الدرس الرابع والأربعون من دروس الأربعين النووية
الدرس الرابع والأربعون
📚 من دروس الأربعين النووية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
✒️ قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث السادس والثلاثون
🔵 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه"
📚 رواه مسلم بهذا اللفظ.
✒️قال ابن دقيق العيد
« هذا الحديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب فيه فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما يتيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة أو غير ذلك. ومعنى تنفيس الكربة إزلتها» أ.هــ
🔵 قوله :
«من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا »
🔴 الكربة شدة مع ضيق وضنك
✒️ قال العلامة العثيمين
« الكربة ما يكرب الإنسان ويغتم منه ويتضايق منه»أ.هـ
🔴 والتنفيس: معناه إزالة الكربة ورفعها .
🔵 قوله :
«نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة »
⭕️ فيه إشارة إلى أن يوم القيامة يوم كرب وشدائد .
🔵 قوله :
« "ومن يسر على معسر "
⭕️ أي سهل وأمهل عنه
🔴 والتيسير : يكون إما بالتخفيف عن المعسر بإعطائه مالا أو إسقاط بعض المال الذي عليه أو كله .
🔴 والمعسر : من كان ذو عسرة
🔵 قال الله تعالى
{ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }
⭕️أي إلى أن يتيسر له.
🔵 قوله :
« ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة »
✒️ قال العلامة العثيمين
« أي أخفى وغطى، ومنه الستارة تخفي الشيء وتغطيه، والمقصود ستر مسلما ارتكب ما يعاب. إما في المروءة والخُلق، وإما في الدين والعمل، "ستره الله في الدنيا والآخرة" » أ.هـ
🔵 قوله :
"والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"
🔴 أي أن الله يعينك على أمورك ماكنت معينا لأخيك في التنفيس من كربته والتيسير عليه وستره وغير ذلك .
💥 تنبيه
🔴 لايقال مادام العبد في عون أخيه وإنما الصواب أن يقال كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« ماكان العبد في عون أخيه »
فلينتبه لهذا
✒️قال العلامة العثيمين
« ويرويه بعض العوام: ما دام العبد في عون أخيه وهذا غلط، لأنك إذا قلت ما دام العبد في عون أخيه صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون الأخ، ولم يفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه، فإذا قال: ما دام العبد في عون أخيه علم أن عون الله عز وجل كعون الإنسان لأخيه
وما دام هذا اللفظ هو اللفظ النبوي - يعني بذلك ماكان العبد في عون أخيه - فلا يعدل عنه» أ.هـ
🔵 ثم قال :
« ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه »
⭕️ في هذا دليل على فضل العلم وأنه من أعظم أسباب دخول الجنة .
⭕️وفيه فضل مجالس الذكر .
⭕️ وأنها المجالس التي تنزل عليها السكينة وتغشاها الرحمة وتحفها الملائكة ويذكر الله الحاضرين فيها في الملاء الأعلى .
وهذا من شرف هذه المجالس التي يقال فيها قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم .
⭕️مجالس فيها علم الكتاب والسنة من حرم خيرها فهو محروم .
💥 يستفاد من الحديث
⭕️ الترغيب في تنفيس الكرب والضيق عن المؤمنين في الدنيا
⭕️ وفيه أن من أسباب تنفيس الكرب يوم القيامة تنفيسك عن أخيك المؤمن كربه في الدنيا .
⭕️ وفيه أن الجزاء من جنس العمل .
⭕️ وفيه الترغيب في التيسر عن المعسر وذلك بحسب القدرة والإعسار .
⭕️ وفيه الترغيب بستر المسلم عيبه أو بدنه فالعموم حاصل .
⭕️ وفيه الحث على طلب العلم وأنه من أسباب دخول الجنة كما تقدم
⭕️ وفيه فضيلة الاجتماع على العلم وعظيم الأجر في ذلك.
⭕️ وفيه أن النسب لايرفعك ولايضعك إنما يرفعك عملك الصالح
وفي هذا الدعوة إلى عدم الإغترار بالنسب.
🔴 ولله در من قال
ألا إنما التقوى هي العز والكرم **** فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس **** وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب .
نكتفي بهذا القدر
والحمدلله رب العالمين