الخميس، 5 أبريل 2018

الدرس الثاني بعد المائة من دروس المبادئ المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة للعلامة المحدث والناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري حفظه الله

الدرس الثاني بعد المائة
📚 من دروس المبادئ المفيدة
في التوحيد والفقه والعقيدة

للعلامة المحدث والناصح الأمين

يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .

✒ قال المؤلف - حفظه الله .

💥 في ذكر أسماء الله الحسنى بـأدلتها :

الشكور .. الحليم

🔴 الدليل :

🔵 قال تعالى :
{ والله شكور حليم }
التغابن : ١٧ .

💥 التعليق :

ومن أسماء الله تعالى التي ذكرها المؤلف ـــ حفظه الله ـــ

🔴 الشكور :

☄ وقد ورد ذكر اسمه سبحانه الشكور في كتاب الله أربع مرات
🔵 كما في قوله سبحانه:
{ ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور}
فاطر: ٣٠ .
🔵 وقوله سبحانه:
{ إن ربنا لغفور شكور }
فاطر: ٣٤ .
🔵 وقوله سبحانه:
{ ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور }
الشورى: ٢٣.
والرابعة الآية التي ذكرها المؤلف حفظه الله .

🔴 وفي معنى هذا الإسم

✒ قال الخطابي
📚 في شأن الدعاء
صــ٦٦.
" هو الذي يشكر اليسير من الطاعة فيثيب عليه الكثير من الثواب، ويعطي الجزيل من النعمة، فيرضى باليسير من الشكر.
كقوله -سبحانه-: { إن ربنا لغفور شكور }.
🔴 ومعنى الشكر المضاف إليه: الرضى بيسير الطاعة من العبد والقبول له. وإعظام الثواب عليه -والله أعلم- وقد يحتمل أن يكون معنى الثناء على الله - جل وعز - بالشكور ترغيب الخلق في الطاعة. قلت أو كثرت لئلا يستقلوا القليل من العمل فلا يتركوا اليسير من جملته إذا أعوزهم الكثير منه"أ.هــ

✒ وقال ابن القيم
📚 في عدة الصابرين
صــ ٤٢٦.
" "وأما شكر الرب تعالى: فله شأن آخر كشأن صبره، فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة، فإنه يعطي العبد؛ ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء؛ فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها؛ إلى أضعاف مضاعفة.
ويشكر عبده بقوله؛ بأن يثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى؛ ويلقي له الشكر بين عباده؛ ويشكره بفعله.
فإذا ترك له شيئا أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئا رده عليه أضعافا مضاعفة، وهو الذي وفقه للترك والبذل؛ وشكره على هذا وذاك"أ.هـــ

✒ وقال
📚 في النونية

☄ وهو الشكور فلن يضيع سعيهم ... لكن يضاعفه بلا حسبان
☄ ما للعباد عليه حق واجب ... هو أوجب الأجر العظيم الشان
☄ كلا ولا عمل لديه ضائع ... إن كان بالإخلاص والإحسان
☄ إن عذبوا فبعدله أو نعموا ... فبفضله والحمد للمنان

🔴 الحليم : ومعناه : هو الذي لا يعاجل العبد بالعقوبة

☄ وقد ورد ذكر اسمه سبحانه الحليم في كتاب الله إحدى عشرة مرة.

✒ قال ابن جرير
📚 في تفسيره
🔵 لقول الله تعالى :
{ واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم }
البقرة : ٢٣٥ .
✒ قال :
" حليم يعني أنه ذو أناة، لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم"أ.هـــ

✒ وقال الخطابي
📚 في شأن الدعاء
صــ٦٣.
" هو ذو الصفح، والأناة، الذي لا يستفزه غضب ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص، ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم؛ إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة والمتأني الذي لا يعجل بالعقوبة "أ.هـــ

✒ قال العلامة السعدي
📚 في خاتمة تفسيره عند ذكر الأصول والكليات
" الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة، والباطنة مع معاصيهم، وكثرة زلاتهم، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم، ويستعتبهم كي يتوبوا، ويمهلهم كي ينيبوا"أ.هـــ

✒ وقال
📚 في الحق الواضح
المبين صـ ٥٥ ومابعدها
"الحليم الذي له الحلم الكامل، والذي وسع حلمه أهل الكفر، والفسوق، والعصيان، ومنع عقوبته أن تحل بأهل الظلم عاجلا، فهو يمهلهم ليتوبوا، ولا يهملهم إذا أصروا، واستمروا في طغيانهم، ولم ينيبوا... والله تعالى حليم عفو، فله الحلم الكامل، وله العفو الشامل، ومتعلق هذين الوصفين العظيمين معصية العاصين، وظلم المجرمين، فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليهما من العقوبات العاجلة المتنوعة. وحلمه تعالى يقتضي إمهال العاصين، وعدم معاجلتهم، ليتوبوا، وعفوه يقتضي مغفرة ما صدر منهم من الذنوب خصوصا إذا أتوا بأسباب المغفرة من الاستغفار، والتوبة، والإيمان، والأعمال الصالحة، وحلمه وسع السماوات، والأرض، فلولا عفوه ما ترك على ظهرها من دابة، وهو تعالى عفو يحب العفو عن عباده، ويحب منهم أن يسعوا بالأسباب التي ينالون بها عفوه من السعي في مرضاته، والإحسان إلى خلقه.
🔴 ومن كمال عفوه أن المسرفين على أنفسهم إذا تابوا إليه غفر لهم كل جرم صغير، وكبير، وأنه جعل الإسلام يجب ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها"أ.هــــ

✒ قال ابن القيم
📚 في نونيته
☄ وهو الحليم فلا يعاجل عبده ... بعقوبة ليتوب من عصيان .

🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله