الدرس الثامن والسبعون
من دروس المبادئ المفيدة
في التوحيد والفقه والعقيدة
للعلامة المحدث والناصح الأمين
يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
✒ قال المؤلف - حفظه الله .
٨٩ ــــــ عليك ببر الوالدين، فقد أمر الله عز وجل بذلك ،
🔵 فقال :
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }
الإسراء : ٢٣ .
💥 التعليق :
✒ قال الإمام السعدي
📚 في تفسيره
" { وبالوالدين إحسانا }
⭕ أي: أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسان القولي والفعلي لأنهما سبب وجود العبد ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر.
{ إما يبلغن عندك الكبر
أحدهما أو كلاهما }
⭕ أي: إذا وصلا إلى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف. { فلا تقل لهما أف }
🔴 وهذا أدنى مراتب الأذى نبه به على ما سواه، والمعنى لا تؤذهما أدنى أذية.
{ ولا تنهرهما }
⭕ أي: تزجرهما وتتكلم لهما كلاما خشنا،
{ وقل لهما قولا كريما }
☄ بلفظ يحبانه وتأدب وتلطف بكلام لين حسن يلذ على قلوبهما وتطمئن به نفوسهما، وذلك يختلف باختلاف الأحوال والعوائد والأزمان.
{ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة }
⭕ أي: تواضع لهما ذلا لهما ورحمة واحتسابا للأجر لا لأجل الخوف منهما أو الرجاء لما لهما، ونحو ذلك من المقاصد التي لا يؤجر عليها العبد.
{ وقل رب ارحمهما }
⭕ أي: ادع لهما بالرحمة أحياء وأمواتا، جزاء على تربيتهما إياك صغيرا.
🔴 وفهم من هذا أنه كلما ازدادت التربية ازداد الحق، وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه تربية صالحة غير الأبوين فإن له على من رباه حق التربية "أ.هـــــــ
🔴 والحث على بر الوالدين يطول ذكره في مقامنا هذا
🔴 وقد جعل الله حقهما بعد حقه
🔵 فقال سبحانه
{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }
النساء : ٣٦ .
🔵 وقال الله تعالى :
{ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا }
العنكبوت : ٨ .
🔵 وقال الله تعالى :
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }
لقمان : ١٤ .
🔵 وقال سبحانه وتعالى :
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
الأحقاف : ١٥.
🔵 وفي الحديث عن أبي هريرة ــــ رضي الله عنه ــــ قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال أمك
قال ثم من قال أمك
قال ثم من قال أمك
قال ثم من قال أبوك "
📚 رواه البخاري ومسلم .
🔴 وهذا الحديث أعطى كل ذي حق حقه من الوالدين
💥 فللأم ثلاثة حقوق
☄ حملته أمه كرها
☄ ووضعته كرها
☄ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا
🔴 هذه ثلاثة حقوق للأم ، وللأب حق الأبوة والرعاية .
✒ قال الإمام النووي
📚 في شرحه لصحيح مسلم
( ج ١٦ / ١٠٢ )
" قال العلماء وسبب تقديم الأم كثرة تعبها عليه وشفقتها وخدمتها ومعاناة المشاق في حمله ثم وضعه ثم إرضاعه ثم تربيته وخدمته وتمريضه وغير ذلك ونقل الحارث المحاسبي إجماع العلماء على أن الام تفضل في البر على الاب "أ.هــــــ
✒ وقال ابن بطال
📚 في شرحه لصحيح البخاري
( ج ٩ / ١٨٩ )
" فى هذا الحديث دليل ان محبة الأم والشفقة عليها ينبغى أن تكون ثلاث اميال محبة الأب ، لأن عليه السلام كرر الأم ثلاث مرات ، وذكر الأب فى المرة الرابعة فقط ، وإذا تؤمل هذا المعنى شهد له العيان ، وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد بها الأم ، وتشقى بها دون الأب فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب "أ.هـــــ
🔴 وقد حذر الشرع وزجر من العقوق
🔵 فقال الله :
{ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما }
🔵 وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال :
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور ألا وشهادة الزور وقول الزور وكان متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت "
📚 رواه البخاري ومسلم والترمذي
🔵 وعن أنس رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس
وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قول الزور أو قال شهادة الزور
📚 رواه البخاري ومسلم .
🔴 والأحاديث كثيرة في هذا الباب نقتصر على ما ذُكر اختصارا .
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله