الأحد، 5 أغسطس 2018

الدرس السادس عشر من الدروس المهمة لعامة الأمة للشيخ ابن باز رحمه الله

الدرس السادس عشر
من مذاكرتنا للدروس المهمة لعامة الأمة

🔴 للإمام المجدد
عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله .

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

🔴 فمما أشار إليه المؤلف رحمه الله
في دروس العامة وتلقينهم وتوضيح ما يشكل عليهم

من قصار السور .. سورة المسد .
🔴 وسورة المسد سورة مكية بالإجماع وآياتها خمس آيات.

💥 وسبب نزول هذه السورة
🔵 ما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما - قال:
لما نزلت
{وأنذر عشيرتك الأقربين}
صعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الصفا فجعل ينادي:
"يا بني عدي" لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال: "ارأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ "
قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا قال:
"إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد".

فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا.

🔵 فنزلت:
{تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب}
📚 متفق عليه .

🔴 سؤال:
ماعلاقة امرأته حمالة الحطب أم جميل أروى بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان؟

⭕ الجواب:

ذكروا أنها كانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

✒ قال ابن كثير رحمه الله
📚 في تفسيره

« وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده وعناده.
فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم»

✒ وقال أيضا:
«وعن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والثوري والسدي حمالة الحطب كانت تمشي بالنميمة واختاره ابن جرير»

✒ وقال - رحمه الله -
«قال العلماء: وفي هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل واضح على النبوة، فإنه منذ نزل قوله تعالى: سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان لم يقيض لهما أن يؤمنا ولا واحد منهما لا باطنا ولا ظاهرا، لا مسرا ولا معلنا، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة الباطنة على النبوة الظاهرة) أ.ه‍ـــ

✒ قال الإمام السعدي
📚 في تفسيره لهذه السورة
" {بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد} .

🔴 أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة والأذية للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة .
فقال:
🔵 {تبت يدا أبي لهب}
أي: خسرت يداه، وشقى {وتب} فلم يربح .
🔵 {ما أغنى عنه ماله} الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئا من عذاب الله إذ نزل به .
{سيصلى نارا ذات لهب} أي: ستحيط به النار من كل جانب، هو
🔵 {وامرأته حمالة الحطب} .
وكانت أيضا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبا، قد أعد له في عنقه حبلا {من مسد} أي: من ليف.
أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلا من مسد، وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة "أ.هــــ

🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله