الدرس الخامس والأربعون من دروس الأربعين النووية
الدرس الخامس والأربعون
📚 من دروس الأربعين النووية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
✒️ قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث السابع والثلاثون
🔵 عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة".
📚 رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف.
✒️ قال ابن دقيق العيد
« فانظر يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الألفاظ. وقوله: "عنده" إشارة إلى الاعتناء بها. وقوله: "كاملة" للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال: في السيئة التي هم بها ثم تركها: "كتبها الله عنه حسنة كاملة" فأكدها بـ "كاملة" وإن عملها كتبها سيئة واحدة فأكد تقليلها بـ "واحدة" ولم يؤكدها بـ "كاملة" فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه. وبالله التوفيق » أ.هـ
🔵 قوله:
« إن الله كتب الحسنات والسيئات »
أي كتب وقوعها وكتب ثوابها
🔴 ثم بين ذلك بقوله:
« فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ....الحديث .
🔵 قوله :
« فمن هم بحسنة فلم يعملها ..هذا واضح أن الله تعالى يكتبها له حسنة باعتبار أنه سعى واجتهد لكنه لم يعملها .
🔵 قوله:
« وإن هم بسيئة فلم يعملها...الخ »
💥 هذا على ثلاثة أقسام
🔴 الأول : أن يسعى في فعلها لكن لم يدرك فعلها فهذا آثم وعليه وزر لأنه لو أدركها لعملها .
🔴 الثاني: أن بهم بها ثم يتركها ليس خوفا من الله ولكن لأن نفسه عافت ورجعت عن ذلك فهذا لايكتب له شيئ ولايكتب عليه
🔴 الثالث: هم بسيئة ثم تركها لله تعالى خوفا وخشية من الله سبحانه فهذا تكتب له حسنة وهو ا لمقصود الذي دل عليه الحديث.
💥 يستفاد من الحديث
⭕️ البشارة لعاملي الحسنات وتاركي السيئات خوفا من الله وأن الله يكتب لهم بذلك الحسنة ويضاعفها لمن يشاء .
⭕️ وفيه أن من تمام عدل الله وحكمته أن كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء.
⭕️ وفيه إشارة إلى رحمة الله بالعباد وأنه سبحانه وتعالى رحمته سبقت غضبه .
⭕️ وفيه الفرق بين من هم بالحسنة ومن هم بالسيئة .
⭕️ وأعظم مثالاً يُذكر في هذا حديث القاتل والمقتول في النار
📚 ففي الصحيحين
🔵 من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)). فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال: ((إنه كان حريصا على قتل صاحبه ».
نكتفي بهذا القدر
والحمدلله رب العالمين