الدرس الرابع و الستون
📚 من دروس المبادئ المفيدة
في التوحيد والفقه والعقيدة
للعلامة المحدث والناصح الأمين
يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
✒ قال المؤلف - حفظه الله -
٧٤ ـــ الصلاة باطمئنان ،
🔵 والدليل حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال للمسيء صلاته :
(( إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )).
📚 متفق عليه.
💥 التعليق :
الطمأنينة في الصلاة ركن من أركانها أخل بها كثير من المصلين بل والعجيب في ذلك أنك ترى هذا الإخلال عند بعض أئمة المساجد والله المستعان .
🔴 فكم تجد من المصلين من يسرق من صلاته فلايتم ركوعها ولا سجودها , وينقرها نقر الغراب والعياذ بالله .
🔵 قال زيد بن وهب : أن حذيفةُ رأى رجلاً لا يُتِمُّ الرّكوع و السجود ، قال : ما صلَّيت ، ولو مُتَّ مُتَّ على غير الفطرة التي فطر الله محمداً - صلى الله عليه وسلم – "
📚 رواه البخاري .
🔴 وهذا مما يدلك على أهمية الطمأنينة في الصلاة ، وأن الإخلال بها مبطل لها ،
فهمنا ذلك من قوله :
((ما صليت ولو مُتَّ مُتَّ على غير الفطرة ))
☄ وهذا نظير قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسيء صلاته , ارجع فصل فإنك لم تصلِ .
⭕ وفي هذا دليل على أن مَنْ ترك الطمأنينة ، لم يفعل ما أُمر به شرعا ولا يزال مطالبا بما أمر به .
🔵 و تأمل قوله صلى الله عليه وسلم ــ
" ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا "
🔴 كل هذه الأوامر من أخل بها يعود إلى الأمر الذي قبلها
🔵 في قوله صلى الله عليه وسلم
" ارجع فصل فإنك لم تصل "
🔴 وسواء كانت هذه الصلاة فريضة أو نافلة
✒ قال الإمام القرطبي
📚 في تفسيره
(ج ١١ / ١١٢ )
🔵 عند تأويل قول الله تعالى
{ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة }
الآية : ٥٩ من سورة مريم .
قال :
(( فينبغي للإنسان أن يحسن فرضه ونفله حتى يكون له نفل يجده زائدا على فرضه يقربه من ربه كما قال سبحانه وتعالى :
[ وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ] الحديث
فأما إذا كان نفل يكمل به الفرض فحكمه في المعنى حكم الفرض ومن لا يحسن أن يصلي الفرض فأحرى وأولى ألا يحسن التنفل .
لا جرم تنفل الناس في أشد ما يكون من النقصان والخلل لخفته عندهم وتهاونهم به حتى كأنه غير معتد به ولعمر الله لقد يشاهد في الوجود من يشار إليه ويظن به العلم تنفله كذلك بل فرضه إذا ينقره نقر الديك لعدم معرفته بالحديث فكيف بالجهال الذين لا يعلمون وقد قال العلماء : ولا يجزىء ركوع ولا سجود ولا وقوف بعد الركوع ولا جلوس بين السجدتين حتى يعتدل راكعا وواقفا وساجدا وجالسا وهذا هو الصحيح في الأثر وعليه جمهور العلماء وأهل النظر ))أ.هــــ
💥 ومن الأدلة على وجوب الطمأنينة
🔵 ماجاء من حديث أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - قال:
قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: لا تُجزئ صلاةُ الرجّل ، حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود »
📚 رواه أصحاب السنن الأربع وغيرهم.
🔴 وصححه الألباني
📚 في صحيح الجامع
برقم : ٧٢٢٤ .
🔵 وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
«ﺃﺳﻮﺃ اﻟﻨﺎﺱ ﺳﺮﻗﺔ اﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ» .
ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﺘﻢ ﺭﻛﻮﻋﻬﺎ ﻭﻻ ﺳﺠﻮﺩﻫﺎ ".
📚 ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ
🔴 وصححه الألباني
في صحيح الجامع
برقم : ٩٨٦ .
📚 وفي المشكاة برقم : ٨٨٥ .
🔵 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
تلك صلاة المنافق ، يجلس يَرْقُبُ الشّمس ، حتى إذا كانت بين قَرْني الشيطان ، قام فنقرها أربعاً ، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً "
📚 رواه مسلم .
🔴 فانظر إلى هذه الأدلة المتظافرة في وجوب الطمأنينة ، وأن الصلاة لاتصح إلا بها .
⭕ وهذا مما يدلك على سوء حال من يسرق من صلاته
⭕ وأن فيه خصلة من خصال النفاق العملي والعياذ بالله .
🔴 ونحن مأمورون بإقامة الصلاة والمحافظة عليها
ولا يكون ذلك إلا بما علَّم به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه كيفية الصلاة في
🔵 قوله صلى الله عليه وسلم
" صلوا كما رأيتموني أصلي "
☄ وما بينه في حديث المسئ صلاته .
🔵 قال الله تعالى :
{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون }
المؤمنون : ١ - ٢ .
🔴 فمن فاته الخشوع في صلاته ، فاته الفلاح ، ولا يمكن أن يحصل الخشوع إلا بالطمأنينة ، وكلما زادت الطمأنينة ، ازداد الخشوع .
🔴 فأقم هذه الصلاة على الوجه المطلوب شرعا فإن أول ما يحاسب العبد عليه يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر .
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله