من أسوأ ما يقع فيه الداعي إلى الله أن يظن أنه وصل إلى مرحلة من العلم وأهلية الاجتهاد بحيث لا يحق لأحد انتقاده أو نصحه فيغيضه ويغضبه الانتقاد وينقلب عدوا لك لمجرد انك انتقدته ولا يقبل النُصح وكأنك تكلم جمادا لا روح فيه ولا عقل عنده؛نعوذ بالله من هذا الحال.
وهذا سببٌ خفيٌ في انحراف كثير ممن انحرفوا عن السنة وعادوا أهلها؛ لأن أهل السنة نَصَحة لا يقبلون بالأخطاء في أوساط الدعوة بدون إنكارها، ومن هذا حاله لا يقبل بهم ولا يقبل بنصحهم بل ويعتبرهم مشاغبين عنده لأنه كما تقدم يرى نفسه وكأنه معصوم، وإلا فمن هضم نفسه وعرف قدرها وأحب الحق وأهله والله لا أسعد عنده من نصيحة يسمعها وتقويم يُقوِّم به خطأه؛ فهذا الصنف من المنتسبين إلى العلم غير أمناء على دين الله وعلى أبناء المسلمين وغير صادقين مع الله ثم مع خلقه، خبرناهم ووالله أنهم غشاشين.
*فهذا من أبرز أسباب انحراف كثير من المنحرفين عن الجادة السلفية، وإلا لو قبل النُصح وتواضع للحق وأهله لما حصل شيء من التفرقات والتشرذمات والإنشقاقات التي ترونها، الأمر كله تكبُر عن الحق وعدم قبول نصح الناصحين بل وقلب النُصح عداوة فيتحول مع أعدائك وينقلب ضدك ويصير من ألد أعداء أهل السنة، فبمثل هذه التصرفات والغرور تكثر الفتن ويزيد الخرق اتساعا، والسنة بفضل الله تعالى سائرة ما يضر هؤلاء إلا أنفسهم تجدهم بعد الإنحراف عن الحق وأهله يضيعون وكأن لم يكونوا.
#ابن_الشابرة
قناة الأخ الحبيب قايد الشابرة اضغط هنا