الدرس الرابع والثمانون
📚 من دروس المبادئ المفيدة
في التوحيد والفقه والعقيدة
للعلامة المحدث والناصح الأمين
يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
✒ قال المؤلف - حفظه الله .
💥 في ذكر أسماء الله الحسنى بـأدلتها :
الرب , الرحمن , الرحيم
🔴 الدليل
🔵 قال تعالى :
{ الحمدلله رب العالمين * الرحمن الرحيم * }
الفاتحة : ٢ ــ ٣ .
🔵 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" .. فأما الركوع فعظموا فيه الرب "
📚 أخرجه مسلم
رقم : ٤٧٩ .
💥 التعليق :
أسماء الله كلها حسنى بالغة في الحسن كماله .
🔴 ومن تلك الأسماء الحسنى العظيمة
💥 اسم الرب .. الرحمن .. الرحيم .
🔴 ومعنى الرب :
الخالق المالك المدبر لشؤون خلقه الذي يربي جميع العالمين بنعمه .
✒ قال الإمام السعدي رحمه الله
📚 في تفسيره لسورة الفاتحة
" الرب، هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.
🔴 وتربيته تعالى لخلقه نوعان:
☄ عامة وخاصة.
🔴 فالعامة :
هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
🔴 والخاصة :
تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله
{ رب العالمين }
☄ على انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار"أ.هـــــ
🔴 الرحمن معناه :
ذو الرحمة الواسعة
🔵 قال الله :
{ ورحمتي وسعت كل شيئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون }
الأعراف : ١٥٦ .
🔵 وقال الله تعالى :
في دعاء الملائكة للمؤمنين :
{ ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم }
غافر : ٧ .
🔴 الرحيم : ذو الرحمة الواصلة .
🔵 قال الله تعالى :
{ وكان بالمؤمنين رحيما }
الأحزاب : ٤٣ .
✒ قال العلامة العثيمين :
📚 في شرحه للأصول الثلاثة ..
" الرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله عز وجل لا يطلق على غيره .
🔴 والرحمن معناه المتصف بالرحمة الواسعة.
الرحيم يطلق على الله عز وجل وعلى غيره،
🔴 ومعناه ذو الرحمة الواصلة، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما
🔵 قال الله تعالى:
{ يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون }
سورة العنكبوت، الآية : ٢١ "أ.هــــ .
✒ وقال العلامة السعدي
📚 في تفسيرة
" { الرحمن الرحيم } :
اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء ، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فلهم نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها، أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم، يعلم به كل شيء، قدير، ذو قدرة يقدر على كل شيء "أ.هــــ
🔴 وبهذا يتم بيان المراد في ذكر ما تيسر من معاني هذه الأسماء الحسنى .
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله