الدرس السابع والثمانون
📚 من دروس المبادئ المفيدة
في التوحيد والفقه والعقيدة
للعلامة المحدث والناصح الأمين
يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
✒ قال المؤلف - حفظه الله .
💥 في ذكر أسماء الله الحسنى بـأدلتها :
الأول .. الآخر .. الظاهر .. الباطن .. العليم .
🔴 الدليل :
🔵 قال الله تعالى :
{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيئ عليم }
الحديد : ٣ .
💥 التعليق :
✒ قال الإمام السعدي
📚 في تفسيره لسورة الحديد الآية : ٣.
" { هو الأول } الذي ليس قبله شيء، { والآخر } الذي ليس بعده شيء { والظاهر } الذي ليس فوقه شيء، { والباطن } الذي ليس دونه شيء. { وهو بكل شيء عليم } قد أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والسرائر والخفايا، والأمور المتقدمة والمتأخرة "أ.هـــ
⭕ قلت :
وهذا تفسير مختصر وفي غاية من الإفادة .
🔵 وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه :
" اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر " .
📚 رواه مسلم مع اختلاف يسير ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه
✒ قال ابن القيم - رحمه الله :
" فمعرفة هذه الأسماء الأربعة الأول والآخر والظاهر والباطن هي أركان العلم والمعرفة فحقيق بالعبد أن يبلغ في معرفتها إلى حيث ينتهي به قواه وفهمه "أ.هـــ
📚 طريق الهجرتين صـــ٢٤ .
🔴 الأول : الذي ليس قبله شيئ ..
✒ قال شيخنا كمال
ـــ رحمه الله ـــ
📚 في التعاليق العلى صـــ ٥٥ .
" معناه قال ابن القيم : فأوليته سابقة على أولية كل ماسواه .
📚 طريق الهجرتين صـــ ٢٤ .
☄ وجميع من فسر هذا الإسم جعل معناه على ما ذكره ابن القيم
🔴 وانظر
"📚 جامع الأصول
(ج ٤ / ١٨١ )
📚 والاعتقاد صـــ ٦٣ .
📚 واشتقاق الأسماء صـــ ٢٠٤ "أ.هــــ
🔴 الآخر : الذي ليس بعده شيء ..ويفنى كل الخلق
{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }
الرحمن : ٢٧ .
🔴 الظاهر : الذي ليس فوقه شيء وهو عال على خلقه.
✒ قال ابن القيم :
📚 في طريق الهجرتين صـــ ٢٤ .
" وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيء ومعنى الظهور يقتضي العلو وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه "أ.هـــ
✒ وقال الإمام السعدي رحمه الله
📚 في تفسير أسماء الله الحسنى صـــ ١٧٠ .
"والظاهر: يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات، ويدل على علوه"أ.هـــ
🔴 الباطن : الذي ليس دونه شيء وقد أحاط بكل شيئ علما .
✒ قال الإمام السعدي
📚 في تفسير الأسماء الحسنى صـــ ٦١.
" "والباطن: يدل على اطلاعه على السرائر والضمائر والخبايا والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه، ولا يتنافى الظاهر والباطن؛ لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت؛ فهو العلي في دنوه، القريب في علوه"أ.هــــ
✒ قال ابن القيم
📚 في طريق الهجرتين صـــ٢٤ ,
" فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة وهي إحاطتان زمانية ومكانية فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد فكل سابق انتهى إلى أوليته وكل آخر انتهى إلى آخريته فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن فما من ظاهر إلا والله فوقه وما من باطن إلا والله ودونه وما من أول إلا والله قبله وما من آخر إلا والله بعده فالأول قدمه والآخر دوامه وبقاؤه والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه فسبق كل شيء بأوليته وبقي بعد كل شيء بآخريته وعلا على كل شيء بظهوره ودنا من كل شيء ببطونه فلا توارى منه سماء سماء ولا أرض أرضا ولا يحجب عنه ظاهر باطنا بل الباطن له ظاهر والغيب عنده شهادة والبعيد منه قريب والسر عنده علانية فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد فهو الأول في آخريته والآخر في أوليته والظاهر في بطونه والباطن في ظهوره لم يزل أولا وآخرا وظاهرا وباطنا "أ.هــــ
🔴 العليم : وقد ورد في القرآن الكريم مائة وسبعًا وخمسين مرة .
وهو الذي يعلم كل شيئ لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء , يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .
☄ ويعلم ماكان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون .
{ عالم الغيب والشهادة }
{ قد أحاط بكل شيئ علما }.
✒ قال الخطابي
📚 في شأن الدعاء صـــ ٥٧ .
" وهو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق "أ.هـــ
✒ وقال الإمام السعدي
📚 خاتمة تفسيره في ذكر الأصول والكليات
" وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والإسرار، والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات، والممكنات وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي، والحاضر، والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء"أ.هـــ
🔴 وبهذا نكون قد انتهينا من التعليق على هذه الأسماء العظيمة المذكورة في هذه الفقرة باختصار وجيز .
والله الموفق .
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله