الجمعة، 3 مارس 2017

الدرس الثاني والثلاثون من دروس الأربعين النووية

الدرس الثاني والثلاثون
📚 من دروس الأربعين النووية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

✒️ قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث السابع والعشرون

🔵 عن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس"
📚 رواه مسلم.

🔵 وعن وابصة بن معبد رضي الله تعالى عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "جئت تسأل عن البر؟ ", قلت: نعم. قال: "استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك"
🔴 حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدرامي بإسناد حسن.

🔴 حديث النواس بن سمعان من الأحاديث التي تدل على جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم .

✒️ قال العلامة العثيمين
(البر حسن الخلق)
كلمة جامعة مانعة.

🔵 قلت: وقوله
« البر حسن الخلق »
⭕️ أي من أعظم البر حسن الخلق وكلمة البر تدل على كثرة الخير.
وهي كلمة  تطلق على كل عمل صالح يلحق صاحبه بالأبرار.

✒️ قال النووي
رحمه الله
« قال العلماء البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة وهذه الامور هي مجامع حسن الخلق »
📚 انظر شرح النووي  لصحيح مسلم (ج١١١/١٦)

✒️ لذا قال الإمام مسلم في صحيحه
 📚 كتاب البر والصلة وذكر تحته أحاديث متعددة كلها تتعلق بالبر والأعمال الصالحة.

 🔴 وينقسم البر إلى قسمين  مطلق ومقيد
وإن شئت فقل عام وخاص
⭕️ فالعام ماتقدم ذكره أنه كل عمل صالح يلحق صاحبه بالأبرار

⭕️ وأما الخاص  فيتعلق ببر الوالدين والإحسان إليهما بالمال والبدن والجاه وسائر الإحسان لاسيما عند الكِبَر

🔴 وأما حسن الخلق فهو أيضا من البر بل من أعظم خصاله

✒️ قال ابن دقيق العيد
« حسن الخلق أعظم خصال البر كما قال: "الحج عرفة"

🔴 وحسن الخلق أيضا يكون على قسمين

⭕️ حسن الخلق مع الله، وحسن الخلق مع عباد الله.

🔴 أما حسن الخلق مع الله فيكون بالإيمان به والتسليم لقضاءه الكوني والشرعي مع الرضا بذلك  وأن لا يكون في نفسك حرج ولا ضيق .

⭕️ ومعنى القضاء الكوني هو مايقدره الله كونا من الأقدار كالأمراض والأسقام وغيرها.

⭕️ والقضاء الشرعي
 مايتعلق بالأوامر والنواهي الشرعية

🔴 أما حسن الخلق مع الناس فيكون ببذل الندى (المعروف ) وكف الأذى ، وطلاقة الوجه.

🔵 قوله : " والإثم ماحاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس "

⭕️الإثم: هو ضد البر
🔵 قال الله تعالى
 { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }

⭕️ ولا يحيك الإثم في صدرك إلا لإيمانك أما الذي قد طغى على قلبه الران وذهب حياءه وضعف إيمانه
فلا يحيك في صدره إثم ولاذنب
بل ربما افتخر وجاهر بالمعصية .

 ✒️ قال ابن عثيمين
🔵 ( والإثم ماحاك في النفس)
🔴 هذا ضابط وليس بقاعدة، أي علامة على الإثم في قلب المؤمن» أ.هـ

🔴 فالمؤمن هو الذي يحيك في نفسه الإثم ويكره أن يطلع عليه الناس لأن في ذلك مذمة .

💥 أما الفاجر فقد أصبح قلبه كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه.

🔴 أما حديث وابصة الذي يليه هذا الحديث لاتخلو طرقه من ضعف لكن بمجموعها ومجموع الشواهد
يرتقي إلى الحسن لغيره والله أعلم

🔴 لذا حسنه الألباني رحمه الله
📚 في صحيح الجامع برقم (٩٤٨)
📚 وصحيح الترغيب والترهيب برقم ( ١٧٣٤ )
📚 وهو في مشكاة المصابيح
 برقم (٢٧٧٤ ).

نكتفي بهذا القدر
والله الموفق والحمدلله رب العالمين