الدرس العشرون من دروس الأربعين النووية
الدرس العشرون
📚 من دروس الأربعين النووية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
💥 قال الإمام النووي رحمه الله
💥 الحديث السادس عشر
🔵 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني, قال: "لا تغضب", فردد مرارا قال: "لا تغضب".
📚 رواه البخاري.
💥 هذا الحديث من الأحاديث المهمة الدالة على الآداب العظيمة
📌 وفيه تربية النفس على الحلم .
💥 ولله در من قال
لا يُعرف الحلم إلا ساعة الغضب.
🔴 وعلى هذا الحديث بوب الإمام البخاري فقال
🚪 " باب الحذر من الغضب"
⭕️ قوله " أوصني" 💥الوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام
⭕️وقوله" لا تغضب"
💥 فسره بعضهم بأنه إذا أتتك دواعي الغضب فلا تغضب
💥 وكذلك لاتسعى إلى مايكون سبب لاغضابك فالوسائل تؤدي إلى الغايات
✒️قال الخطابي معنى قوله لا تغضب اجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه وأما نفس الغضب فلا يتأتى النهي عنه لأنه أمر طبيعي لا يزول من الجبلة"أ.هـ
📚 فتح الباري (ج٥٢٠/١٠)
⭕️ قوله " فردد مرارا"
✒️ قال النووي
" فلم يزده في الوصية على لا تغضب مع تكراره الطلب وهذا دليل ظاهر في عظم مفسدة الغضب وما ينشأ منه"
📚 شرح صحيح مسلم (ج١٦٣/١٦)
✒️ وقال ابن رجب
" يدل على أن الغضب جماع الشر، وأن التحرز منه جماع الخير"أ.هـ
📚 جامع العلوم والحكم (ج٣٦٢/١)
💥 وقد امتدح الله الكاظمين للغيظ
🔵 بقوله تعالى
{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}
🔵 وفي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
📚متفق عليه .
✒️ قال ابن عثيمين
الغيظ: هو الغضب الشديد، والإنسان الغاضب هو الذي يتصور نفسه أنه قادر على أن ينفذ؛ لأن من لا يستطيع لا يغضب، ولكنه يحزن، ولهذا يوصف الله بالغضب ولا يوصف بالحزن؛ لأن الحزن نقص، والغضب في محله كمال؛ فإذا اغتاظ الإنسان من شخص وهو قادر على أن يفتك به، ولكنه ترك ذلك ابتغاء وجه الله، وصبر على ما حصل له من أسباب الغيظ؛ فله هذا الثواب العظيم أنه يدعى على رؤوس الخلائق يوم القيامة ويخير من أي الحور شاء"أ.هـ
📚 من شرح رياض الصالحين(ج١٣٣/١)
🔴 سؤال :
لماذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بهذه الوصية ؟..
✒️ قال ابن دقيق العيد
📚 في شرحه للأربعين النووية
" قال صاحب الإفصاح: من الجائز أن النبي صلى الله عليه وسلم علم من هذا الرجل كثرة الغضب فخصه بهذه الوصية"
🔴 ولعظيم شؤم الغضب المذموم دل النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى العلاج حتى يُجتنب
💥منه الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
🔵 فعن سليمان بن صرد ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت جالسا مع النبي صلي الله عليه وسلم، ورجلان يستبان، وأحدهما قد أحمر وجهه، وانتفخت أوداجه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب منه ما يجد) فقالوا له: أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (تعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
📚 متفق عليه.
💥 وكذلك إن كان قائما جلس فإن لم يذهب الغضب بجلوسه يضطجع
🔵 دل على هذا حديث أبي ذر - رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع» .
📚 رواه أحمد وأبوداود وابن حبان
⭕️وصححه الألباني في
📚 صحيح الجامع برقم(٦٩٤)
🔵 أما ما يتعلق بالوضوء فحديثه
🔴 ضعيف
ضعفه الألباني
📚 في ضعيف الجامع برقم(١٥١٠)
📚 وضعيف الترغيب برقم(١٦٤٧) وكذا
📚 الضعيفة برقم(٥٨٢)
🔵 ومثله حديث
" الاغتسال"
🔴 ضعفه الألباني رحمه الله في
📚 ضعيف الجامع برقم(٣٩٣٣)
🔴 فيستفاد من هذا الحديث العظيم
النهي عن الغضب والتحذير منه
📌 وفيه حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عماينفعهم
📌 وفيه أن الدين الإسلامي ينهى عن مساوئ الأخلاق والنهي عن مساوئ الأخلاق يستلزم الأمر بمحاسنها .
📌 ودل هذا الحديث على جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم
📌 وفيه معرفة المفتي حال المستفتي
💥 تنبيه مهم 💥
⭕️ النهي عن الغضب المقصود به الغضب المذموم الذي يحبه الشيطان وبه يتفرق الإخوان
🔴 وأما الغضب لدين الله فهذا محمود صاحبه ويدل على وازع إيمانه
لأنه لا يغضب لنفسه إنما يغضب لله ولدينه
⭕️ومنه قول القائل
📌 غضبت لله لا للعرض والنسب ...... ولا نفاقا لأهل المال والحسب
🔴 وأعظم من هذا غضب النبي صلى الله عليه وسلم في شفاعة أسامة في حد من حدود الله
🔴 وقد جاء أنه كان إذا ذكر الساعة احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش صحبكم ومساكم "
⚪️ بل اتصف الله تعالى بصفة الغضب لما دلت على ذلك الأدلة وهي صفة مدح وكمال في حق الله تعالى
{ ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير}
🔴 هذا ماأحببت التنبيه عليه لأهميته
والله الموفق
والحمدلله رب العالمين