🌏 الرسالة المختصرة في الألفاظ التي تمنع حصول العين بإذن الله تعالى :
━━ ━━ ━━ ━━
🚪أولاً : الألفاظ الشائعة :
الألفاظ الشائعة عند الناس بعد البحث والنظر في أحوالهم وصلت إلى خمسة ألفاظ وهي :
1ـ تبارك الله
2ـ اللهم بارك
3ـ ماشاء الله
4ـ لا قوة إلا بالله
5ـ اللهم صل على محمد
🚪ثانياً : اللفظ الصحيح :
التحقيق في ذلك أن العين باعتبار مايعجبها على قسمين اثنين : إما أن تعجب بنفسها وإما أن تعجب بغيرها
1ـ فإن رأت مايعجبها في نفسها فتقول : { ماشاء الله لا قوة إلا بالله } وهذا على قول من أقوال العلماء في تفسير الآية
2ـ وإن رأت مايعجبها في غيرها فإنها تبرك وهذه الألفاظ كلها غير صحيحة ولاتجزئ لدفع شر العين غير التبريك
🚪ثالثاً : صيغة التبريك :
قلنا : بأن التبريك هو اللفظ المتفق عليه لورود النص الصريح فيه ومع ذلك فقد اختلف العلماء في صيغة التبريك وإليكم ماتيسر جمعه من أقوالهم :
1ـ قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره (1/447) : إذا أعجبه شيء من ماله أو ولده أن يضيف النعمة إلى موليها ومسديها وأن يقول : { ما شاء الله لا قوة إلا بالله } ليكون شاكرا لله متسببا لبقاء نعمته عليه لقوله : { وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ } اهـ
2ـ وقال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى في فتاوى نور على الدرب (24/2) :
السؤال : إذا رأى الإنسان ما يعجبه فهل يقول : ما شاء الله تبارك الله أو ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله وهل كلها صحيحة ؟
الجواب : إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله فليقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله كما في قصة صاحب الجنتين حين قال له صاحبه : { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } هذا إذا رأى الشيء في ماله وإن رآه في غيره فليقل : بارك الله عليه أو كلمة نحوها وإذا رأى ما يعجبه من أمور الدنيا فليقل ( لبيك إن العيش عيش الآخرة )
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله فيقول : لبيك أي إجابة لك ثم يقول إن العيش عيش الآخرة من أجل أن يوطن نفسه على أن الدنيا مهما كانت فهي زائلة ولا عيش فيها وإنما العيش حقيقة في الآخرة اهـ
3ـ وقال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في شرح سنن أبي داود (438/24) :
السؤال : ما صيغة التبريك الذي نقوله عندما نخاف من العين ؟
الجواب : يقول : ( ما شاء الله ، تبارك الله ، بارك الله ، اللهم بارك لي )
4ـ وقال العلامة صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله في المنتقى (1/سؤال رقم 87) : فإذا خشي العائن أن يضر المنظور؛ فإنه يقول : اللهم بارك عليه وكذلك يُستحَبُّ له أن يقول : { ما شاء الله لا قوَّة إلا بالله } ؛ لأنه رُويَ عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يُعجِبُهُ أو دَخلَ حائطًا من حِيطانِهِ قال : { ما شاء الله لا قُوَّةَ إلا بالله } فإذا لازم العائن هذا الذكر فإنه يدفع ضرره بإذن الله اهـ
5ـ وقال شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله :
السؤال : ما حكم من يرمي الناس بالعين ويخوفهم بها؟
الإجابة : لا يبالى بتخويفه … ( حذف للاختصار ) وإذا حصل أنه يتعمد الإصابة بالعين كما يفعل بعض الناس المشهورين بالعين يكون ضامنًا لذلك الشيء الذي أهلكه ولا يجوز له هذا الفعل ويجب أن يُبَرِّك ؛ لحديث : ( من رأى شيئًا يعجبه فليبرك )
أي يقول : اللهم بارك ، وإلا فيكون ضامنًا على ما جاءت به الأدلة وهو آثم على هذا الفعل اهـ
كلهم متفقون على التبريك لقصة سهل بن حنيف مع عامر بن ربيعة وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا بركت ) وفي لفظ : ( إذا رأى أحدكم مايعجبه فليبرك ) وفي لفظ : ( فليدع بالبركة ) ولكنهم أيضاً اختلفوا في صيغة التبريك كما رأيت والظاهر أن اللفظ الصحيح هو قول : ( اللهم بارك ) بدلالة اللفظ الآخر للحديث وهو : ( فليدع بالبركة )
وهو الذي رجحه الحافظ ابن عبدالبر في التمهيد ( 13/69 ) حيث قال : والتبريك أن يقول : ( اللهم بارك فيه ) ونحو هذا ، وقد قيل : إن التبريك أن يقول : ( تبارك الله أحسن الخالقين اللهم بارك فيه ) اهـ
قال شيخنا الطيب خليل العمراني في رسالته [ علام يقتل أحدكم أخاه ] ( ص / 60 ) معلقاً على كلام الحافظ ابن عبدالبر : لابأس ان يجمع بينهما وأما الاقتصار على قوله : ( تبارك الله أحسن الخالفين ) فالذي يظهر أنه لايكفي ؛ لأن المطلوب هو الدعاء بالبركة للشيء الذي يخاف عليه العين وذلك يكون بالفعل ( بارك ) لأنه هو الذي يتعدى والمفعول منه ( مبارك ) قال تعالى : { وجعلني مباركاً أينما كنت } وأما الفعل ( تبارك ) فهو لازم مختص بالله لا يطلق على غيره نظير تعالى وتعاظم وتقدس اهـ
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد ( 2/412 ) :
فكذلك تبارك لا يصح أن يكون معناها بارك في غيره وأين أحدهما من الآخر لفظا ومعنى هذا لازم وهذا متعد فعلمت أن من فسر تبارك بمعنى ألقى البركة وبارك في غيره لم يصب معناها اهـ
أنور الرفاعي
4 ـ شعبان ـ 1437 هـ