الخميس، 16 فبراير 2017

الدرس الخامس عشر من دروس كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله


                 ✒ الدرس الخامس عشر

📚 من دروس
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
لمحمد بن عبدالوهاب رحمه الله

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

✒ قال المؤلف رحمه الله

🚪 باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب

🔵 وقول الله تعالى:
{ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين }

🔵 وقال:
{ والذين هم بربهم لا يشركون } .

🔵 وعن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي، قال وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة. قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل
والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله. فخاض الناس في أولئك، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه فأخبروه، فقال: (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: (أنت منهم) ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: (سبقك بها عكاشة).

💥 فيه مسائل:
☄  الأولى:
معرفة مراتب الناس في التوحيد.
☄ الثانية:
ما معنى تحقيقه.
☄ الثالثة:
ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يكن من المشركين.
☄ الرابعة:
ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك.
☄ الخامسة:
كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
☄ السادسة:
كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل.
☄ السابعة:
عمق علم الصحابة لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل.
☄ الثامنة:
حرصهم على الخير.
☄ التاسعة:
فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية.
☄ العاشرة:
فضيلة أصحاب موسى.
☄ الحادية عشرة:
عرض الأمم عليه، عليه الصلاة والسلام.
☄ الثانية عشرة:
أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها.
☄ الثالثة عشرة:
قلة من استجاب للأنبياء.
☄ الرابعة عشرة:
أن من لم يجبه أحد يأتي وحده.
☄ الخامسة عشرة:
ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة.
☄ السادسة عشرة: الرخصة في الرقية من العين والحمة .
☄  السابعة عشرة:
عمق علم السلف لقوله: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا. فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني.
☄ الثامنة عشرة:
بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه.
☄ التاسعة عشرة:
قوله: (أنت منهم) علم من أعلام النبوة.
☄ العشرون:
فضيلة عكاشة.
☄ الحادية والعشرون: استعمال المعاريض.
☄ الثانية والعشرون: حسن خلقه صلى الله عليه وسلم.

💥 الشرح :

☄ مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أن من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب .

☄ ومناسبته للباب الذي قبله أن من أراد دخول الجنة ونيل فضل التوحيد فليحقق التوحيد مما يدلك على أن الباب عبارة عن متمم للباب الذي قبله وتابع له .

✒ وقول المؤلف
🚪 باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب

✒ قال الإمام السعدي رحمه الله
كما في كتابه
📚 القول السديد
صـــ ٢٦ ـــ ٢٧ .
" فإن تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر ، ومن البدع القولية الاعتقادية ، والبدع الفعلية العملية ، ومن المعاصي ، وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات ، وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد ، ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله ، وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد ، وتمنع كماله وتعوقه عن حصول آثاره .
فمن حقق توحيده بأن امتلأ قلبه من الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وصدقته الأعمال بأن انقادت لأوامر الله طائعة منيبة مخبتة إلى الله ولم يجرح ذلك بالإصرار على شيء من المعاصي ، فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب ، ويكون من السابقين إلى دخولها وإلى تبوء المنازل منها .
ومن أخص ما يدخل في تحقيقه : كمال القنوت لله وقوة التوكل على الله بحيث لا يلتف القلب إلى المخلوقين في شأن من شؤونه ، ولا يستشرف إليهم بقلبه ، ولا يسألهم بلسان مقاله أو حاله ، بل يكون ظاهره وباطنه ، وأقواله وأفعاله ، وحبه وبغضه ، وجميع أحواله كلها مقصودا بها وجه الله ، متبعا فيها رسول الله .
والناس في هذا المقام العظيم درجات :
{ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا }  الأنعام : ١٣٢  .
وليس تحقيق التوحيد بالتمني ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ، ولا بالحلى العاطلة ، وإنما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان وحقائق الإحسان وصدقته الأخلاق الجميلة ، والأعمال الصالحة الجليلة .
☄ فمن حقق التوحيد على هذا الوجه حصلت له جميع الفضائل المشار إليها في الباب السابق بأكملها والله أعلم "أ.هــــ

🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله