الدرس الرابع والعشرو من دروس الأربعين النووية
الدرس الرابع والعشرون
📚 من دروس الأربعين النووية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
💥 قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث العشرون
🔵 عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت"
📚 رواه البخاري.
💥 هذا الحديث متعلق بشعبة من شعب الإيمان وهي الحياء.
🔵 وفي حديث أبي هريرة
" والحياء شعبة من الإيمان"
📚 متفق عليه
🔵 وقد جاء من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يعظ أخاه في الحياء، فقال: «الحياء من الإيمان»
📚 متفق عليه
🔵 وفي حديث عمران بن حصين
" الحياء لايأتي إلا بخير "
📚 متفق عليه
🔵 وفي رواية
📚 عند مسلم
«الحياء خير كله»
أو قال: «الحياء كله خير».
💥 وهذا كله يدل على فضل الحياء وفضل صاحبه.
💎 والحياء على نوعين :
⭕️ حياء غريزي ويقال جِبلي : جُبِل صاحبه عليه فتجده كثير الحياء من صغره وربما لا يتكلم إلا بقدر الحاجة.
⭕️ والنوع الثاني : حياء مكتسب وهذا صاحبه من كثرة المجالسة للأخيار والصالحين تأثر بهم فأصبح يستحي من فعل مايشينه ويخل بمروءته .
💎 والنوع الأول أفضل لأنه سمة على صاحبه منذ الصغر
نسأل الله من فضله.
🔵 قوله : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى"
💥 أي من بقايا النبوة الأولى من الأمم السابقة وأقرة به هذه الشريعة
🔵 "إذا لم تستح فاصنع ماشئت"
🔴 وقوله هذا لايعني أن من قل حياؤه جاز له فعل مايشاء
🔴 وإنما هذا ذم في حقه جرى مجرى التهديد والوعيد
🔵 كما قال الله { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير}
🔴 أي تهديدا لهم
{ اعملوا ماشئتم } وليس هذا تخييرا لهم.
💥 هذا ليفهم من الحديث "فاصنع ماشئت"
ليس تخييرا
🔴 وإنما تهديدا ووعيدا
💥 بمعنى: إذا لم يكون لك مانع من الحياء يمنعك عن مقارفة المنكر فافعل ماشئت وستلقى سوء فعلك وحسابك على ذلك .
💥 يستفاد من الحديث
⭕️ ذم من زال حياؤه وأن من لا حياء فيه لاخير فيه .
⭕️ وفيه أن الحياء تاج على صاحبه يوصله إلى فعل الفضائل ويرده عن فعل القبائح.
💥 فائدة :
✒️ قال العلامة ابن عثيمين
💎 والحياء نوعان:
⭕️ الأول: فيما يتعلق بحق الله عز وجل.
⭕️ الثاني: فيما يتعلق بحق المخلوق.
💥 أما الحياء فيما يتعلق بحق الله عز وجل فيجب أن تستحي من الله عز وجل أن يراك حيث نهاك، وأن يفقدك حيث أمرك.
💥 وأما الحياء من المخلوق فأن تكف عن كل ما يخالف المروءة والأخلاق" أ.هـ
نكتفي بهذا القدر والله الموفق
والحمدلله رب العالمين