الدرس الثاني عشر بعد المائة
📚 من دروس المبادئ المفيدة
في التوحيد والفقه والعقيدة
للعلامة المحدث والناصح الأمين
يحيى بن علي الحجوري حفظه الله .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
✒ قال المؤلف - حفظه الله .
💥 في ذكر أسماء الله الحسنى بـأدلتها :
⚪ المسعر .. القابض ..
الباسط .. الرازق .
🔴 الدليل :
🔵 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال الناس : يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله هو المسعر , القابض , الباسط الرازق , وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال "
🔴 حديث صحيح
📚 أخرجه أبو داود
( ٣٤٥٠ )
وغيره .
💥 التعليق :
هذا الحديث عظيم وموعظة بليغة واستشهد به المؤلف ــ حفظه الله ــ
لإثبات الأسماء التي ذكرها من أسماء الله الحسنى ..
من ذلك :
🔴 المسعر :
وهو الذي يسعر لعباده في ارتفاع الشيئ أو انخفاضه وهو الذي يخفض ويرفع وكل شيئ مرتبط بتدبيره الكوني وتقديره الأزلي فيزيد في الشيء ويرفع من قيمته، أو يخفض فيقبض ويبسط وفق مشيئته وحكمته .
🔴 وعلى هذا لا يجوز السعي للمطالبة بقانون التسعير .
💥 فإن خير البشر أجاب على خير الناس وذروتهم بعد الأنبياء
🔵 بقوله لهم
" إن الله هو المسعر " .
🔴 وفي المقابل لا يجوز للناس أن يغالوا في الأسعار ويحتكروا السلع
🔵 فإن الذي قال " إن الله هو المسعر "
🔴 نهى عن النجش والاحتكار وأن يبيع أحدنا على بيع أخيه وعن الغش وغير ذلك مما هو مدون في المنهيات في البيوع .
🔴 القابض .. الباسط :
✒ قال الخطابي
📚 في شأن الدعاء
صــ ٥٧ ـــ ٥٨ .
" قد يحسن في مثل هذين الاسمين أن يقرن أحدهما في الذكر بالآخر، وأن يوصل به فيكون ذلك أنبأ عن القدرة، وأدل على الحكمة. كقوله تعالى :
{ والله يقبض ويبسط، وإليه ترجعون} البقرة : ٢٤٦.
وإذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على المنع والحرمان،
وإذا أوصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين منبئا عن وجه الحكمة فيهما - فالقابض الباسط - هو الذي يوسع الرزق ويقتره، ويبسطه بجوده ورحمته، ويقبضه بحكمته على النظر لعبده
🔵 كقوله: { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء } الشورى : ٢٧ .
فإذا زاده لم يزده سرفا وخرقا، وإذا نقصه لم ينقصه عدما ولا بخلا، وقيل: القابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه على العباد"أ.هــــ
✒ وقال العلامة السعدي
📚 في الحق الواضح
المبين صـ ٨٩.
عن هذين الاسمين الكريمين ومثلهما :
" هذه الأسماء الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا ينبغي أن يثنى على الله بها إلا كل واحد مع الآخر، لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين، فهو القابض للأرزاق والأرواح والنفوس، والباسط للأرزاق، والرحمة والقلوب.. وهذه الأمور كلها تبع لعدله وحكمته وحمده ... فعلى العبد أن يعترف بحكمة الله، كما عليه أن يعترف بفضله ويشكره بلسانه وجنانه وأركانه"أ.هـــ
✒ وقال العلامة الهراس
📚 في شرحه للنونية
( ج ٢ / ١٠٤ )
" هذه الأسماء الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا يجوز أن يفرد أحدها عن قرينه ولا أن يثنى على الله - عز وجل - بواحد منها إلا مقرونا بمقابله، فلا يجوز أن يفرد القابض عن الباسط ولا الخافض عن الرافع...
قال: لأن الكمال المطلق إنما يحصل بمجموع الوصفين.
فهو سبحانه القابض الباسط، يقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة، ويقبض الصدقات من الأغنياء، ويبسط الأرزاق للضعفاء، ويبسط الرزق لمن يشاء حتى لا تبقى فاقة، ويقبضه عمن يشاء حتى لا تبقى طاقة.
ويقبض القلوب فيضيقها حتى تصير حرجا كأنما تصعد في السماء، ويبسطها بما يفيض عليها من معاني بره ولطفه وجماله
🔵 قال تعالى:
{ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء } "أ.هـــ
✒ قال ابن القيم
📚 في نونيته:
☄ هو قابض هو باسط هو خافض ... هو رافع بالعدل والإحسان
🔴 الرازق :
✒ قال الإمام محمد بن عبدالوهاب
📚 في رسالته الجواهر
المضية صـ ٣٨ .
⭕ معناه : أنه لما أوجد الخلق أجرى عليهم أرزاقهم
✒ وقال الراغب الأصبهاني
📚 في مفرداته صــ ١٩٤
" والرازق يقال لخالق الرزق ومعطيه والمسبب له وهو الله تعالى"أ.هـــ
✍وقد سبق ذكر اسم الله الرزاق في الدرس التاسع والثمانين .
💥 واسم الرزاق أبلغ لأنه على وزن فعال من المبالغة
🔴 فيكون اسم الله الرازق في خلقه للرزق وسوق أسبابه
☄ والرزاق للمبالغة في عطاء هذا الرزق ووصله للخلائق .
والله أعلم .
🔴 نكتفي بهذا القدر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمدلله