الدرس الخامس عشر
من مذاكرتنا للدروس المهمة لعامة الأمة
🔴 للإمام المجدد
عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
🔴 فمما أشار إليه المؤلف رحمه الله
في دروس العامة وتلقينهم وتوضيح ما يشكل عليهم
من قصار السور .. سورة النصر .
🔴 وسورة النصر سورة مدنية بالإجماع وآياتها ثلاث آيات
🔴 وقد جاء في ذكر هذه السورة أحاديث
صحيحة ثابته منها:
🔵 ما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله فقال عمر إنه من حيث علمتم. فدعا ذات يوم- فأدخله معهم- فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم.
قال ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}؟
فقال بعضهم أمرنا نحمد الله ونستغفره، إذا نصرنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي أكذاك تقول يا ابن عباس فقلت لا.
قال: فما تقول؟
قلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: {إذا جاء نصر الله والفتح} وذلك علامة أجلك
{فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}.
فقال عمر ما أعلم منها إلا ما تقول."
📚 رواه البخاري
🔵 وفي رواية
قالوا: فتح المدائن والقصور، قال:
«ما تقول يا ابن عباس؟»
قال:
«أجل، أو مثل ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت له نفسه»
🔵 وعن عائشة رضي الله عنها، قالت:
ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه:
{إذا جاء نصر الله والفتح}
إلا يقول فيها:
«سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي»
وفي رواية يتأول القرآن"
📚 رواه البخاري
📚 وفي مسلم
"مارأيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ نزل عليه إذا جاء نصر الله والفتح يصلي صلاة إلا دعا أو قال فيها "سبحانك ربي وبحمدك اللهم اغفر لي"
📚 وفي السلسلة الصحيحة للألباني
برقم : ٣٣٦٩.
🔵 قال أبو هريرة رضي الله عنه
(لما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح)، قال: أتاكم أهل اليمن؛ هم أرق قلوبا، الإيمان يمان، الفقه يمان، الحكمة يمانية).
📚 أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره "
🔴 ومن طريقه أحمد في "مسنده ": أنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول: ...
فذ كره.
✒ قال الألباني
🔴 وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
✒ قال العلامة السعدي
📚 في تفسيره لهذه السورة
" {بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} .
🔴 في هذه السورة الكريمة، بشارة وأمر لرسوله عند حصولها، وإشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك.
فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه، وقد وقع هذا المبشر به، وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره،
💥 وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين:
🔴 إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر .
🔵 والله يقول:
{لئن شكرتم لأزيدنكم}
☄ وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.
☄ ومع هذا فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال.
🔴 وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.
وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.
فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي "أ.هـــ
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله