الدرس السابع والأربعون من دروس الأربعين النووية
الدرس السابع والأربعون
📚 من دروس الأربعين النووية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
✒️ قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث التاسع والثلاثون
🔵 عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه» .
📚 حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما.
💥 الشرح :
🔴 هذا الحديث
✒️ قال فيه الألباني
🔴 صحيح..
📚 وانظر صحيح الجامع برقم (١٧٣١) .
🔵 وقد جاء هذا الحديث من حديث أبي ذر
📚 عند ابن ماجة برقم (٢٠٤٣).
⭕️ وفيه بيان فضل الله تبارك وتعالى ورحمته بعباده المؤمنين .
🔵 قوله:
« إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه» .
✒️ قال العلامة العثيمين .
🔴 والخطأ: أن يرتكب الإنسان العمل عن غير عمد.
🔴 والنسيان: ذهول القلب عن شيء معلوم من قبل.
🔴 والاستكراه: أن يكرهه شخص على عمل محرم ولايستطيع دفعه، أي: الإلزام والإجبار »أ.هـ
📚 من شرحه للأربعين .
✒️ قال ابن رجب
« فأما الخطأ والنسيان، فقد صرح القرآن بالتجاوز عنهما
🔵 قال الله تعالى:
{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}
🔵 وقال:
{وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} .
🔴 إلى أن قال: وأما الإكراه فصرح القرآن أيضا بالتجاوز عنه
🔵 قال تعالى:
{من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}
🔵 وقال تعالى:
{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة}
»أ.هـ
📚 انظر جامع العلوم والحكم (ج٣٦٦/٢)
✒️ وقال النووي - رحمه الله -
🔵 وقوله:
« إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهو عليه »
« أي تجاوز عنهم إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وأما حكم الخطأ والنسيان والمكره عليه فغير مرفوع فلو أتلف شيئا خطأ أو ضاعت منه الوديعة نسيانا ضمن .
ويستثنى من الإكراه على الزنا والقتل فلا يباحان بالإكراه ويستثنى من النسيان ما تعاطى الإنسان سببه فإنه يأثم بفعله لتقصيره .
وهذا الحديث اشتمل على فوائد وأمور مهمة جمعت فيها مصنفا لا يحتمله هذا الكتاب » أ.هـ
📚 من شرحه للأربعين .
🔴 قلت : وخلاصة هذا
⭕️ أن الحكم حكمان
🔴 تكليفي ووضعي
⭕️ فالتكليفي : هو الذي لايؤاخذ عليه العبد بخطأ أو نسيان
⭕️ والوضعي : هو الذي يتحمل الضمان به إذا أتلف حقا أو اعتدى.
💥 يستفاد من هذا الحديث
⭕️ بيان سعة رحمة الله بعباده
⭕️ وفيه عدم المؤاخذة بالإثم لمن أكره على فعل أو على قول إلا إذا كان في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الأدلة الشرعية .
فمن أكره على قتل شخص فقتل فيقتل المكرَه والمكرِه كلاهما لأنهما تعاونا على قتل نفس معصومة .
🔴 كذلك النسيان إذا أتلف حق آدمي نسيانا فإنه يتحمل الضمان مثاله:
رجل وضع ذهبا عند رجل في كيس فنسي ذلك الرجل ورمى الكيس إلى القمامة وضاع هذا الكيس
فإنه يتحمل ضمانه وقيمته وإن كان ناسيا لأنه تعلق بحق آدمي
نكتفي بهذا القدر
والحمدلله رب العالمين