لأعجب من غلو كثيراً من الناس في بعض الخطباء أو الفقهاء أو القراء أو الدكاترة. ...الخ
فتجدهم يصفونهم بقولهم الشيخ العلامة المحدث.
وهذا من شهادة الزور ، والكذب والغلو في الصالحين ، ومن التشبع للغير بما لم يعطوا ، ومن الغش لعوام المسلمين. ...الخ
وقد استد العلامة العثيمين رحمه الله على حرمة وصف إنسان بما ليس فيه بإدلة كثيرة منها :
قال العثيمين رحمه الله :وقد كَثُر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند النَّاس؛ حتى إِنه يكون الملقَّب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمرٌ لو كان لا يتعدَّى اللفظَ لكان هيِّناً، لكنه يتعدَّى إلى المعنى؛ لأنَّ الإِنسان إِذا رأى هذا يُوصفُ بالإِمام تكون أقوالُه عنده قدوة؛ مع أنَّه لا يستحِقُّ. وهذا كقولهم الآن لكل مَنْ قُتِلَ في معركة: إِنَّه شهيد. وهذا حرام، فلا يجوز أن يُشْهَدَ لكل شخصٍ بعينه بالشَّهادة، وقد بَوَّبَ البخاريُّ رحمه الله على هذه المسألة بقوله: (بابٌ: لا يقول: فلانٌ شهيدٌ، وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «واللَّهُ أعلمُ بمن يُجاهدُ في سبيله، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله»)
ياهؤلاء الغلاة:

صاحبكم هذا الذي وصفتموه بصفات الألباني والوادعي والباز والعثيمين . ..الخ
أين كتبه الحديثية ؟
أين تحقيقاته الحديثية؟
من شهد له من أئمة الحديث المعتبرين كونه محدثا؟؟....
نعوذ بالله من الغلو والكذب وشهادة الزور.....
وكذا قولهم في تمجيد صاحبهم ووصفهم له بالعلامة. ..
فهل يعي هؤلاء ما معنى علامة ومحدث وإمام ومفتي وشيخ . ..
[من يستحق هذه الألقاب؟!]
قال العلامة العثيمين رحمه الله:
«في حالنا وعصرنا وزماننا كلٌّ يُطلق عليه (شيخ)، حتى لو كان في ابتداء العلم!
والله أنا في نفسي من هذا شيء، وأنا أحب أن الألقاب هذه لاتكون إلا لأهلها حقيقة حتى يتميز الناس.
أحب أن تكون الألقاب مطابقة للأحوال لانطلق على إنسان أنه إمام إلا إذا كان إماما حقا ولانطلق على إنسان شيخ إلا إذا كان شيخا».
[التعليق على مقدمة المجموع (ص:310)]
أخي الحصيف:
هانذا أضع بين يديك بحثاً مختصراً في بيان معاني هذه الألقاب والرتب كي تتضح لك الأمور وتعرف مستحقيها ومن هم أهلها وبذلك تتجنب الشطط والغلط والغلو وتسلك العدل والقسط والوسط ..
فاقراء يا باغي الحق الفروق في تلكم الأوصاف والمراتب والرتب ولمن يستحقها..
- الفرق بين المحدث والحافظ والحجة والحاكم - والشيخ والمفتي والعلامة والإمام وطالب العلم.
1 - المحدث:
هو من اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره.
(ينظر تدريب الراوي للسيوطي-1/48)المحدث
وأما الْمُحَدِّث : فهو أرفع من الحافظ بحيث عَرف الأسانيد والعلل ، وأسماء الرجال ، وأكثَر مِن حِفظ المتون ، وسماع الكتب الستة والمسانيد والمعاجم والأجزاء الحديثية .
وأما الحافظ فهو مُرادف للمحدِّث عند السَّلف
وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس :
الْمُحَدِّث في عصرنا من اشتغل بالحديث رواية ودراية ، وجَمَع بين رواته ، وأطَّلع على كثير من الرواة والروايات في عصره ، وتميز في ذلك حتى عُرف فيه حظه ، واشتهر فيه ضبطه ، فإن توسَّع في ذلك حتى عَرف شيوخه وشيوخ طبقة بعد طبعة بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله ، فهذا هو الحافظ .
وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين مِن قولهم : كُنَّا لا نعدّ صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث في الإملاء فذلك بحسب أزمنهم .
وقال الإمام أبو شامة : علوم الحديث الآن ثلاثة :
أشرفها : حِفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها .
والثاني : حِفظ أسانيدها ومعرفة رجالها وتمييز صحيحها من سقيمها .
والثالث : جَمْعه وكِتابته وسماعه وتطريقه ، وطلب العلو فيه .
قال الحافظ ابن حجر : مَن جَمَع هذه الثلاث كان فقيها مُحَدِّثاً كاملاً ، ومن انفرد باثنين منها كان دونه . اهـ .
الْمُحَدِّث :
مَن يشتغل بِعِلْم الحديث رواية ودراية ، ويطلَّع على الكثير من الروايات وأحوال رواتها .
وعلى ذلك فمن اشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ومعرفة بأحوال الرجال ولديه ملكة الترجيح بدراسة القواعد والأصول التي يعتمد عليها هذا العلم فكلامه في التصحيح والتضعيف معتبر .
وهذا العلم لا يتأتى من يوم وليلة ؛ يحتاج الإنسان فيه إلى سنين ولكما تقدم به السن ازداد علما بهذا الشأن
2 - الحافظ:
هو من حفظ آلاف الأحاديث وعرف طبقات الرواة وتراجمهم أحوالهم وبلدانهم.
(ينظر تدريب الراوي للسيوطي-1/48)و(شرح النخبة لعلي قاري-3)
من هو الحافظ:
قال الحافظ ابن حجر : للحافظ في عُرف الْمُحَدِّثين شُروط إذا اجتمعت في الراوي سَمّوه حَافِظًا :
1- وهو الشهرة بالطلب والأخذ من أفواه الرجال لا مِن الصُّحف .
2- والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم .
3- والمعرفة بالتجريح والتعديل، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره مع استحضار الكثير من المتون .
فهذه الشروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظا . اهـ .
وقال الجرجاني :
الفقه هو في اللغة : عبارة عن فَهم غَرض المتكلِّم مِن كلامه .
وفي الاصطلاح :
هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب مِن أدلتها التفصيلية . وقيل : هو الإصابة والوقوف على المعنى الخفي الذي يتعلق به الْحُكْم ، وهو عِلم مُستنبط بالرأي والاجتهاد ، ويحتاج فيه إلى النظر والتأمل .
وقال المرداوي :
والفقيه مَن عَرَف جُملة غالبة كذلك بالاستدلال . يعني : الفقيه في اصطلاح أهل الشرع .
وقيل : الفقيه :
مَن له أهليّة تامّة يَعرِف الْحُكْم بها إذا شاء مع معرفة جُمَلاً كثيرة من الأحكام الفرعية ، وحضورها عنده بأدلتها الخاصة والعامة .
وقال المناوي :
الإمام : من يُؤتم ، أي : يُقْتَدَى به ، سواء كان إنسانا يُقْتَدَى بِقوله أو بفعله ، أو كِتابًا ، أو كلاهما ، مُحِقًّا أو مُبْطِلا ؛ فلذلك قالوا : الإمام الخليفة ، والعالم المقتدى به ، ومن يُؤتم به في الصلاة . والإمام المبين اللوح المحفوظ .
وقال القاسمي :
حَدّ الْمُسْنِد والْمُحَدِّث والحافِظ :
كثيراً ما يوجد في الكتب تلقيب من يعاني الآثار بأحدها ، فيظن مَن لا وُقوف له على مصطلح القوم تَرادفها ، وجواز التلقيب بها مُطْلَقاً ، وليس كذلك .
بيانه : أن المسنِد - بكسر النون - هو من يَروي الحديث بإسناده ، سواء كان عنده عِلم به أو ليس له إلاَّ مجرَّد روايته .
3 - الحجة: هو من أحاط علمه بثلاثمائة ألف حديث.
(ينظر شرح النخبة لعلي قاري-3)
4 - الحاكم: هو الذي أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متناً وسنداً وجرحاً وتعديلاً وتاريخاً.
(ينظر شرح النخبة لعلي قاري-3
5- المفتي :
تعريف المفتي لغة :هو إسم فاعل من أفتي، فمن أفتي مرة فهو مفت، ولكنه يحمل في الحكم الشرعي بمعني أخص من ذلك ،قال الصريفي: هذا الإسم موضوع لمن قام للناس بأمر دينهم ،وعلِم جمل عموم القرآن وخصوصه، وناسخه ومنسوخه، وكذلك السنن والاستنباط ،ولم يوضع لمن علم مسألة وأدرك حقيقتها ،فمن بلغ هذه الرتبة سموه بهذا الاسم، ومن استحقه أفتي فيما استفتي فيه. قال ابن الصلاح:( أما شروطه وصفته فهو: ان يكون مكلفا مسلما ثقة، مأمونا، منزها من اسباب الفسق، ومسقطات المروءة، لان من لم يكن كذلك فقوله غير صالح للاعتماد، وإن كان من أهل الاجتهاد، ويكون فقيه النفس ، سليم الذهن،رصين الفكر، صحيح التصرف والاستنباط متيقظا).
6- الشيخ:
يُعتبر لقب الشيخ من الإصطلاحات الحديثة التي لم تكن موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان مقتصرا على كبار السن فقط، وقد ورد في القرآن الكريم على لسان إخوة يوسف بقولهم (وأبونا شيخ كبير). ورغم ذلك، لا يدخل هذا اللقب في باب البدع لأنه وُضِع للتميز والتصنيف فقط. ويرى أهل العلم أن لقب الشيخ يُطلَق على الشخص الذي رسخ في العلم بعد سنوات من الطلب والتحصيل، ويرتبط هذا اللقب غالبا بالعلماء من كبار السن توقيرا لهم وتعظيما لشأنهم واعترافا بحكمتهم العلمية ورزانتهم الفكرية ورؤيتهم الثاقبة للعالم والأشياء من حولهم.
والشيخ هو الذي رسخ في العلم بعد الجد في طلبه ويُطلق هذا اللقب على كلِّ (كبير السنِّ) المهيب الوقور الذي اكتسب التجربة في مختلف العلوم واستصحب الخبرة في مجالاتها، ويتمتَّع غالبًا بقوّة في ردِّ الشبهة وتقرير الحُجَّة ويظهر ذلك في إنتاجه العلمي والتربوي والتوجيهي، بعيدًا عن الهوى واستمالة النفس به إلى الطمع بما في أيدي الناس.
وتأسيسا على هذا المعيار فلا يليق تلقيب طالب مبتدئ في العلوم أو شاب حديث السن «بالشيخ» بالمعنى الاصطلاحي ولو اكتسب بعض العلوم أو تخرَّج من جامعة شرعية أو مركز للعلوم أو حلقة لحفظ كتاب الله، وبعض سنن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أو وُسم بشهادات وإجازات وتزكيات
7- العلامّة :
هو العالم الجامع الذي أخذ من كل فن طرفاً.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
رأيي أن لا يطلق لقب العلامة على من اقتصر علمه بالفقه لأن ذلك مخالف للمعنى اللغوي للكلمة.
ومن الإشارات الدالة على علو هذه المرتبة أن لفظة العلاَّمة مبنية على صيغة المبالغة بوزن (فعَّالة)، لذلك يقتصر إطلاق هذا اللقب على صنف مخصوص من أهل العلم يفترض فيهم أن يكونوا متبحرِّين في شتى أنواع المعرفة، عارفين بمختلف فنون العلم وضُروبِه كالنحو والفقه والقراءات والحديث ونحو ذلك.
8 - الإمام :
الإمام هو وصف أعلى من العلامة
وقد أنكر العلامة العثيمين وصف إبن قدامة رحمه الله بالإمام
:(وذلك في بداية شرحه على الزاد كلام في إمامة بن قدامه , ويقول أن المؤلف أخطأ عندما وصف ابن قدامة بالإمام!!
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
قوله: «الإمام» ، هذا من باب التَّساهل بعض الشيءِ، لأن الموفَّق ليس كالإِمام أحمد، أو الشَّافعي، أو مالك، أو أبي حنيفة، لكنه إِمام مقيَّد، له مَنْ يَنْصُرُ أقوالَه ويأخذُ بها، فيكون إِماماً بهذا الاعتبار، أما الإِمامةُ التي مثل إِمامة الإِمام أحمد ومَنْ أشْبَهَهُ فإِنَّه لم يصلْ إلى دَرجتها.
وقد كَثُر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند النَّاس؛ حتى إِنه يكون الملقَّب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمرٌ لو كان لا يتعدَّى اللفظَ لكان هيِّناً، لكنه يتعدَّى إلى المعنى؛ لأنَّ الإِنسان إِذا رأى هذا يُوصفُ بالإِمام تكون أقوالُه عنده قدوة؛ مع أنَّه لا يستحِقُّ. وهذا كقولهم الآن لكل مَنْ قُتِلَ في معركة: إِنَّه شهيد. وهذا حرام، فلا يجوز أن يُشْهَدَ لكل شخصٍ بعينه بالشَّهادة، وقد بَوَّبَ البخاريُّ رحمه الله على هذه المسألة بقوله: (بابٌ: لا يقول: فلانٌ شهيدٌ، وقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «واللَّهُ أعلمُ بمن يُجاهدُ في سبيله، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله»)[(16)].
9- الدكتور
من هو الدكتور في العلوم الشرعية؟
يقول العلامة اللحيدان حفظه الله تعالى :
الدكتوارة هي أول منزلة من منازل طلب العلم الشرعي ولاتعني أن الموصوف بها عالم إنما تعني أنه يستطيع البحث العلمي.
10-الداعية:
يُطلَق لقب الداعية على من يشتغل بالدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، ويُشترط في الداعية أن تتوفر فيه عوامل التأهيل والتكليف الشرعي، وأن يجمع عددا من المميزات لخصها العلماء في ست صفات أولها أن يلتزم بما يدعو إليه، وثانيها أن يخلص لله عز وجل في الدعوة، وثالثها أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة، ورابعها أن يكون متبصرا، وخامسها أن يكون صبورا متحملا لمشاق الدعوة، وسادسها أن يكون صدوقا في القول والعمل. وتنضاف لهذه الصفات المخصوصة صفات عامة كالعفة والأمانة والحياء وغيرها من الصفات الجليلة التي تقرب الداعية من الناس وتقربهم منه.
وهو الذي يعلم الناس كيف يعبدوا الله شروط العبادات وصفاتها ونواقضها وواجباتها وأحكامها ويدعوهم للتوحيد والسنة وما كان عليه سلف الأمة كما قال بعضهم ليس العالم الذي يعلم الناس القصص والحكايات ولكن العالم من يعلم الناس كيف يعبدوا الله 000
ليس كل داعية عالم
وإذا تبين أن هذا الداعية ليس من أهل العلم فلا يؤخذ منه العلم والفتوى لقوله تعالى فسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون } وليس كل داعية عالم ومفتي
وكل مسلم يمكن أن يطلق عليه داعية شريطة المعرفة والدراية فيما يدعو إليه ولو كانت في إطار البيت عند دعوة الأب لأبنائه.
وأهل العلم موجودون في كل زمان ولايخلوا منهم زمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
من خلال ما سبق، يتضح أن العلامة يختلف عن العالم من حيث المرتبة ببلوغه أقصى درجات العلم الشرعي والمعرفة الدينية، أما العالم فيختلف عن الداعية من حيث عمق الاجتهاد والإحاطة بالعلوم الشرعية، على عكس الداعية الذي يشتغل في مجال الدعوة بنقل الأحكام والفتاوى التي يصدرها الفقهاء والعلماء. ويتشابه الشيخ مع هؤلاء في إلمامه بالعلوم الشرعية والأحكام الإسلامية، لكنهم يختلف عنهم بالخبرة الطويلة والرؤية العميقة والحكمة والتبصر، كما يختلف عنهم بعمره الطويل وإن كان السن في هذه الحالة مسألة ثانوية.
11- الواعظ:
الواعظ، فهو الذي يلهب القلوب بسياط تذكيره، ويغلب على أسلوبه الترغيب والترهيب وقد يكون هذا الواعظ عامياً أو شاعراً أو كبيراً بالسن ...
من هو العالم الشرعي ؟؟
من هو العالم؟
من الألقاب التي ابتُذلت وادعاها غير أهلها لقب "العالم" وليس العالم من كوّر عمامته وأطال جبته وعرّض لحيته و أطال سبحته، بل العالم من أخذ العلم كابراً عن كابر على طرية السلف الصالح وشهد له أهل العلم بعلمه وسلامة معتقدة ومنهجة ومقصدة وهو من قرأ كثيراً، وفهم ما قرأ، وعقل ما فهم، وعمل بما علم وتوفرت فيه الشروط والضوابط التي ذكرها أهل العلم وألتزم بها السلف.
تعريف العالم شرعاً:
العالم والفقيه والمجتهد ألقاب تدل على معنى واحد وهو مَنْ يبذل جهده في الوصول إلى الحكم الشرعي وتكون عنده القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها .
عرّفه الشوكاني رحمه الله فقال هو من تتوفر فيه خمسة شروط:
الشرط الأول : أن يكون عالماً بنصوص الكتاب والسنة دون اشتراط حفظ السنة .
الشرط الثاني : أن يكون عارفاً بمسائل الإجماع .
الشرط الثالث : أن يكون عالماً بلسان العرب دون اشتراط الحفظ.
الشرط الرابع : أن يكون عالماً بأصول الفقه ومنه القياس.
الشرط الخامس : أن يكون عالماً بالناسخ والمنسوخ .
تتلخص الشروط التي يجب أن تتوافر في الشخص ليكون عالماً شرعياً فيما يأتي:
1) إخلاص النية لله تعالى.
2) العلم بنصوص الكتاب والسنة ولا يلزم الإحاطة بها، ولكن يلزم أن تكون له القدرة على معرفة مظان فقه نصوص الكتاب والسنة ليرجع إليها عند الحاجة.
3) أن يكون عالماً بمسائل الإجماع.
4) أن يكون عالماً بلسان العرب، ولا يشترط الحفظ عن ظهر قلب، بل المعتبر أن يكون متمكناً من استخراجها من مؤلفات الأئمة المعروفين.
5) أن يكون عالماً بأصول الفقه، وهو من أهم العلوم.
6) أن يكون عارفاً بالناسخ والمنسوخ.
7) أن يكون قد تلقى العلم على يد المشايخ، لأن هذا أضبط للعلم، وأبعد عن التخبط والتناقض.
ومن أمارات العلم تحقيق مسألة من مسائله لم تُحقَّق، أو تصنيف كتاب لم يُسرق من كتب الأوائل، أو ابتكار أسلوب يقرب العلم للناس.
ومن صفات العالم احتمال النقد، وردّ الحجة بمثلها، والبعد عن السفه والطيش و البذاء، والتنزه عن التزلف إلى العامة بالتنازلات وبما يرضيهم، وإلى الأمراء والوجهاء والتجار بالنفاق.
والله أعلم.
أبو الخطاب السنحاني