الجمعة، 3 مارس 2017

الدرس السادس والأربعون من دروس الأربعين النووية

الدرس السادس والأربعون

📚 من دروس الأربعين النووية


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد


✒️ قال الإمام النووي رحمه الله

💥 الحديث الثامن والثلاثون


🔵 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه "

 📚 رواه البخاري.


✒️ قال ابن دقيق العيد

« قال صاحب الإفصاح: في هذا الحديث من الفقه: أن الله سبحانه وتعالى قدم الأعذار إلى كل من عادى وليا: أنه قد آذنه بأنه محاربه بنفس المعاداة، وولي الله تعالى هو الذي يتبع ما شرعه الله تعالى فليحذر الإنسان من إيذاء قلوب أولياء الله عز وجل. ومعنى المعاداة: أن يتخذه عدوا.» أ.هـ


🔵 قوله

« من عادى لي وليا »

الولي: هو من تولى الله بالطاعة والتقوى، فإن الله يتولاه بالحفظ والنصرة.


 🔵قوله:

«  فقد آذنته »

أي أعلمته بأني محارب له.


🔵 قوله:

"ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل »

 لايزال: أي مستمرا مداوما على ذلك .


🔵 قوله:

"فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به".


🔴 المقصود من هذا تصريف هذه الجوارح في طاعة الله ورسوله

فلا يعصى الله تعالى بها .


✒️ قال ابن دقيق العيد

«  فهذه علامة ولاية الله، لمن يكون الله قد أحبه، ومعنى ذلك أنه لا يسمع ما لم يأذن الشرع

له بسماعه ولا يبصر ما لم يأذن الشرع له في إبصاره ولا يمد يده إلى شيء ما لم يأذن الشرع له في مدها إليه، ولا يسعى برجله إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه، فهذا هو الأصل إلا أنه قد يغلب على عبد ذكر الله تعالى حتى يعرف بذلك فإن خوطب بغيره لم يكد يسمع لمن يخاطبه حتى يتقرب إليه بذكر الله غير أهل الذكر توصلا إلى أن يسمع لهم وكذلك في المبصرات والمتناولات والمسعى إليه، تلك صفة عالية نسأل الله أن يجعلنا من أهلها »أ.هـ


🔵 قوله:

« ولئن سألني »

أي في دعاءه

لأعطينة ولأجيبن دعوته


🔵 قوله:

« ولئن استعاذني لأعيذنه »

 من الاعاذة وهي طلب النجاة والحماية من مكروه.

🔴 والام  في

« لأعطينه »

« لأعيذنه »

واقعة في جواب القسم تقديره

 والله لأعطينه والله لأعيذنه


💥 يستفاد من الحديث


⭕️ إثبات الولاية لله تعالى وأن لله أولياء


🔵 قال الله تعالى

« إن ألياؤه إلا المتقون ولكن أكثر الناس لايعلمون ».


⭕️ وفيه كرامة الأولياء حيث أن الله تعالى يدافع عنهم


🔵 قال الله

« إن يدافع عن الذين آمنوا »


⭕️ وفيه إثبات الحرابة لله عز وجل

 🔵لقوله:

"فقد آذنته بالحرب"


 🔴 وقد ذكر الله تعالى ذلك في الربا أيضا


🔵 فقال: (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله)


⭕️ وفيه الوعيد الشديد لمن عادى أولياء الله وأن معاداتهم من كبائر الذنوب.


⭕️ وفيه أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة .


⭕️ وفيه إثبات صفة المحبة لله تعالى وهي صفة قائمة بالله تعالى ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب .


⭕️ وفيه أن الإيمان يزيد وينقص باعتبار القربات وكثرة الطاعات وتفاضل الأعمال .


⭕️ وفيه تسديد الله تعالى وتوفيقه للعبد في استعمال سمعه وبصره ويده ورجله في طاعة الله تعالى واجتناب معصيته .


⭕️ وفيه أنه كلما ازداد العبد من الله قربة ازداد ذلك من قرب الله منه

وذلك في إجابة الدعاء والإعاذة والإعانة والتوفيق ومن كان مع الله كان الله معه .


نكتفي بهذا القدر

والحمدلله رب العالمين